وزير الخارجية المصرى كامل عمرو قدم السودان شكوى إلى مجلس الامن الدولي ضد الكيان الصهيوني بعد الغارة التي شنها على مصنع للذخيرة بالقرب من الخرطوم. وجاءت الشكوى بعد جلسة طارئة لمجلس الوزراء السوداني برئاسة الرئيس عمر البشير أدان فيها العدوان الصهيوني واعتبره اعتداءا على الشرعية الدولية، وهو يستهدف قدرات السودان العسكرية. ودعا المجلس الاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وحركة عدم الانحياز الى ادانة هذا العدوان. الاستجابة لدعوات السودان لم تكن على مستوى الاهمية التي يستوجبها العدوان فقد صدرت عدة ادانات اقليمية ودولية للغارة الاسرائيلية لكنها ظلت مجرد ادانات كلامية ضعيفة و لم ترتقِ الى حد المواقف و الافعال. فالجامعة العربية أدانت في بيان الاعتداء ووصفته بانه عمل ارهابي، و اكدت أن أمانتها العامة تتابع عن كثب التحقيقات الجارية حاليا في السودان؛ للوقوف على تفاصيل هذا العدوان الغادر على دولة عربية ذات سيادة. لكن وزراء الخارجية العرب لم يتداعوا الى الاجتماع فوراً كما فعلوا خلال نشوب الازمة في سورية أما مجلس الامن الدولي فقد تابع مناقشة الوضع في دارفور دون الالتفات الى دعوة مندوب السودان لادانة العدوان الاسرائيلي و لم تتم دعوة المجلس الى الانعقاد لمناقشة العدوان. والغريب كان رد الفعل المصري الخجول جداً الذي اكتفى بالاستنكار مع التأكيد على الالتزام الاتفاقات الدولية و كأن ما يجري لا علاقة له بالأمن المصري. بالمقابل، قيادات الاحتلال التزمت الصمت رسميا لكن الصحف الصهيونية حفلت بآراء و تحليلات لخبراء ومحللين صهاينة مرروا خلالها رسائل و اشارات تلخص اهداف العدوان على السودان. حيث اعتبر معلقون عسكريون صهاينة ان الغارة نوع من الرسالة العسكرية للقدرات الصهيونية في مواجهة إيران، من خلال التأكيد على علاقة التحالف بين السودان وإيران. و تردّيد الاتهامات بأن مصنع «اليرموك» هو في الأصل منشأة تابعة للحرس الثوري الإيراني تقوم بصناعة أسلحة لصالح المقاومة الفلسطينية في غزة. من جهة ثانية توالت ردود الفعل الشعبية و الرسمية المستنكرة للعدوان. و اعتبر محللون ان الهجوم يشكل استفزازاً للسودان و العرب و المسلمين و يعد انتهاكا سافرا لسيادة دولة عضو في الأممالمتحدة، واهانة شعبها. كما يشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي، يؤكد ان كيان الاحتلال قوة ارهابية مارقة على كل القوانين الدولية و توقع مراقبون ان ترفع الاعتداءات الصهيونية المتكررة وتيرة التوتر في المنطقة و تفتح ابوابها على احتمالات نشوب مواجهات دامية .