أعلنت حكومة ولاية شمال دارفور عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن الأحداث التي شهدتها منطقتي سجلي وشاوا، التي راح ضحيتها 10 قتلى، و 4 جرحى و 6 في عداد المفقودين، فيما حالت قوات عسكرية تابعة للحكومة السودانية تتمركز عند نقطة تفتيش منطقة زمزم دون وصول بعثة مشتركة من قوات الأممالمتحدة، والاتحاد الأفريقي العاملة في دارفور "اليوناميد" إلى موقع الحادث، التي دانت بدورها الحادث، معربة عن قلقها "حيال الحوادث المتكرّرة التي أدّت إلى مقتل وإصابة السكان المحليّين إضافة إلى نزوحهم". وقال والي ولاية شمال دارفور بالإنابة أبو العباس عبد الله، في مؤتمر صحافي عقده مساء السبت، في مدينة الفاشر، عاصمة الولاية، إنَّ الحادث جاء في إطار سلسلة النزاعات القبلية التي تشهدها المنطقة، خلال الأشهر الماضية والتي أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين، مبينًا أنَّ تلك الأحداث بدأت بمقتل أحد المواطنين فى مزرعته فى الثاني من شهر أيلول / سبتمبر الماضي، وأعقبه هجوم على منطقة أبودليق فى السابع عشر من تشرين الأوَّل / أكتوبر الماضي، قُتِل فيه خمسة عشر آخرين. وانتهت تلك الأحداث بحادث الجمعة. وكشف الوالي بالإنابة أنَّ حكومة الولاية قامت باتخاذ حزمة من الإجراءات لمعالجة الموقف تمثلت في استماع لجنة أمن الولاية إلى مقدمي الشكوى من ذوى الضحايا وإرسال سيارات إسعاف إلى منطقة الحادث لإحضار جثامين الشهداء والجرحى، كما تم إعداد تقرير جنائي وسيتم تحويل القضية إلى مدعى جرائم دارفور لاتخاذ الاجراءات اللازمة، مشيرا إلى أنَّ الحكومة حثت مدعى جرائم دارفور بضرورة تسريع خطوات التحري في هذه القضية والقضايا الأخرى السابقة وتقديم الجناة إلى المحاكمة لينالوا جزاء ما ارتكبوه من جرائم وتجاوزات بحق الأبرياء، لكنه (الوالي) لم يكشف هوية من قاموا بتنفيذ الهجوم . وكانت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي العاملة في الإقليم "اليوناميد" أدانت الحادث وقالت إنَّها أوفدت لجنة لتقصي الحقائق، لكن قوات حكومية حالت دون وصول أعضائها إلى موقع الحادث. وأضافت البعثة في بيان تلقي "العرب اليوم" نسخة منه "تلقّت البعثة المشتركة للاتّحاد الأفريقي والأممالمتحدة في دارفور "اليوناميد" تقارير عن اعتداء ضدّ المدنيين أسفر عن ضحايا واختطاف مدنيّ ونزوح واسع النطاق". وصرّحت الممثلة الخاصة المشتركة بالإنابة وكبيرة الوسطاء، عايشتو مينداودو في هذا الصدد "إنَني جد مستاءة إزاء حالات الوفاة هذه وأشعر بقلق عارم حيال الحوادث المتكرّرة التي أدّت إلى مقتل وإصابة السكان المحليّين بالإضافة إلى نزوحهم. وأشجب مجدّداً بقوّة جميع أشكال العنف في دارفور ولا سيّما الاعتداءات على المدنيّين التي تشكّل جرائم خطيرة." إلى ذلك شارك مئات المشيّعين، في موكب جنازة الضحايا، إعراباً عن تعاطفهم مع ذويهم، وأحضر المشيّعون 10 جثث لضحايا الحادث أمام بوّابة مقرّ اليوناميد الرئيسي في مدينة الفاشر . مطالبين قيادة البعثة علي وجه الخصوص بإجراء تحقيق عاجل . وعقب اجتماع مع البعثة ضم مجموعة شاركت في التشييع، رافق أفراد شرطة تابعة للبعثة المشيعيين، بناء على طلبهم، لدفن جثت الضحايا. وأضافت مينداودو في هذا الإطار: "أحثّ جميع الأطراف على تجنّب العنف واختيار طريق السلام والتسويات عبر المفاوضات". وقالت البعثة في بيانها إنَّ العنف في الإقليم ناجم أساساً عن القتال بين المجتمعات المحليّة المختلفة والاعتداءات ضدّ المدنيّين على أيدي مجموعات مسلّحة واشتباكات متقطّعة بين الحكومة والحركات المسلّحة. ولاحقا قال مصدر في السلطة الإقليمية في دارفور التي يرأسها التيجاني سيسي (رئيس حركة التحرير والعدالة التي وقَّعت اتفاقًا مع الحكومة السودانية) إنَّ السلطة تراقب بقلق، اتساع دائرة العنف في شمال دارفور ( مقر رئاسة السلطة) وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح إلى "العرب اليوم " أنَّ وقف العنف من أبرز التحديات التي تواجه الجهات المعنية بتحقيق الأمن والسلام في الإقليم"، مضيفًا "إنَّ ظاهرة انتشار السلاح وصعوبة الوصول إلى مرتكبي الجرائم ومعاقبتهم أيضًا ننظر إليه كواحد من أبرز التحديات التي تواجه العملية السلمية في الإقليم . تجدر الإشارة إلي أنَّ اليوناميد تأسست في العام 2007 وتقع حماية المدنيّين في صلب تفويضها. إضافة إلى ذلك، إنّ من بين مهامها تسهيل وصول المعونة الإنسانيّة والمساعدة في عمليّة سلام شاملة في دارفور الذي يشهد قتالا منذ العام 2003.