تقرير - كمال عبدالرحمن رسم وزير الخارجية السوداني علي كرتي صورة قاتمة عن الأوضاع داخل حكومة بلاده، وقال في حديث بثته قناة النيل الأزرق الفضائية، إن هنالك عدم تناغم واضح في اتخاذ القرار داخل أروقة الحكومة، وأبدى امتعاضه من رسو قطع حربية إيرانية في المياه الإقليمية السودانية، ووصف قرار الحكومة السودانية بالسماح لتلك القطع بالخاطئ، لكنه قال إن وزارته لم تعلم بالأمر إلا من خلال وسائل الإعلام. وكانت القطع البحرية الايرانية قد تمركزت قرب ميناء بورتسودان، الواقع على البحر الأحمر والقريب من المياه الإقليمية السعودية، في الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي، أي بعد أيام قليلة من الهجمة التي تعرض لها مصنع اليرموك للأسلحة في قلب الخرطوم، والذي تقول إسرائيل ومصادر غربية إنه يعمل لصالح إيران ويصنع ذخائر تهرب إلى حركة «حماس» في قطاع غزة. دول الخليج وأمن كرتي على مقولة نسبت إليه أشار فيها خلال اجتماع لأعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى ضرورة أن تلتفت الحكومة السودانية إلى علاقاتها مع دول الخليج أكثر من اهتمامها بالعلاقة مع إيران، مؤكداً في هذا السياق على أن علاقات السودان الخارجية تضررت كثيراً خلال الفترة الأخيرة بسبب إزدواجية الرؤى داخل الحكومة السودانية. وقال إن كل ما تفعله وزارته من أجل ترميم العلاقات الخارجية يواجه بقرارات وتصرفات تصدر عن جهات أخرى داخل الحكومة، الأمر الذي يؤدي إلى نسف تلك الجهود. وفي مؤشر واضح على التباين داخل الحكومة السودانية، دافع وزير الإعلام السوداني الدكتور أحمد بلال عثمان للقناة السودانية قبل ساعة من حديث كرتي عن قرار السماح للقطع الحربية الإيرانية بالرسو في بورتسودان، ووصف علاقة السودان بإيران بالاستراتيجية. مصالح إسرائيل وقال عثمان إن السودان يمتلك القدرة اللازمة للرد على الهجوم الإسرائيلي ملمحاً إلى إمكانية ضرب المصالح الإسرائيلية في المنطقة، حيث أشار إلى أن لدى إسرائيل مصالح في العديد من بلدان المنطقة. لكن بلال وهو الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية فشل في الإجابة على سؤال حول الأسباب التي منعت الحكومة السودانية من الرد على إسرائيل رغم مرور سنوات طويلة على ضربات أخرى اتهمت فيها حكومة الرئيس السوداني عمر البشير إسرائيل بتنفيذها أيضاً. وحول الارتباك الذي شاب البيانات الصادرة عن الحكومة السودانية في أعقاب الضربة التي تعرض لها مصنع اليرموك الذي يقع في قلب مناطق سكنية، قال عثمان، إنه لم يكن بإمكان الحكومة أن تصدر بياناً قبل التأكد من حيثيات الضربة. لكن شهود عيان يسكنون في مناطق قريبة من المصنع أكدوا ل «البيان» أنهم شاهدوا بأعينهم 4 طائرات كانت تحلق على مسافة قريبة وأطلقت إحداها إشارات ضوئية وبعدها بثوان قليلة سمعوا أصوات الانفجارات التي هزت المنطقة وأحدثت أضراراً ببيوته. وبدا هنالك تناقض واضح فيما ذهب إليه عثمان، مع ما ذهب إليه والي الخرطوم، الذي صرح للتلفزيون السوداني بعد ساعات قليلة من الضربة، بأن الحادث لا يعدو كونه حادثاً عادياً، وأن الانفجار ربما يكون نجم عن ماس كهربائي أو ما شابهه.