باراك أوباما لدى الولاياتالمتحدة مصالح في الشرق الأوسط تحول دون إدارة ظهرها له BBC في الثاني والعشرين من يناير/كانون الثاني وبعد ثمانية وأربعين ساعة من قسم اليمين على تولي فترة رئاسته الاولى، أرسى الرئيس الامريكي باراك اوباما أهدافا في الشرق الاوسط. تصدر السعي لترسيخ السلام "بفاعلية وبشدة" بين اسرائيل والفلسطينيين قائمة هذه الاهداف. وقال أوباما انه لا ينبغي لأحد ان يخالجه شك في التزام امريكا تجاه أمن اسرائيل. غير ان الفلسطينيين لن يحتملوا مواجهة مستقبل يخلو من الامل. موضوعات ذات صلة الولاياتالمتحدة وبعد اربع سنوات من ذلك مازال الالتزام الامريكي بأمن اسرائيل قائما، لكن السلام لم يبزغ في الآفاق بعد. فقد انعدم الامل لدى الفلسطينيين مقارنة بما كانوا عليه قبل اربع سنوات. كما حكم على الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالسجن المؤبد على خلفية قتل متظاهرين عزل من السلاح خلال ثورة اندلعت في مصر قبل نحو عامين. وتدور في الشرق الاوسط عملية تغيير تمس جيلا بأكمله دون سن الثلاثين. بيد ان الولاياتالمتحدة ترغب في بسط النفوذ، كما أن شعوب المنطقة ترغب في استعادة السيطرة على حياتها من الاجانب وحلفائهم السابقين . الرئيس أوباما، والحق يقال، يظهر ميلا لإدراك حدود قدرات أمريكا ، ويبدو للمرء كأنه يدير ظهره للشرق الأوسط بأكمله. لقد أعلن اوباما قبل عام أن السياسة الخارجية الامريكية ستقوم على أولويات جديدة لم يكن الشرق الأوسط في مركزها. المشكلة في ذلك هي أن الشرق الاوسط أهم من أن يترك لقدره. لدى الولاياتالمتحدة الكثير من المصالح والالتزامات في أحد مفترقات الطرق الاستراتيجية الكبرى في العالم. ضوء اخضر للحرب؟ خلال خطابه عقب الفوز باعادة انتخابه قال أوباما للامريكيين إن سنوات عشر من الحرب قد انتهت. لكن الاضطرابات في الشرق الاوسط تعني أن التحرك العسكري- ربما حتى شن حرب جديدة- ستندرج من جديد على جدول اعماله. لقد تسللت الحرب السورية الى الدول المجاورة. ولا يمكن لاي رئيس امريكي ان يغفل المشكلة الرئيسية التي تواجه الحدود الاسرائيلية الشمالية، في جزء من العالم يتسم بزعزعة استقرار شديد حتى قبل اندلاع المعارك في سوريا. ومن المرجح ان يولي الرئيس اوباما خلال فترة رئاسته الثانية المزيد من الدعم للمعارضين السوريين على نحو لا يصل الى حد التدخل العسكري الامريكي المباشر. قرار بانتظار ايران تصر ايران على حقها في تطوير طاقة نووية سلمية الغرض. واذا بقيت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الرئيسيون حتى حلول الصيف المقبل يعتقدون بان ايران تطور أسلحة نووية، على الرغم من العقوبات التي فرضوها عليها، سيتعين على الرئيس اوباما اتخاذ قرار حول ما اذا كان سيشن هجوما على المواقع النووية الايرانية، او اعطاء اسرائيل الضوء لخوض غمار حرب. ودأبت ايران على نفي أي عزم لانتاج قنبلة نووية، فيما أعلن المرشد الاعلى الايراني أن تطوير اسلحة نووية وامتلاكها واستخدامها خطيئة كبيرة. ومازالت اسرائيل الدولة الشرق اوسطية الوحيدة التي تمتلك اسلحة نووية. غير ان سياسة امريكا وحلفاءها تجاه ايران يحددها، على الأقل، الاعتقاد بأن إيران ترغب في خيار السلاح النووي. ولن يرغب الرئيس اوباما ان يصبح طرفا في حرب اخرى في الشرق الاوسط. ربما كان تحركه الاول هو تحسين العرض المطروح على ايران للعزوف عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم الى الحد الذي يمثل امكانية تفضي الى صناعة قنبلة نووية. وقد تبدي ايران، التي تواجه عقوبات شديدة، استعدادا لابرام اتفاق يكفل انهاء الازمة بالغة الخطورة والتي تتسم بطول الاجل.