افتتحت الورشة التمهيدية لوضع سياسية الولاياتالمتحدةالأمريكيةالجديدة تجاه السودان (شمال - جنوب) أعمالها في العاشرة من صباح أمس الأول الخميس في العاصمة واشنطون بحضور رسمي كبير ولافت للنظر يظهر حالة الإهتمام الذي يتلقاه الشأن السوداني من قبل الإدارات المختلفة في الحكومة الأمريكية، حيث حضر ممثلون للبيت الابيض (مستشارية الأمن القومي، والمبعوث الرئاسي)، بالإضافة إلي دبلوماسيين من وزارة الخارجية (مساعد الوزير للشئون الأفريقية، ومكتب القرن الافريقي) ووكالة المخابرات المركزية (CIA) ووكالة المعونة الأمريكية (American Aid)، وعدد من الخبراء وممثلي للمجتمع المدني الأمريكي من أساتذة الجامعات ونواب من الكونغرس. وتفيد المتابعات أن اليوم الأول للورشة كان مكثفا حيث امتد لأكثر من سبعة ساعات (من العشرة صباحا وحتي الخامسة ظهرا) بالنقاش والتفصيل كل خيارات المطروحة أمام الإدارة الأمريكية للتعامل مع تطورات الموقف في السودان، وذلك من خلال الإستماع الي تقارير رسمية قدمها ممثلي الوكالات الرسمية الحكومية المشاركة منها ثلاثة تقارير جاءت علي النحو التالي (مبعوث الرئيس، ممثل الخارجية، وكالة المخابرات المركزية)، بالإضافة إلي تقرير عن الوضع الإنساني قدمته وكالة المعونة الأمريكية، وجاءت وجهات النظر شبه متطابقة في معظم التقارير المقدمة التي ركزت علي مستجدات الأوضاع عقب إتمام إنفصال الجنوب والوضع الاقتصادي في الشمال الذي كان له نصيب الأسد في النقاش والحوار، وقضية دارفور والتوقع من إتفاق الدوحة، ونالت تطورات الموقف في جنوب كردفان الجزء الأكبر من الإهتمام بعد القضية الإقتصادية (لم يشر أحد إلي إعلان وقف اطلاق النار الذي بادرت به الحكومة السودانية) خاصة تقرير وكالة العون الإنساني، وتداول الحضور حول طبيعة السياسة الجديدة التي يجب إقرارها تجاه شمال السودان، وانقسم المشاركون إلي ثلاثة آراء الأول يرفض التعامل بما اسموه ب"الطريقة القديمة" ويدعو الي تبني التغييروالعمل علي دعم المعارضة. الإتجاه الثاني هو الإستمرار بالسياسة الحالية التي صدرت في اكتوبر 2009م مع العمل علي إستحداث إضافات (تنفيحها) لتواكب مطلوبات المرحلة، الرأي الثالث والأخير هو تبني سياسة جديدة تتواصل مع النظام في الخرطوم مع زيادة الضغط للتقليل من الآثار "العدوانية" مع مراعاة المطلوبات الرئيسية لأي سياسة أمريكية علي حد وصفهم. وعلمت ( أفريقيا اليوم) أنه من المقرر أن يتم إستعراض المسودة الختامية للتوصيات التي عهد للجنة مشتركة تمثل أطراف الإدارة المختلفة في إجتماع لاحق في وقت متأخر من مساء أمس والتي تشمل التوصيات النهائية ومقترحات الحلول قبل رفعها لمتخذ القرار، وإلي الجهات المسئولة في الحكومة الأمريكية (البيت الابيض) لتقوم بتحويلها إلي خطط عمل كل عبر المسار الذي يخصه.