بيان للجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم إنتصارنا يوم الأحد 9 ديسمبر ينبغي أن تنبني عليه كل تكتيكاتنا المقبلة ملامح نضوج الوضع الثوري ، تكامل الأدوار بين قضايا الجامعة وقضايا الشارع إنَّ إنتصارنا يوم الأحد 9 ديسمبر على خطاب الإنقاذ العنصري وتحطيمه هو حدث ينبغي أن تنبني عليه كل تكتيكاتنا المقبلة . حجم المظاهرات ونطاقها وعددية المشاركين فيها أربكت حسابات النظام وإدارة الجامعة ، ودفعت النظام للخروج بمسرحيته المُمِلة حول ( لجنة التحقيق حول أحداث جامعة الجزيرة ) ، هذه دلائل تراجع يجب علينا الاستفادة منها بأقصى ما يمكن . إنَّ تحول وعي الجماهير في الشارع تجاه مظاهرة الأحد هو دليل على حجم التراكم الهائل في الوعي الذي أحدثته نضالات الحركة الطلابية ، فلنواصل الحراك ، المعارك لم تبدأ بعد . . الإغتيالات والإعتقالات والقمع لن توقف الحراك الثوري المتصاعد ، المجد للشهداء والحرية للشرفاء . ثوريات الحركة الطلابية ، الزميلات والزملاء : يعرّف الوضع الثوري في أي مجتمع بكونه اللحظة التي يبدأ فيها وعي الجماهير بالتشكُّل بعيداً عن وصايا النظام وآيدلوجيته ، ويأخذ بالتالي شكلاً أولياً يستوعب طبيعة الصراع الإقتصادي وشقه السياسي المتحكِّم في مساره ،إنَّ تكوُّن هذا الوعي الجديد يتم بقفزات هائلة تفوق في أغلب الأحيان قدرة الفاعلين السياسيين على ملاحقته ، وبالتالي قد يفوتهم التعامل السليم مع مخرجاته . يعيش النظام أزمات سياسية وإقتصادية هائلة وتكون الجماهير في هذه الوضعية قد كشفت تماماً ألاعيب النظام وأصبحت أقواله مكشوفة وغير ذات معنى ويبدأ الانقسام يضرب صفوف النظام ، إنَّ ما جرى يوم الأحد كشف بصورة واضحة عن بداية تكوُّن الوضع الثوري بدلالة السرعة التي التقطت بها الجماهير شعارات الحركة الطلابية وحولتها مباشرة نحو قضاياها المُعاشة . مما يدل على أنها قد بدأت البحث فعلاً على دربٍ جديد للخروج من الأزمة . لا يمكن باستعمال الحسابات الرياضية التنبؤ بموعد الانفجار ، ولكن عندما تبدأ الجماهير باستيعاب الشروط الموضوعية للواقع فتلك دلالة على اقتراب موعد ذلك . الزملاء والزميلات ، الثوريون والثوريات : بُني خطاب النظام على محاولة توجيه وعي الجماهير بأن الصراع ذو طابع عنصري ، مستعيناً على ذلك بما يسمى بمنبر السلام العادل وهو مجرد بُوق لما يقال فعلياً داخل دوائر النظام المغلقة . سيحاول النظام تفتيت هذا الاجماع حول قضية الاغتيال باستعمال هذا السلاح القذر . إن الأزمة في اقليم دارفور تستدعي حلولاً عاجلة لمشاكل طلاب الاقليم في المرحلة الأولى عبرت عنها الروابط الإقليمية في كل الجامعات السودانية بإصرار فذ . مجانية التعليم حق للجميع ولطلاب مناطق النزاعات الأولوية في تطبيق ذلك . ما حدث خطوة في الاتجاه السليم يجب أن تتبعها خطوات أخرى لإنجاز أهدافِنا . إذاً ترتيب أولوياتنا مهم لدفع الوضع الثوري نحو نقطة الانفجار . الثوريات والثوريون ، الزملاء والزميلات : على طالبات وطلاب جامعة الخرطوم مهام مُلحة لاتتأجل تتمثل في : أولاً: خصوصية الواقع لا تلغي عموم الأزمة ، يجب مناقشة قضايا الجامعة بما يربطها بأزمات البلاد والجماهير ، المُسبِّب واحد ومعلوم للكل ، وصراعنا من أجل حقوقنا داخل الجامعة هو نفسه المسار اللازم لربطها بالشارع . ثانياً: مبدأ المحاسبة على الجرائم التي ارتكبها النظام لا يسقط بالتقادم ، كل أحداث الاقتحام والاعتداء التي قام بها رباطة النظام ضد الحركة الطلابية منذ إنقلاب الانقاذ يجب أن تترسخ في وعينا . ثالثاً: إختيارنا للشعارات الملائمة التي تُلبي آمال الجماهير والحركة الطلابية في التغيير ، وإقتراح الجديد منها هو عملية جماعية إبداعية لا يمكن أن تتم إلا بمشاركة كل الثوريين والثوريات . أزمة الجامعة من أزمة البلاد، مشكلة الطالب هي مشاكل الجماهير، أولوية الأهداف خطوة نحو شمولية الحل . الجبهة الديمقراطية جامعة الخرطوم 11 ديسمبر 2012