السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثروت الخرباوى.. القيادى الإخوانى السابق: «مرسى» و«الشاطر» عقدا صفقة مع «مبارك» لتوريث الحكم ل«جمال».. و«العريان» التقى «عزمى» فى القصر عام 2005
نشر في سودانيات يوم 20 - 12 - 2012


مبارك إخوانى منذ الصغر
كتب : سارة نور الدين
تصوير : معتز زكى
ثروت الخرباوي
فى الحلقة السابقة من حواره ل«الوطن» جزم ثروت الخرباوى، المحامى والقيادى الإخوانى المنشق عن جماعة الإخوان منذ عام 2000، بأن مكتب الإرشاد هو الذى يدير شئون البلاد الآن، وأن الرئيس محمد مرسى مجرد مُنفِّذ للقرارات الصادرة عن المكتب، وتحديداً عن خيرت الشاطر ومحمود عزت.
فى هذه الحلقة يكشف «الخرباوى» عن الدور الذى لعبته جماعة الإخوان، وقيادات تتبوأ حالياً مقاعد قيادية بالجماعة وبحزب الحرية والعدالة فى مخططات توريث جمال مبارك حكم مصر، وكذلك دور الدكتور محمد مرسى، كقيادى بالجماعة وعضو مكتب إرشاد، وقياديين آخرين، فى الصفقات التى كانت تعقدها الجماعة قبل الثورة مع نظام مبارك والحزب الوطنى «المنحل».
القيادى الوحيد الذى لم يُحاكَم عسكرياً هو «مرسى».. ولدىّ شكوك عن علاقته آنذاك ب«أمن الدولة» و«الوطنى»
* قلت إن الإدارة الحالية لجماعة الإخوان ينتمى أغلب أعضائها إلى «تنظيم العشرات» الذى وفدوا إلى مصر بعد وفاة «التلمسانى».. ما قصة هذا التنظيم؟
- «سيد قطب» كوّن تنظيماً يستهدف قلب نظام الحكم وقتل جمال عبدالناصر فى منتصف ستينيات القرن الماضى، وكان ذلك بشهادة قيادات إخوانية كبيرة، منهم «فريد عبدالخالق»، وقد سُجلت شهادته، وقال إن «قطب» استطاع ضم بعض أعضاء الجماعة، إلا أنه أُلقى القبض عليهم وسُجنوا لمدة 10 سنوات وخرجوا عام 1975، وأطلق عليهم «التلمسانى» «تنظيم العشرات»، وحذر من وجودهم فى الجماعة، ورفض اعتبارهم جزءاً منها نظراً لتطرف أفكارهم، إلا أن مصطفى مشهور كان يريد إعادة عمل هذا التنظيم، وأرسل أعضاءه إلى دول الخليج واليمن، وبعضهم اتجه إلى لندن والولايات المتحدة مثل محمد مرسى، وعقب وفاة مرشد الجماعة «التلمسانى» استدعى «مشهور» كل أعضاء التنظيم من الخارج، ووضعهم ضمن نسيج الجماعة، وأطلق يدهم، حتى أصبحوا نافذين، وبدأوا نشاطهم فى منتصف تسعينيات القرن الماضى.
* لكن المعروف عن محمد مرسى أنه ذهب إلى الولايات المتحدة للدراسة!
- قبل سفره إلى أمريكا لم يكن لمرسى أى علاقة ب«الإخوان»، ولم نكن نعرفه إطلاقاً، ولم يكن له أى نشاط سياسى من قريب أو بعيد بالجماعة. جاء من أسرة فقيرة، كلية الهندسة، وسكن فى المدينة الجامعية، وبالتالى لم تكن له علاقة ب«ترف» العمل بالسياسة، بالنسبة لظروفه.
* لكن، كيف أصبح قيادياً فى هذا الوقت القصير؟
- كان مصطفى مشهور قد هرب من مصر بعد أحداث سبتمبر 1981، لكى لا يُقبَض عليه، وزار عدداً من البلدان العربية والأوروبية، وذهب بعدها إلى الولايات المتحدة، ليعيد فكرة التنظيم الخاص والدولى، ووضع لائحة له عام 1983، ومن ضمن محطاته كاليفورنيا، حيث التقى عدداً من الشخصيات القريبة فكرياً للإخوان، وبدأ ضمها إلى الجماعة، وكان ذلك تاريخ إقامة قواعد التنظيم الخاص فى الولايات المتحدة، وكان «مرسى» يتردد على المركز الإسلامى. وقد استضافه «مرسى» فى منزله عدة مرات، ونشأت علاقات قوية بينهما، وأدخله «مشهور» بعدها «الإخوان» فى منتصف الثمانينيات.
* وهل عاد «مرسى» إلى مصر بعد عضويته فى الإخوان مباشرة؟
- فى أواخر 1985 عندما كان يعانى التلمسانى من شدة المرض، واتصل مشهور بالشخصيات التى أطلق عليها «تنظيم العشرات»، وطلب منهم العودة إلى مصر خِفية، ولم نكن نعلم عنهم أى شىء من قبل، وأرسل مصطفى مشهور «مرسى» إلى محافظة الشرقية، وهناك بدأ يُرقيه سريعاً، وأصبح مسئولاً عن القسم السياسى للإخوان بالمحافظة، ثم دفع به فى انتخابات مجلس الشعب عام 2000، وعيّنه رئيساً لكتلة نواب الإخوان بالبرلمان، إضافة إلى تعيينه عضواً بمكتب الإرشاد.
«الشاطر» و«مرسى» التقيا أمين تنظيم «الوطنى» عام 2005 فى فندق «البولمان» بالمعادى واتفقوا على إخلاء دوائر «عز» و«عزمى» و«سرور»
* ما الذى لفت انتباهك إلى تحركات «مرسى» وقتها، على الرغم من كونه مغموراً وقتها قبل عضويته بمجلس الشعب؟
- «مرسى» هو القيادة الإخوانية الوحيدة الذى لم يُحاكم عسكرياً، ففى عام 1995، وهو العام الذى رُفعت فيه القضية الأولى ضد «الإخوان» أمام القضاء العسكرى، وكان وقتها عضواً بمجلس شورى الجماعة، وقرر المجلس الاجتماع العاجل لدراسة الوضع، فإن «مرسى» تغيّب ولم يحضر، وخلال الاجتماع داهم أمن الدولة المكان، واعتُقل جميع الموجودين، وأحيلوا إلى المحكمة العسكرية، وعام 1996 حدثت نفس الواقعة، واعتُقل الجميع عدا «مرسى» الذى تغيّب، وكانت القضية الأولى عُرفت إعلامياً بقضية «الشاطر والعريان»، والقضية الثانية عرفت باسم «عبدالمنعم أبوالفتوح»، وفى عام 2000 أُلقى القبض على عدد من أساتذة الجامعات وأُحيلوا إلى القضاء العسكرى عدا «مرسى»، وفى القضية الشهيرة المعروفة باسم «ميليشيات الأزهر» عام 2006، أُحيل قيادات «الإخوان» جميعاً إلى المحاكمة العسكرية عدا «مرسى» الذى كان يشغل منصب مسئول نشاط الطلبة فى الجماعة، بينما أُلقى القبض عليه على ذمة قضية أخرى هى مساندة حراك استقلال القضاة، وأفرج عنه عقب 7 أشهر من السجن، مما أثار شكوكى حول اتصاله بالحزب الوطنى وأمن الدولة، وقتها.
ثروت الخرباوي يتحدث للوطن
* لكن بالفعل كانت هناك اتصالات بين الجماعة «المحظورة» -آنذاك- والحزب الوطنى الحاكم، وقتها؟
- كان محمد مرسى هو المفاوِض الرئيسى بين نظام مبارك و«الإخوان»، خصوصاً وقت الانتخابات، وله تصريحات شهيرة حول إخلاء بعض الدوائر لصالح قيادات «الوطنى»، وقد استنتجت تلك الاتصالات بين الجماعة وأمن الدولة عام 2000، لأننى رأيتُ أن هناك مسيرات للأخوات للدعاية الانتخابية تحرسها قوات الأمن المركزى دون فضّها، فى أنحاء عدة، وهذا ما كانت الجماعة ترفضه بشدة من قبل، لحرصها الشديد على الأخوات. وأذكر أن مهدى عاكف، المرشد العام السابق للجماعة، فى تصريحات نُشرت فى الصحف على نطاق واسع، أكد أن الجماعة عقدت اتفاقاً مع النظام فى انتخابات مجلس الشعب 2005، وهذا موثّق، وأن النظام أخل بهذا الاتفاق فى الجولة الثالثة من الانتخابات. وفى عام 2005 التقى عدد من قيادات «الإخوان» منهم المهندس خيرت الشاطر والدكتور محمد مرسى مع أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى، لترتيب انتخابات دائرته، وتم ذلك فى فندق «البولمان» بالمعادى، وأخلوا وقتها دوائر أحمد عز، وزكريا عزمى، وأحمد فتحى سرور.
* وهل كانت الجماعة معتادة على الحوار مع النظام وعقْد الصفقات معه؟
- تاريخياً كان جميع مرشدى جماعة الإخوان يرفضون عقد أىّ اتصالات وصفقات مع النظام، حتى لو كانت عبر وسطاء، وهناك قصة شهيرة لرفض مأمون الهضيبى، اتفاقاً أبرمه الدكتور محمد سليم العوا، مع اللواء عمر سليمان للإفراج عن بعض معتقلى الجماعة، مقابل عدم ترشيح «الإخوان» فى دوائر معينة بالانتخابات.
* هل تقصد أن شخصيات عدة من «الإخوان» غيّرت سياسات الجماعة، خصوصاً فيما يتصل بالعلاقة مع السلطة؟
- بالفعل حدث ذلك، وما زال يحدث، لم يكن «مرسى» و«الشاطر» فقط من كان يعقد الصفقات والاتفاقات مع نظام مبارك، بل جلس عصام العريان، مع زكريا عزمى فى القصر الجمهورى عام 2005، للتفاوض، من أجل كسب مساندة «الإخوان» فى توريث جمال مبارك الحكم خلفاً لوالده فى حكم مصر، مقابل ترتيب مسألة ترشح رموز الإخوان فى انتخابات البرلمان، شريطة ألا يصل خبر هذا الاجتماع السرى إلى وسائل الإعلام، وعاد «العريان» فرحاً لقيادات الجماعة، إلا أن إحدى المجلات الكويتية نشرت خبراً وبعض تفاصيل من الاجتماع، وبعدها أُغلقت جميع أبواب التفاوض بين «الرئاسة» والجماعة المحظورة وقتها.
* وما تفاصيل تلك الصفقة، وكيف ساند الإخوان نجل الرئيس السابق؟
- كان الاجتماع لإبداء موافقة الجماعة على مساندة تولى «جمال» الحكم، وأن تكون هذه الدورة هى الأخيرة فى حكم مبارك الأب، وخرجت بعد ذلك تلميحات كثيرة من المرشد الحالى محمد بديع، قبل ثورة 25 يناير، بأن حسنى مبارك هو «أب لكل المصريين»، وأن الجماعة لا تمانع فى تولى نجله الحكم، وفق انتخابات رئاسية، وكان هناك عدد من المقالات التى نُشرت على موقع «إخوان أون لاين» تطالب «مبارك» بأن «يسمع منهم، لا أن يسمع عنهم».
خطة التمكين تضمنت وجود خليتين رئيسيتين هما «القضاة» و«وحدات» تعمل فى سرية داخل الجيش وأجهزة سيادية
* ذكرتَ فى كتابك أن «بديع» أثناء سجنه طلب من الجماعة نشر مقالات لمدح مبارك، ألم يكن ذلك تصرفاً غريباً؟
- كان مهماً للإخوان أن يصلوا إلى دوائر صُنع القرار، أو شخصيات قريبة من هذه الدوائر، لذا وقفوا مع رموز النظام والحزب الوطنى فى مختلف الانتخابات، سواء البرلمانية أو النقابية، مثل مساندة حمدى السيد فى نقابة الأطباء، وحسب الله الكفراوى فى نقابة المهندسين، وكان هناك مبدأ ألا يرشح الإخوان أنفسهم على رأس النقابات أو الاتحادات، بل كانوا يرشحون أنفسهم فقط على درجات أقل، لأنهم كانوا يريدون من رؤوس هذه النقابات، أن يكونوا وسطاء بينهم وبين النظام لتقريبهم منه.
* وهل كانت الجماعة تساند «مبارك»، وفق ما تقول، منذ بداية تقلُده الحكم؟
- جماعة الإخوان فى السنوات القليلة الماضية كانت تتعامل مع نظام حسنى مبارك على أنها الزوجة الثانية «العُرفية»، والحزب الوطنى هو الزوجة الأولى المعروفة للناس، ولم تكن تكره «مبارك» على الإطلاق، فهو نفسه كان من «الإخوان المسلمين» فى صغره.
* هذه مفاجأة.. كيف كان «مبارك» إخوانياً؟!
- كان عضواً فى «الإخوان» أثناء دراسته الثانوية العامة، وقبل التحاقه بالكلية الحربية، وكان ضمن شعبة الجماعة بشبين الكوم، وقال ذلك شخصياً من قبل، وانقطعت صلته بهم بعد التحاقه بالكلية، وهذا ما يفسر الترف والرفاهية التى تمتع بها الإخوان فى بدايات عهد مبارك. وعام 1987 وقف مأمون الهضيبى، وسط قاعة مجلس الشعب، ليقول إن جماعة الإخوان بايعت «مبارك»، قائلا: «وجدناك شريفاً نظيفاً محباً للبلاد فبايعناك»، وترتب على ذلك استقالة أحد شيوخ وكبار الإخوان من عضويته بمكتب الإرشاد.
* ومتى ساءت العلاقات بين «الإخوان» والنظام.. هل تغيرتْ بعد اكتشاف فساد النظام؟
- ساءت هذه العلاقات عام 1993 تحديداً عندما وصلت إلى الأجهزة الأمنية تقارير من مخبريها تفيد بأن الإخوان بقيادة خيرت الشاطر ومصطفى مشهور، يعيدون «النظام الخاص» للجماعة، ورسموا خطة «التمكين» الهادفة للتغلغل فى جميع أجهزة الدولة، وعلى الفور داهمت قوات الأمن المركزى مقر شركة «سلسبيل» التى يملكها «الشاطر» بمصر الجديدة، واستولت على أحد أجهزة الكمبيوتر، وجرى فك الشفرة، وافتُضح أمر خطة الشاطر للاستيلاء على الحكم.
* كيف كان رد فعل مبارك عملياً على هذه الخطة؟
- مبارك كان قد اتبع مع الجماعة سياسة «الضوء الأخضر»، وسمح لها بممارسة السياسة، بجانب نشاطها الدعوى، وبعد كشف مخطط الانقلاب عليه بدأ فى إحالة قياداتها إلى المحكمة العسكرية مرة تلو الأخرى بقرارات جمهورية.
* وما قصة خطة التمكين هذه؟ وإلامَ كانت تهدف؟
- خطة تمكين الجماعة تهدف للتغلغل والسيطرة على جميع أجهزة الدولة، وزرْع أشخاص فيها كخلايا نائمة للجماعة، لا يظهر عليهم أبداً علاقتهم ب«الإخوان»، وأبرز من ظهروا فى الآونة الأخيرة من هذه الخلايا، «هشام قنديل» فى وزارة الرى، و«محمود الخضيرى» و«أحمد مكى» فى نادى القضاة.
ثروت الخرباوي يتحدث للوطن
* هل كانت خطة تمكين الجماعة تقتصر على زرْع خلايا نائمة ل«الإخوان» فى المؤسسات المدنية فقط؟
- لا لم يكن يقتصر على القضاء فقط، فخُطة التمكين كان بها خليتان رئيسيتان، هما قسم القضاة، وظهر أغلبهم فى الفترة الماضية على الساحة أثناء أزمة الإعلان الدستورى الأول، وهذا القسم كان نشطاً، ويعمل على استقطاب العديد من المستشارين، وكان يُجرى عملية تجنيد لصالح الجماعة فى صفوف القضاة، دون أن يعلم المجندون بوضوح أنهم يُستقطَبون، والقسم الثانى يسمى ب«الوحدات»، وكان يعمل فى سرية شديدة داخل الأجهزة السيادية والقوات المسلحة.
* ومنذ متى يعمل النظام الخاص للجماعة على تطبيق خطة التمكين فى الجيش؟
- «حسن البنا» رحمة الله عليه، أسس النظام الخاص عام 1939 وهو خطأ جسيم ارتكبه، وجاء «عمر التلمسانى» فى السبعينيات ليوقف أنشطة هذا النظام نهائياً، إلا أن «مصطفى مشهور» هو من أعاده مرة أخرى، بمساعدة «أحمد حسانين» وغيره ممن بدأوا يستغلون انشغال المرشد بمخاطبة الرأى العام وغسل يد الإخوان من الاغتيالات وأعمال العنف فى الأربعينيات، وأعادوا قسم «الوحدات» فى الجيش للعمل.
* كيف علمت بهذه التفاصيل على الرغم من أنها كانت سرية، كما أنك وصفتَ الجماعة ب«الماسونية» فى كتابك؟
- جماعة الإخوان «ماسونية» بالفعل، والأسرار بين القيادات فقط، ولم يكن يُسمح لغيرهم بمعرفتها، ولكن عمق تجربتى مع تلك القيادات، على الرغم من كونها ليست طويلة، جعلت من هذه الحقائق تتكشف لى، وقال «أبو العلا ماضى» فى صالون «المسلمانى» قبل الثورة ب4 سنوات تقريباً، إنه التقى «مصطفى مشهور» عام 1980 فى منزله بالمنيا مع شخص آخر يُدعى «محيى الدين عيسى»، وسألهم «ماضى» عن خطتهم للوصول إلى الحكم، فأجاب «مشهور»: «سنصل إلى الحكم عن طريق الجيش، عن طريق نشاطنا داخل الجيش».
* ماذا كان رد فعل الجماعة على تسريب «ماضى» لتلك الوقائع؟
- انقلبتْ الجماعة رأساً على عقب وقتها، واتهم أعضاؤها أبوالعلا ماضى بالكفر والردة، خصوصاً أنه كان أحد أعضاء الجماعة المنشقين، وطالبوا «محيى الدين عيسى» بنفى الواقعة لإنكارها، وكتبتُ أنا وقتها مقالاً لتأكيدها، لأننى سمعت الرواية من «عيسى» و«ماضى» معاً.
* وهل تعتقد أن مشاركة «الإخوان» فى الثورة، كانت وفق هذا السيناريو؟
- نُشرت لى دراسة فى مجلة «المصور»، بعنوان «فى شخصية الثورة»، قلتُ فيها إن الجيش هو من استدعى الجماعة للوجود فى الثورة، وفى الحياة السياسية المصرية، وأن الهدف من ذلك ربما يكون إظهار مساوئ وأخطاء الجماعة عندما تتولى الحكم، أو أن هناك اتفاقاً بالفعل بين الطرفين.
* هل يُعتبر ذلك تفسيراً لإعلان الإخوان نزولهم الثورة فى اليوم الذى قرر فيه الجيش نشر قواته يوم 28 يناير؟
- هذا هو التفسير المنطقى الوحيد، فجماعة «الإخوان» هى آخر مَن دخل إلى الثورة، وأول من خرج منها.
* ماحقيقة الرسائل السرية التى كان يتبادلها الإخوان مع الولايات المتحدة، لدعم التحول الديمقراطى فى المنطقة، قبل الثورة؟
- نشرتُ هذه الرسالة فى «المصور» عام 2006، بالإضافة إلى وثيقة مهمة لخيرت الشاطر بعنوان «فتح مصر»، وقد أقام الأخير دعاوى قضائية ضد حمدى رزق، رئيس تحرير المجلة، إلا أنه خسرها، لأن القضاء أثبت صحة الوثائق.
* لكن «مرسى» أثناء دعايته الانتخابية، كان يكرر عبارة «فتح مصر».. فهل هى مخطط فعلى، أم أنها مجرد عبارة؟
- أثناء انتخابات الرئاسة الأخيرة كرر «مرسى» بالفعل عبارة «فتح مصر»، أكثر من مرة، فقال فى استاد المحلة مثلا: «نحن على وشك فتح مصر»، وفى مؤتمره الحاشد أمام مسجد عمرو بن العاص، قال: «أقول لصاحب هذا المسجد إننا سنعيد فتح مصر»، وكأنه «اللنبى» الذى عاد إلى دمشق ووقف على قبر صلاح الدين الأيوبى، ليقول «ها قد عُدنا يا صلاح الدين»، وكان من الغريب أن يستخدم «مرسى» نفس التعبير الذى أنكروه قبل ذلك.
* ولماذا يُصر «مرسى» على ترديد مثل هذه التعبيرات، وهو يعرف أن هناك مَن يعرف مغزاها؟
- مرسى ليس شخصية مبدعة بإمكانها الابتكار والإبداع، ولا يبدو لى ذلك غريباً، فمنذ قديم الأزل يحكم مصر شخصيات غريبة، مثل كافور الإخشيدى الذى كان عبداً، والمماليك «العبيد»، وغيرهم من الحكام الظالمين، ولم يثُر عليهم الشعب المصرى، لأنه لا يهتم بالحاكم.
* لكن هل تغيرت طبيعة هذا الشعب مع الثورة؟!
- ما زال هذا الجين موجوداً، إلا أن الثورة تخلصت من جزء كبير من هذه الشخصية، وظهر كأن هناك إعادة جديدة لإعادة تشكيل ثقافة المصرى، فهو كشخصية، لا يحب المغامرات مثلاً، كأهل الشام، لارتباطه تاريخياً وجغرافياً بالنيل والأرض وهما ثابتان معه.
* لكن هناك ثقافة جديدة وردت إلينا أيضاً هى «الجهاديين».. كيف تقيّمها؟
- وردت ثقافة التدين المغلوط أو الفاسد، التى تهتم بالشعارات والمشاعر دون أدنى اهتمام بالمحتوى، لذا فإن التيارات الإسلامية تقود الناس بالمشاعر، حتى المتعلمين منهم، لأن هذا الشعب وضع عقله فى أذنه، فتأثروا بما يُقال، لا بما يتم على أرض الواقع، أو بعقلانية، وهو سبب نجاح شعار «الإسلام هو الحل»، وحتى الآن ينجح هذا التيار فى مواجهة العلمانيين الذين يصفهم ب«الكفار».
* لكن الساحة تمتلئ فعلاً بالشعارات الدينية، وهذا ما وجدناه فى المرحلة الأولى للاستفتاء!
- لو اتجه الناس ليميزوا بعقولهم، ولينظروا للمحتوى بعيداً عن الشعارات، سيكتشف الجميع أن الإخوان ليس لهم علاقة بالدين، ارتكبوا فى الأشهر الماضية جرائم فى حق الإسلام، وهناك شخصيات أعلنت تخليها عن الإسلام بسبب ممارساتهم، وهناك من ترك الجماعة بسبب أفعالهم، أبرزهم من الشباب «أسامة درة» وغيره.
* هل تُحملهم مسئولية تشويه صورة الإسلام؟
- بالطبع هم المسئول عن جعل الإسلام قبيحاً فى عيون كثيرين، وهم أكبر نكبة أصابت هذا الدين، وهم أيضاً من قال عنهم الشيخ الغزالى: «أوزار الملحدين يتحملها هؤلاء الذى شوهوا صورة الإسلام»، كيف يستغلون الدين فى مواجهات «الاتحادية» مثلاً لتبرير القتل والاعتداء؟ ما الذى يفعلونه؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.