جاء بصحيفة الصحافة الصادرة يوم السبت الماضى الموافق 22 ديسمبر خبر مفاده ( ان مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع على نافع اعتبر ملتقى الاستثمار الثالث الذى اختتم اعماله ظهر الجمعة ببورتسودان ترياقا مضادا لدعاوى التهميش فى شرق السودان ) مع تقديرى واحترامى لشخصية د.نافع الذى يتبوأ مكانة خاصة لدى اهل الشرق وذلك لان د. نافع يولى اهتماماً وتقديراً خاصاً لشرق السودان واهله وانه يبذل جهوداً مقدرة لتنفيذ اتفاقية شرق السودان ويدعم جهود التنمية بولايات الشرق ،الا اننى اعتقدان القول بأن توصيات الملتقى تشكل ترياقا لما وصفه دكتور نافع بدعاوى التهميش فى شرق السودان فيها الكثير من التبسيط واختزال للجهود المطلوبة لمعالجة الاوضاع فى شرق السودان بالنظر الى توصيات المؤتمرالتى تتمثل وفق ما جاء بالصحيفة فى ( اعادة تشغيل مصفاة بورتسودان للبترول وخلق شراكة مع المملكة العربية السعودية فى مجال الصناعات البلاستيكية بالاضافة الى انشاء مصانع لتعليب الاسماك ومزارع للاصداف واللؤلؤ واسماك الزينة ) نجد انها خطوات مطلوبة ومهمة وتعتبر اضافة حقيقية لدعم الاقتصاد والنشاط التجارى على المستويين المحلى والقومى ولكن بأية حال من الاحوال لا يمكن ان تلبى طموحات اهل الشرق وتصبح ترياقا ينهى استيطان الفقر ويضع حدا للمجاعات المتكررة ويحد من تفشى سؤ التغذية والامراض المستوطنة مثل الدرن ويقلل من وفيات الامهات اثناء الولادة ويمنع تسرب الاطفال من المدارس وهى قضايا استنكر دكتور نافع الحديث عنها بحسب ما اوردته صحيفة السودانى يوم السبت الماضى حول نفس المؤتمر وجاء على لسانه مانصه (ابدى مساعد رئيس الجمهورية تعجبه من الذين يتحدثون عن الجوع والفقروالتهميش فى شرق السودان) استنكار نافع الحديث عن الجوع والفقر والتهميش فى شرق السودان فيه الكثير من الالتفاف حول حقيقة الاوضاع فى شرق السودان التى تشير تقارير المنظمات الدولية والمحلية وكذلك السلطات المختصة انها الاسوأ على مستوى السودان وفقا لتقرير صدرمؤخرا عن الوكالة اليابانية للتعاون الدولى فإن 91 % من الاسر بولاية كسلا ليس لديها ما يكفيها من الغذاء وان 39 % من السكان فقط قادرون على الحصول على مياه صالحة للشرب بالاضافة الى ان معدل وفيات الامهات ارتفع الى 2448حالة وفاة فى كل مائة الف حالة ولادة مقارنة مع 500 حالة قبل الحرب وتصف بعض المنظمات هذه النسبة بانها الاعلى فى العالم، كذلك اشار تقرير لبرنامج المسح السودانى لصحة الاسرة قامت به وزارة الصحة الاتحادية خلال الاعوام 2006 حتى 2010 اشار الى ان شرق السودان يسجل اعلى نسبة في وفيات الامهات اثناء الولادة فى السودان وفقا لما افادت به ليمياء الفاضل مديرة البرنامج القومى للصحة الانجابية فى حوار نشر بصحيفة الرأى العام بتاريخ 18 يونيو فى نفس العام وهو اعلى معدل نسبة وفيات في الامهات بمعسكرات النازحين بدارفور، كما كشف تحقيق صحفى نشر بصحيفة الصحافة بتاريخ 2 ابريل العام الماضى ان شرق السودان يسجل اعلى نسبة اصابة بمرض الدرن فى السودان وبعض المنظمات الدولية تقدر النسبة بأنها الأعلى فى العالم. ايضا اقرت الدولة فى اتفاقية سلام الشرق الموقعة بين الحكومة وجبهة الشرق فى 14 اكتوبر عام 2006بالعاصمة الاريترية اسمرا اقرت بان جوهر مشكلة شرق السودان هى التهميش حيث جاء فى ديباجة الاتفاقية ما نصه (أن التهميش السياسى والاقتصادى والاجتماعى يمثل جوهر مشكل شرق السودان ) كما اقرت الدولة فى ذات الاتفاقية حاجة شرق السودان لتمييز ايجابى لمعالجة الاختلالات التنموية والتهميش حيث جاء بالنص فى الفصل الثانى القضايا الاقتصادية والاجتماعية فى البند 54- مانصه ( إدراكا للتخلف المتراكم والحرمان المتطاول فى شرق السودان تتعهد الدولة باتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة لتحقيق التمييز الايجابى وتبنى سياسات إقتصادية وإجتماعية وتنموية مستدامة - يتم وفقا لهذه الاتفاقية إنشاء صندوق خاص لإعادة وبناء وتنمية شرق السودان ) انتهى لذلك اعتقد ان انكار المسؤولين لحقيقة الاوضاع الاقتصادية بشرق السودان او محاولة اطلاق تصريحات مضللة كلما تم افتتاح مشروع على نحو (خلاص بعد دا مافى تهميش ) او الاقدام على طرد المنظمات العاملة بالاقليم لاسباب واهية كما حدث فى شهر يوليو الماضى عندما اصدرت مفوضية العون الانسانى قرارا بطرد عشر منظمات اجنبية من شرق السودان بحجة ارتفاع تكلفتها التشغيلية ان مثل هذه التصرفات لا تلغى الاوضاع القائمة ولا تطرد الفقر لا تحل مشكلة صحية بل تضاعف من المعاناة والحرمان والغبن وتعطى انطباعاً بعدم الجدية فى حل الاختلالات التنموية وتثبط من همة الجهود المبذولة لسد الفجوة التنموية سواء كانت جهوداً اتحادية او محلية او جهود تنفيذ اتفاقية شرق السودان التى تعانى من بطء فى التنفيذ ربما لاحساس القائمين على تنفيذها بان القضايا التى تتحدث عنها الاتفاقية بانها دعاوى وشعارات سياسية وساعد فى ذلك انشغال قيادات جبهة الشرق طيلة السنوات الماضية بالخلافات وترديدها عبارة سلسلة فى وصفها لسير تنفيذ الاتفاقية بالرغم من ان الاموال التى دفعت لصندوق اعمار الشرق لم تتجاوزحتى الآن 75 مليون دولار من جملة ستمائة مليون مستحقة وفقا لماتم الاتفاق عليه وكذلك ملف المسرحين الذى يعتبر قنبلة موقوته لا زال عالقا ايضا ملف الخدمة المدنية لم ينفذ بالكامل وهو من اهم الملفات التى يمكن ان يخلق تنفيذها تغييراً كبيراً فى مجتمع شرق السودان وهنا اود ان اقول بذات الجراءة والصدق والوضوح الذى يتمتع به دكتور نافع ان التهميش الحقيقى الذى يعانى منه ابناء البجا هو صعوبة الحصول على الوظيفة سواء كان على مستوى المؤسسات الاتحادية القائمة بالولايات الشرقية مثل شركة ارياب للتنقيب عن الذهب وهيئة الموانئ البحرية وهيئة المواصفات وغيرها من المؤسسات التى يتم جلب العمالة لها من المركز والولايات الاخرى بدعوى انها مؤسسات اتحادية ،وكذلك المؤسسات الاتحادية القائمة فى المركز خاصة السلك الدبلوماسى (الذى لم يحظ البجا منذ الاستقلال حتى الآن بمنصب سفير كما يعتبر البجا اقل تمثيلا فى الخارجية حيث لا يتجاوز عددهم سبعة او ستة دبلوماسيين) وكذلك السلك القضائى وغيرها من المؤسسات الاتحادية التى ربما ارتبط تعيين ابناء البجا بها الآن للاسف بتنفيذ ملف الخدمة المدنية باتفاقية شرق السودان الذى مازال عالقا . ورسالتى الى دكتور نافع وهى رسالة عجزت قيادات جبهة الشرق ايصالها ربما خوفا على مناصبها ان اقيم هدية تقدم الى انسان الشرق هى تنفيذ ملف الخدمة المدنية و ان الوظيفة افضل مشروع لمحاربة الفقر فى شرق السودان