وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"ساق البامبو" للسنعوسي تفوز بجائزة البوكر
نشر في سودانيات يوم 12 - 05 - 2013

الروائي الكويتي سعود السنعوسي (الثاني من اليسار) لدى تسلمه جائزة البوكر
فازت رواية "ساق البامبو" للروائي الكويتي سعود السنعوسي بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) في دورتها السادسة للعام 2013 التي أعلنت مساء الثلاثاء في أبو ظبي.
وقالت لجنة التحكيم في بيان إن الرواية الفائزة وبطلها شاب من أب كويتي وأم فلبينية عمل جريء يتناول على نحو موضوعي ظاهرة العمالة الأجنبية في الخليج العربي، وهي رواية محكمة البناء
تتميز بالعمق وتطرح سؤال الهوية في مجتمعات الخليج.
وأضاف البيان أن الرواية تقتحم منطقة جديدة، إذ ترصد وجود بطلها في وضع صعب، فهو لا يجد نفسه في البلد الأسطوري الذي كانت أمه تحكي له عنه، وإنما يجد نفسه ممزقا بين الأواصر البيولوجية الطبيعية التي تربطه بأسرة أبيه من ناحية وبين عصبيات المجتمع العربي التقليدي الذي لا يستطيع قبول فكرة زواج عربي من فلبينية ولا يعترف بالذرية الناتجة عنه.
وترأس الكاتب والأكاديمي المصري جلال أمين هيئة التحكيم، وتضم في عضويتها كلا من الناقد والأكاديمي اللبناني صبحي البستاني، وفنان الكاريكاتير السوري علي فرزات، والأكاديمية والباحثة البولندية بربارا ميخالك-بيكولسكا، وأستاذة الأدب بجامعة مانشستر زاهية إسماعيل الصالحي.
الروائيون الذين تأهلت رواياتهم للقائمة القصيرة (الجزيرة نت)
توقعات صعبة
وقبيل الإعلان عن فوز رواية "ساق البامبو"، لم يكن أحد من الحاضرين يتوقع هذه النتيجة من فرط ما كانت صعبة للغاية، مع ذلك رأى الكثيرون أن النتيجة مقنعة في ضوء ما خلصت إليه لجنة التحكيم.
وكان الحفل الذي أداره الكاتب الصحفي والأكاديمي خالد الحروب، عضو مجلس أمناء الجائزة، قد بدأ بكلمة لرئيس المجلس البريطاني جوناثان تيلر أشار فيها إلى أن هذه هي الكلمة الأخيرة له من موقعه في رئاسة المجلس لينتقل بدءا من الدورة المقبلة إلى عضو فيه، معلنا أن من سيخلفه على رأس المجلس هو البروفيسور ياسين رئيس قسم الدراسات العربية في جامعة لندن.
في كلمته ركّز تيلر على أن لجنة التحكيم قد عملت باستقلال ودون انحياز لجنس أو دين أو دولة أو غير ذلك من الاعتبارات لافتا الانتباه إلى أن قرارات اللجنة لن ترضي الجميع بالتأكيد.
كذلك استعرض تيلر أهداف الجائزة التي تتمثل بترجمة الروايات الفائزة بالمراكز الستة الأولى، مشيرا إلى أن عدد اللغات التي ترجمت إليها الروايات الفائزة بلغت حتى الآن 21 لغة أجنبية، كما حدد أنها تهدف أيضا إلى تشجيع الكتّاب الشبان على خوض غمار هذه المنافسة على الجائزة مثلما حدث لهذه الدورة التي بلغ قائمتها القصيرة روائيون يشاركون للمرة الأولى، مختتما بذلك كلمته الوداعية.
بعد ذلك جرى عرض فيلم قصير عن الأعمال الروائية الستة تضمنت لقاءات مع أصحابها في بلدانهم تحدثوا فيه عن رواياتهم وأفكارهم في الكتابة الروائية وما تعنيه هذه الرواية المنافِسة على المركز الأول بالنسبة له.
السنعوسي يتلقى التهاني من بعض الحضور
إعلان الجائزة
ثم بلغ الحفل لحظته الأخيرة مع تقدّم الدكتور جلال أمين إلى المنصة ليقول الكلمة التي جاءت فصلا في ظل التكهنات بشأن الرواية الفائزة.
وقد استهل أمين كلمته بالقول "إن لجنة التحكيم لم تخضع في أي وقت من الأوقات، منذ عرفنا باختيارنا أعضاء في اللجنة، لأي محاولة للتأثير على قراراتنا، سواء في اختيار القائمة الطويلة أو القصيرة أو الرواية الفائزة، من جانب أي شخص أو هيئة من ذوى الصلة بمنح الجائزة، أو الإشراف عليها، أو من مؤلفي الروايات أنفسهم. كانت النتيجة أننا لم نخضع لمؤثر غير ضميرنا، وأولوياتنا المتعلقة بالنقد الأدبي".
وشدد على أن من بين الروايات التي قرأناها كانت أكثر الروايات حظا بالرضا والقبول من أعضاء هيئة التحكيم هي رواية "ساق البامبو"، لتضج القاعة بالتصفيق ثم ليقف صاحب الرواية سعود السنعوسي متقبلا التهاني من والدته التي رافقته في رحلته إلى أبو ظبي وليصعد إلى المنصة متسلما جائزته.
ولما حظي السنعوسي بالميكروفون ليخاطب الإعلام والحضور قال "إنني لا أجد كلمات تعبّر عن سعادتي لكنني سعيد جدا، وأتوجه بالشكر لداعمي الجائزة وإلى خمسة أشخاص (زملاؤه في القائمة القصيرة) الذين قضيت معهم ثلاثة أيام لا بدّ أن يأتي يوم لأكتب عن هذه التجربة الفريدة بالنسبة لي".
وتقدمت لنيل الجائزة في دورتها الحالية 133 رواية من عدة بلدان عربية.
وكانت لجنة التحكيم أعلنت في يناير/كانون الثاني الماضي في مؤتمر صحفي بالعاصمة التونسية تأهل ست روايات لمؤلفين من ستة بلدان عربية للقائمة القصيرة وهي "مولانا" للمصري إبراهيم عيسى و"يا مريم" للعراقي سنان أنطون و"القندس" للسعودي محمد حسن علوان و"سعادة السيد الوزير" للتونسي حسين الواد و"أنا هي والأخريات" للبنانية جنى فواز الحسن إضافة إلى الرواية الفائزة.
ويحصل كل مؤلف تأهلت روايته للقائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، أما الفائز فينال 50 ألف دولار أخرى وتدار الجائزة بالشراكة مع مؤسسة جائزة بوكر البريطانية في لندن وبدعم من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات.
المصدر:الجزيرة + رويترز
"مولانا" وتفكيك صورة الداعية التلفزيوني
إبراهيم عيسى
غلاف رواية "مولانا" للكاتب المصري إبراهيم عيسى
أحمد الشريقي-الدوحة
يقول "مولانا" في رواية الكاتب المصري إبراهيم عيسى شيئا ويخفي أشياء، ذلك ديدنه فهو "شيخ شاشة"، وما يقال للعامة لا يصلح للخاصة وما يدور من اختلاجات الشك لا يصلح أن تنقله الكاميرا.
يسير "مولانا" (حاتم المنشاوي بالرواية) على وتر مشدود، محافظا على صورة الشيخ الفضائي المعمم، الذي لا يقدم رسالة دينية تصدم المتلقي ولا خطابا يخدش السلطة، ومعها تتدفق الملايين إلى حساباته البنكية، وبين الصورتين يعاني مولانا انفصاميته بين فقيه مستنير وناقد تراثي بامتياز وخانع مستلب للسلطة والمجتمع ومرتهن للسائد وإغواء المال.
ويجد مولانا (الشخصية الروائية) لرواية عيسى -التي شقت طريقها للقائمة الطويلة للبوكر العربية- في رحابة الفقه واتساعه ما يسمح له بالقفز على حبائل سلطتين، سياسية مستبدة واجتماعية غارقة في جهلها. يصطنع خطابا دينيا توفيقيا يتحصل به على البركة والإعجاب، وحين يغادر الأستوديو يكشف عن وجه ناقد وسخرية لاذعة ونفس لوّامة أيضا تدرك مأزقه.
على أن الفقيه الذي يتخذه عيسى أنموذجا لتشريح فكر ديني سائد، ودعاة الفضائيات الذين تكاثروا كالفطر معها، ليس حالة إغراء للسلطة السياسية، فالمثقف العلماني يمكنه أن يلعب هذا الدور ويمارسه وفق أيديولوجية تسمح مطاطيتها بإرضاء السلطة ومداعبة الجماهير عبر صورة مثقف حداثي يقوم بدور يشابه صورة المثقف التقليدي (الفقيه- الداعية) لكن عيسى ينصرف عن العلماني ويجد في الفقيه (الداعية التلفزيوني) مادة روائية تُسلي وتُشّرِحُ أيضا.
"
الفقيه الذي يتخذه إبراهيم عيسى أنموذجا لتشريح فكر ديني سائد، ودعاة الفضائيات الذين تكاثروا كالفطر معها، ليس حالة إغراء للسلطة السياسية، فالمثقف العلماني يمكنه أن يلعب هذا الدور
"
تلك صورته
هذه صورة مولانا كما تتفتق عنها مخيلة الصحافي المصري المشاكس إبراهيم عيسى، يأخذ موقعه في أستوديو فضائية، و"ما إن يشتعل الضوء الأحمر حتى ينطلق كأنما هو في سباق يفوز فيه دائما، العلم المحسوب بعناية والجرعة المختارة بدقة والمشي في الطرقات الآمنة واختيار المناطق المثيرة للاهتمام وللأهمية من دون أن تخدش ما اعتاد عليه الناس واعتادوه".
كان "مولانا إذا تاجر علمٍ وليس طبيبا يداوي ويأمر مريضه بدواء حتى لو كان مرّا، كان مطربا يغني ما يطرب جمهوره وما يطلب مستمعوه لا ما يحب هو أن يسمعوه، كان تصفيقه هو تأوهات الإعجاب والتكبيرفي المساجد وبين جمهور البرامج وإعلانات تتدفق على حلقاته وأجره يرتفع ويزيد وصوره على لوحات الإعلانات في الشوارع وتتصدر أغلفة المجلات الشيخ العصري.
لم يكن أي مما يقوله عصريا، بل هي ذات الأفكار القديمة المستدعاة من الكتب المحفوظة بنفس السير على خطى الشيوخ القدامى تابعا لهم ولا مصادمة جمهور ولا اجتهاد خارج المفاهيم المحفوظة، ومع ذلك كان يعتبرونه الشيخ العصري لأنه كان يتبسط في الحديث و(..........) ويكثر التمثيل، ويثير دعابات تضحك الناس".
هذا مولانا ليس صادما أمام الشاشة الصغيرة. أما أفكاره بعيدا عن الكاميرا، وفي حواراته الخاصة وجدله مع مخالفيه، فهو يرى أن في "صحيح البخاري" أحاديث ضعيفة، يتهم على أثرها بإنكار السنة.
وثمة حوارات مطولة يخوضها "مولانا" عن الحديث وتدوينه، كما يشكك في عذاب القبر وأن الحديث الذي روي بشأنه أحاديث آحاد ويرفض شيخنا تكفير الشيعة، ويهزأ من مقولة وجود مصحف فاطمة.
تلك آراء تقال في بطون الكتب ولا تحكى على الشاشة وربما لا يحتملها عمل فني كما يجري في الرواية، إلا أن إبراهيم عيسى يضخها كاملة في روايته لاستظهار ما أبطن الشيخ (المتخيل والروائي) أمام نظارته ومريديه.
وهذه حكايته
لكن ماذا عن الرواية حكاية وعملا فنيا وهي تقدم إبداعها عبر خطاب فني هو حامل الرواية وعمودها، تروي الحكاية سيرة عن الفتى الأزهري "حاتم المشناوي" حينما كان طفلا يشغف بالموسيقى ويتعلم عزف العود في الخامسة عشرة سيرا على سيرة شيوخ كالشيخ إمام وسيد درويش ويخطب في المساجد صغيرا.
يدخل المنشاوي الأزهر ليكون بعد ذلك الشيخ الذي يخطب في جامع صغير، تقوده أقداره وقد تغيب أحد شيوخ الفضائيات ليكون بديلا له ويصبح بعدها النجم الداعية الذي تستعين به السلطة (نجل الرئيس) وزوجته لرد ابن العائلة (حسن) لثنيه عن محاولة تنصره، تسير الحكاية وتتعدد بؤر الحكايات الفرعية ليظهر أن حسن إرهابي مسؤول عن تفجير إحدى الكنائس القبطية في مصر في لقطة ختامية فيها جرحى وقتلى.
وما بين الحكاية الرئيسية والفرعية تتناسل حكايات عن خيانة أميمة (زوجة مولانا) له مع طبيب ابنها، وتورطه مع ممثلة معتزلة يدسها عليه أمن الدولة، وحكاية مختار الحسيني ومحاولة توريط الدولة له في التشيع، لأنه اطلع على سر ابن الرئيس وما كان يجب له أن يكون ذلك، ومأساة ابنه عمر الذي فقد ذاكرته.
"
يفتح إبراهيم عيسى بابا لنقد المثقف الذي ارتاحت السلطة بتحويله إلى إعلامي سطحي شفاهي، وحاصرته بالكاميرا تاركة إياه أسيرا بين سلطة اجتماعية وبينها
"
على هامش الرواية
تقيم رواية إبراهيم عيسى في طابقين، وتقدم خطابين يراد لهما التزاوج لتكون الرواية مسلية على طولها (550 صفحة). في الجانب الفني يلجأ إلى سخرية لاذعة وخفة دم تخفف وطأة الخطاب المعرفي الثقيل، الذي ينتقل في حوار عن إشكالية العقل والنقل مطلا على طائفة واصل بن عطاء (المعتزلة) ويعرض حوار اللاهوت المسيحي مع الإسلام وبينهما لعبة السياسة.
كما يوظف السينما ومشاهيرها، لا يسميهم مباشرة لكنه يرواغ فقط في الاسم الأول ك"سهير رمزي" لتصبح "منى رمزي" ومعها "تعليق خفيف"، فإذا كانت فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية فمنى رمزي صدر الشاشة العربية. وفي الرواية وحكاياتها حفر عميق في طبقات الشخوص النفسية أيضا، ولوحات سينمائية موظفة بعناية.
وعلى هامش الرواية -التي يبدو أنها ستتحول إلى مسلسل تلفزيوني- يفتح إبراهيم عيسى بابا لنقد المثقف الذي ارتاحت السلطة بتحويله إلى إعلامي سطحي شفاهي، وحاصرته بالكاميرا تاركة إياه أسيرا بين سلطة اجتماعية وبينها.
في وقت مبكر تنبأ الروائي والمفكر العربي عبد الرحمن منيف بعملية إحلال يحضر فيها الإعلامي السطحي الاستهلاكي محل المثقف للراحة والارتياح من جدل عقيم اسمه المثقف والسلطة، وفي الرواية يفتح عيسى نافذة عن تحويل المثقف والفقيه إلى إعلامي سطحي أيضا!
المصدر:الجزيرة
في تصويت شارك فيه زهاء 2000 مصوت
قراء الجزيرة نت يختارون "مولانا" لبوكر 2013
الروايات الست التي وصلت القائمة القصيرة لبوكر العربية (الجزيرة نت)
فازت رواية "مولانا" للأديب والإعلامي المصري إبراهيم عيسى بالتصويت الذي نظمته الجزيرة نت لاختيار الرواية العربية الفائزة بجائزة بوكر للعام 2013، وذلك كتصويت شعبي بموازاة قرار لجنة تحكيم الجائزة التي ستعلن عن الفائز غدا الثلاثاء من بين ست روايات تأهلت للقائمة القصيرة.
واختار 1128 مصوتا رواية "مولانا" من أصل 1768 شاركوا في التصويت بما نسبته 63.8%، فيما جاءت رواية "سائق البامبو" في المرتبة الثانية بمجموع أصوات 258 وما نسبته 14.6%، وحلت ثالثة "أنا وهي والأخريات" لجنى فواز الحسن ب153 صوتا وبسبة تصويت بلغت 8.7%، فيما حلت رابعة رواية "يا مريم" لسنان أنطون بمجموع أصوات بلغ 89 صوتا ونسبة 5%.
أما رواية "القندس" لمحمد حسن علوان فحلت في المرتبة الخامسة بمجموع بلغ 72 صوتا وما نسبته 4.1%، وحلت رواية "سعادته السيد الوزير" في المرتبة السادسة بأصوات بلغت 68 صوتا وما نسبته 3.8%.
وكانت الجزيرة نت قد أولت جائزة البوكر العربية أهمية خاصة إيمانا منها بضرورة تقريب القارئ العربي من المشهد الروائي وتعريفه بالمنجز السردي، مفردة للجائزة تغطية وصفحة خاصة وقراءات نقدية تناولت الروايات الست عشرة التي تأهلت للقائمة الطويلة.
كما فتحت الجزيرة نت بابا للتصويت على الروايات التي كانت تستحق من وجهة نظر المصوتين الوصول للقائمة القصيرة ولم تصل وحسب التصويت الذي شارك فيه 467 مصوتا، فقد اختيرت روايات "قناديل ملك الجليل" للروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله و"يافا تعد قهوة الصباح" للروائي الفلسطيني أنور حامد، و"ملكوت هذه الأرض" للبنانية هدى بركات، و"حدائق الرئيس" للعراقي محسن الرملي، و"أصابع لوليتا" للجزائري واسيني الأعرج و"رجوع الشيخ" للمصري محمد عبد النبي لتكون في القائمة القصيرة.
كما أجرت حوارات مع الروائيين المتأهلين للقائمة القصيرة عرضت لإبداعاتهم وإنجازاتهم الروائية، والآفاق التي ترتادها الرواية العربية الحديثة سواء لجهة مضامينها أو تقنياتها الفنية.
والجزيرة نت إذ تنوه بأن التصويت إنما يعبر عن رأي المصوتين، فإنها في بادرتها غير المسبوقة تفتح بابا للدور الذي يجب أن يقوم به الإعلام الثقافي في المساهمة ببناء جسر بين المبدع والمتلقي وفتح الباب واسعا أمام تعزيز قاعدة القراء.
الإعلان الرسمي
وتعقد هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة اليوم لقاء إعلاميا يشارك فيه المرشحون الستة للجائزة العالمية للرواية العربية 2013، وذلك على هامش معرض أبو ظبي للكتاب، وسيعلن عن الفائز بالجائزة مساء غد الثلاثاء.
وكانت الروايات الست التي صعدت إلى القائمة القصيرة اختيرت من القائمة الطويلة لست عشرة رواية كان أعلن عنها في ديسمبر/كانون الأول 2012. والروايات المختارة جاءت من بين 133 رواية أتت من 15 بلدا، وجميعها نشر في الاثني عشر شهرا الماضية.
والجائزة العالمية للرواية العربية هي النسخة العربية لجائزة بوكر الأدبية. وأنشئت جائزة البوكر العربية عام 2007 في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ونظمت بالاشتراك بين مؤسسة جائزة بوكر البريطانية ومؤسسة الإمارات ومعهد وايدنفيلد للحوار الإستراتيجي.
وتمنح الجائزة في مجال الرواية حصريا وترشح ست روايات لتتنافس على الجائزة، وتمنح الرواية الفائزة خمسين ألف دولار أميركي، إضافة إلى عشرة آلاف دولار للروايات الست المرشحة للفوز بالجائزة.
المصدر:الجزيرة
البوكر العربية في دورتها السادسة
زهير حمداني
فرضت الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) نفسها منذ إنشائها في العام 2007 بأبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة إحدى أبرز الجوائز الأدبية على الصعيد العربي، رغم ارتفاع نبرة التشكيك فيها وفي توجهاتها أحيانا، باعتبارها تأتي ضمن مناخ ثقافي عربي يتسم في أغلبه بالمجاملات وغياب المصداقية مع أنها نسخة من جائزة بريطانية عريقة.
واستحدثت الجائزة بالاشتراك بين مؤسسة جائزة بوكر البريطانية ومؤسسة الإمارات ومعهد "وايدنفيلد" للحوار الإستراتيجي، وتدعمها منذ الدورة السادسة -الحالية- هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات. وكما حدد لها منظموها تسعى الجائزة إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر وتشجيع الإقبال على قراءة هذا الأدب عالميا.
غلاف رواية "حدائق الرئيس" المرشحة ضمن القائمة الطويلة للبوكر بدورتها السادسة (الجزيرة)
جوائز وترجمات
وتمنح "البوكر" في مجال الرواية عبر ترشيح ست روايات سنويا لتتنافس على جائزتها الأولى التي تبلغ خمسين ألف دولار أميركي، بالإضافة إلى عشرة آلاف دولار للروايات الست التي تختار ضمن القائمة القصيرة المرشحة للفوز بالجائزة.
وتختار الروايات الست من بين قائمة أولية طويلة تضم 16 رواية وبدورها تنتقى من بين عشرات الروايات التي ترسل إلى اللجنة من الناشرين، على أن تكون قد نشرت خلال العام السابق، وبلغ عدد الروايات في الدورة السادسة التي وصلت اللجنة بنهاية يونيو/حزيران 130 رواية.
ويقوم مجلس أمناء الجائزة سنويا بتعيين لجنة تحكيم تتألف من خمسة أشخاص من نقاد وروائيين وأكاديميين من العالم العربي وخارجه. وانضم مؤخرا ثلاثة أعضاء جدد لمجلس أمناء الجائزة، وهم الناشر الأردني المدير العام لدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر ماهر الكيالي والناشر اللبناني الأميركي ميشال مشبك والشاعرة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم.
ويتولى أعضاء لجنة التحكيم قراءة كل الروايات المرشّحة ويقررون بالتوافق قائمة مرشحين طويلة ثم قائمة قصيرة، ثم تعلن الرواية الفائزة في حفل كبير بأبو ظبي.
وبالإضافة إلى الجائزة المالية المهمة، يتمكن الكتّاب الذين تصل رواياتهم إلى القائمة القصيرة من الوصول إلى جمهور أوسع من القرّاء على الصعيد العربي والعالمي، عبر ترجمة أعمالهم إلى لغات مختلفة. وقد ترجمت الروايات الفائزة في الدورات الماضية وكذلك بعض الروايات التي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى عدة لغات بينها الإنجليزية والفرنسية والألمانية وكذلك البوسنية والنرويجية والإندونيسية وغيرها.
"
شهدت الدورات الماضية للجائزة بعض الاستقالات التي غذت الانتقادات الموجهة للبوكر العربية حيث استقال الناشر رياض الريس من مجلس أمناء الجائزة سنة 2009
"
انتقادات متواصلة
ورغم نجاح الجائزة في استقطاب عدد كبير من الأدباء العرب ونشرها العديد من الروايات لأدباء شبان وترجمتها عالميا، لم يحل ذلك دون انتقادات عديدة وجهت لها. وتتهم الجائزة -خاصة على مستوى القائمة القصيرة- بأنها توزع وفقا للاستحقاق المناطقي لا الأدبي، في محاولة لإيجاد توازن بين أقطار الوطن العربي وكذلك خضوعها لاعتبارات سياسية.
وفي حين يعد مبدأ سرية لجنة الجائزة إيجابيا ومطلوبا للعديد من الأدباء والنقاد، كي لا تحصل أي ضغوط على أعضائها من الناشرين أو الأدباء المرشحين، يرى البعض جانبا سلبيا لهذا الأمر، ويطالب نقاد بالكشف عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم مسبقا ونشر التقارير الصادرة من المحكمين بشأن كل رواية.
وفي السنوات الأخيرة تتالت الدعوات بمقاطعة الجائزة، كما فعل الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد والروائية رضوى عاشور، ورفض عدد من الأدباء ترشيح دور النشر لرواياتهم، ووجه الأديب جمال الغيطاني نقدا لاذعا للجائزة لطريقة تحكيمها.
كما شهدت الدورات الماضية للجائزة بعض الاستقالات التي غذت الانتقادات الموجهة للبوكر العربية، إذ استقال الناشر رياض الريس من مجلس أمناء الجائزة سنة 2009 اعتراضا على الكيفية التي تدار بها الجائزة، حسب قوله، كما قدمت أستاذة الأدب الإنجليزي شيرين أبو النجا استقالتها من لجنة تحكيم الجائزة اعتراضا على نظام التحكيم.
وفي الدورة الحالية ورغم ترشيح اسمين من الروائيين الجزائريين، هما واسيني الأعرج عن روايته "أصابع لوليتا" وأمين الزاوي عن روايته "حادي التيوس"، أبدت بعض الأوساط الأدبية الجزائرية استغرابها من استبعاد رواية "الحالم" لسمير قسيمي من الجائزة، ورأت في ذلك ظلما من لجنة الجائزة.
فلور مونتانارو: ما حققته البوكر من إشعاع للرواية العربية يغفر لها أخطاءها القليلة
جائزة حية
وبخلاف الآراء المنتقدة للجائزة يرى عدد من النقاد والأدباء أن الجائزة شكلت فعليا إضافة للساحة الأدبية العربية وأن ما يثار حولها من جدل دليل على أن الجائزة "حية" وتلقى اهتماما كبيرا من الروائيين والنقاد.
ويرى الروائي المصري يوسف زيدان صاحب رواية "عزازيل" الفائزة بدورة سنة 2009 أن "جائزة البوكر العربية تعد أهم جائزة أدبية عربية بإجماع النقاد والقراء"، معتبرا أن هذا الإجماع قد يخرج عنه بعض الأشخاص لأسباب غير موضوعية.
من جانبها تقول منسقة "البوكر العربية" فلور مونتانارو إن "ما حققته البوكر العربية من إشعاع للرواية العربية يغفر لها إخفاقاتها القليلة". مشيرة إلى أن المشاريع الجادة معرضة للانتقاد وأن إدارة الجائزة مصرة على المضي بمشروعها في دعم الرواية والروائيين العرب.
وتضيف فلور أن الجائزة تستفيد من أي ملاحظات توجه إليها وتحاول أن تتقدم بأدائها وتراجع بعض إخفاقاتها ككل المشاريع الثقافية المستقلة التي تتحسس طريق النجاح تدريجيا.
وتؤكد في حديث للجزيرة نت أن الجائزة تعد مشروعا ثقافيا يتعدى مفهوم الجائزة المالية التي تسند للفائزين لتساهم في الحراك الروائي في العالم العربي، وتسعى إلى دعم الأصوات العربية الجديدة في هذا الجنس الأدبي خاصة، والرواية العربية -كما تقول- وبفضل "البوكر" تمكنت من الوصول إلى القارئ البلغاري والأوكراني واليوناني والإنجليزي والإيطالي والبوسني.
ووفقا لمونتارو، المهم أن تستمر الجائزة في نهجها وفي حيادها في تقييم الأعمال الأدبية ودعم الكتاب الشبان والمواهب العربية الجديدة التي ستؤسس لرواية عربية حداثية يمكنها أن تنافس عالميا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.