كشفت متابعاتنا أمس عن شروع بعض التجار في تخزين السلع الغذائية بعد توقعات بموجة ارتفاع للأسعار خلال الأيام المقبلة في وقت أعلنت الغرفة التجارية بولاية الخرطوم عن تأثر حركة القطاع التجاري بالبلاد أمس بقرار وقف مرور بترول دولة جنوب السودان عبر الأراضي السودانية. وأكد الأمين العام للغرفة بولاية الخرطوم حاج الطيب أن القرار انعكس سلباً على وضع الأسواق، واعتبره مفاجئاً لجهة أن الجميع بدأ يأمل في حدوث انفراج بعد توقيع المصفوفة بين دولتي السودان وجنوب السودان، وبداية مرور النفط عبر السودان، وأكد أن متابعاتهم أفادت أن تجار العُملة بدأوا ليلاً عقب إعلان الرئيس إيقاف النفط في العمل من اجل القفز به لأسعار مرتفعة يتكسبون من ورائها، وأوضح أن الأثر على السوق سيكون سالبا لجهة أن أسعار البضائع مربوطة بالدولار، كاشفاُ عن إحجام كبار التجار والشركات والمستوردين أمس عن البيع حتى ينجلي الموقف مما ادى لتوقف الحركة التجارية أمس، وأوضح أن الأثر سالباً على السوق؛ لجهة أن أسعار البضائع مربوطة بسعر الدولار، كاشفاً عن إحجام كبار التجار والشركات والمستوردين أمس عن البيع حتى ينجلي الموقف، ما اعتبره أدى لتوقف الحركة التجارية- أمس- وأشار الى أن قرار إغلاق النفط قرار سياسي يتطلب التروي، من كل الأطراف؛ لجهة قوله؛ إن السياسة متقلبة، وطالب التجار بعدم خلق خوف في نفوس المواطنين، والتروي في ما يعتزمون فعله، وجعل السلع تنساب بحركة طبيعية؛ خاصة بعد أن صرّح وزير الإعلام أحمد بلال بأن حكومته قد تعيد النظر في قرارها لإغلاق خطوط أنابيب النفط مع جنوب السودان؛ لكنه رهن ذلك بأن يوقف الجار الجنوبي دعم المتمردين. من جهة أخرى شهدت أسعار كافة العُملات الأجنبية أمس ارتفاعاً حيث سجل الدولار ارتفاعاً مجدداً متأثرا بقرار أيقاف مرور نفط الجنوب حيث تراوح سعر البيع طبقاً لتجار عُملة امس (7,20) جنيه و(7,25) جنيه مقارنة مع (7) جنيهات و(6,95) جنيه يوم أمس الأول. وبلغ سعر البيع لليورو (9,20) جنيه للبيع و(9,00) جنيه للشراء فيما بلغ شراء الريال السعودي (1820) جنيها و(1840) جنيها للبيع، وكشف التجار عن احجام التجار عن البيع ليوم أمس لشعورهم أن الدولار سيسجل مزيداً من الارتفاع. وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة النيلين بروفيسور عصام بوب ل(الخرطوم): إن القرار بإيقاف مرور النفط الجنوبي عبر السودان؛ كان مفاجئاً، وقد أخلّ بمفاهيم المواطنين، وعزا ذلك للتحسن الذي يمكن أن يطرأ على إيرادات الدولة، باعتبار أن ضخ النفط عبر الأنابيب سوف يدر بعوائد سيكون لها أثرها على تأمين موقف حصيلة النقد الأجنبي، وقطع بأن هنالك تقديرات معينة تم بها إصدار هذا القرار، مؤكداً أنها سياسية بالمقام الأول ولا يعلم المواطن مغزاها سوى أن هنالك معلومات تفيد بدعم حكومة الجنوب للجبهة الثورية، بيد أنه استدرك؛ بأنه هذا لا ينفي أن هنالك آثاراً اقتصادية مباشرة على الوضع الاقتصادي في السودان. وبالنسبة للسوق أكد بوب أن أول ردة فعل للقرار كانت على سعر صرف العملات الأجنبية حيث ارتفعت أسعار الصرف ليوم- أمس- وأشار إلى آثار أخرى متوقعة، وهي زيادة تخزين سلع المواد الغذائية توقعاً لارتفاع أسعارها، وأكد أن الأثر الكبير المتوقع يكمن في تهديد الحركات المسلحة لمناطق السافنا الغنية؛ والتي تتركز فيها مشاريع الزراعة الآلية؛ والتي تنتج فيها محاصيل تدعم الأمن الغذائي والخزينة العامة، وهذا يعني تقلص المساحات المتوفرة للزراعة هذا الموسم؛ والذي يكون له آثار سلبية من الإنتاج الزراعي هذا العام، ومع نقص الإيرادات العامة للدولة يتوقع أن تتراكم الآثار بصورة سلبية على الاقتصاد، وتزيد من معاناة المواطن مع تزايد معدلات التضخم، وزاد بوب: " من الممكن أن تنعدم سلع أساسية ". رحاب عبدالله/ الخرطوم