قطع الحزب الشيوعي بوجود ثورة شعبية تتخلق في رحم الشعب السوداني، وقال يوسف حسين الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني الذي كان يتحدث في ندوة اقامها الحزب الشيوعي بمدينة الخرطوم بداره بالجريف: ( إن هناك احتجاجات شعبية قادمة وإن احتجاجات العام الماضي هي عبارة عن بروفة لها، وتوقع ذهاب النظام بهذه الثورة الشعبية) وتابع يوسفإن نظام الانقاذ فرط في السيادة الوطنية وجعلها رهينة للمجتمع الدولي والقوي الخارجية، وأصبحت سيادته في مهب الريح) وسمي هذا بالنكوص والتراجع عن الإرث النضالي للشعب السوداني منذ أيام الحركة الوطنية التي قادت البلاد للاستقلال ضارباً مثلاً بأنه: بعد أحداث11 سبتمر جاء وفد مشترك من السي اي ايه و الاف بي اي وفتش كل المواقع في السودان حتى السرية، وذلك بموافقة الحكومة، وقال إن المبعوث الامريكي للسودان بريستون ليمان دعا لدستور للبلاد بحجة أن النظام تخلى عن شموليته وبالمقابل دعا المؤتمر الوطني لدستور جديد) واصفاً هذا ب(الصوت ورجع الصدى )مشبها بريستون ليمان بالسكرتير الإداري علي أيام الحكم الاستعماري، مبيناً أن الحزب الشيوعي أكد ويؤكد على أن الدستور الديمقراطي لا يوضع في حكم شمولي وفي ظل السياسات الحربية وحالة الطوارئ وتكميم الأفواه وأن الدستور الانتقالي يوضع بعد تفكيك الشمولية؛ وإنهاء دولة الحزب الواحد وصولاً لدستور المواطنة والتعددية والديمقراطية ودعا لوضع دستور يضع في حسبانه التجارب المريرة التي مرَّ بها السودان كتجربة قوانين سبتمبر1983م على أيام السفاح نميري ودولة الانقاذ الدينية الظلامية والشمولية، ثم تحدث عن الوضع الاقتصادي مشيراً لتردي الوضع الاقتصادي وانهيار الاقتصاد وهبوط سعر العملة الوطنية مقابل العملات الأخرى وقال إن الاقتصاد هو بيت القصيد وعمود النص، وبحسب ماركس فان الاقتصاد هو المحرك الأساسي للعمل السياسي وتنبأ بوصول حجم التضخم إلى أكثر من(50%) وقالإن هذا بدوره يؤدي لتفلتات الأسعار بمتوالية هندسية وليست حسابية) موضحاً أن: الأسباب التي أدت للتدهور الاقتصادي وإنفلات الأسعار هو زيادة العجز في الميزانية وانهيار سعر الصرف للعملة الوطنية وتمرير مؤسسات القطاع العام المنتجة فضلا عن الخصخصة التي دمرت الاقتصاد السوداني، واستنكر بيع مصانع السكر التي اسماها ب(نوارة الصناعة السودانية )مشيراً لارتفاع حجم الفساد لأكثر من(64) مليار جنيه خلال عام 2011م فقط وزاد : (كل هذا يجعلنا نجزم بأن البلاد مقدمة على ثورة شعبية) أوضح موقف الحزب من العلاقة مع جنوب السودان، وقال: ( إن الحزب يدعو لجوار أخوي وحسن العلاقات مع الجنوب، مما يفتح الباب أمام الوحدة الكاملة مستقبلاً) وقال: ( لكي يحدث ذلك لابد من تكامل اقتصادي وسياسي ) شارحاً الخطوات التي قام بها الحزب من أجل حل مشكلة الجنوب وبعد الانفصال ، وذهب لموضوع ابيي وقال: ( إنه أصبح أكثر تعقيداً بعد الانفصال) وأبرز موقف الحزب الداعي لتنظيم استفتاء لتحديد مصير المنطقة واقترح أن تكون هناك(3) سنوات قبل الاستفتاء وقال : (إن الحزب يرى أنه للدينكا والمسيرية والقبائل الأخرى بالمنطقة كامل الحق في المشاركة في هذا الاستفتاء) وقال: ( إن الحزب يرى لابد من أن يكون للمسيرية حق في الرعي في جنوب السودان حتى قوقريال وأن يكون للدينكا حق الرعي في كل جنوب كردفان) مشيراً إلى أن الحزب اصدر بيانا بمناسبة مرور(10) أعوام على أزمة دارفور وشرح ما قام به الحزب في اتجاه الحل السياسي القومي للأزمة، وقال: إن أزمة دارفور هي جزء من الأزمة الوطنية، وختم يوسف حسين حديثه : ( إن هناك ثورة شعبية تتخلق في رحم الشعب السوداني) وبشَّرَ بأن البديل هو مشروع البديل الديمقراطي لقوى المعارضة الذي ينقل البلاد من الدكتاتورية إلى رحاب الديمقراطية.