تتبع بلدة الكُرمُك لولاية النيل الأزرق المجاورة لدولتي جنوب السودان وإثيوبيا من ناحيتي جنوب وشرق السودان. تضم البلدة خليطا متنوعا من السكان كقبائل الأدوك والبرتا والقمز الأفريقية بجانب بعض القبائل العربية التي يمارس بعضها الزراعة ويمتهن بعضها الآخر الرعي، وتعتبر الأكثر تنوعا سكانيا بالولاية، ويشكل الإسلام دين الأغلبية رغم تحول غالبية شعب الأدوك للمسيحية. وشهدت الكُرمُك أول اجتماع بين الإثيوبيين والسودانيين حول تجارة الرقيق عام 1932. وكانت تقع ضمن ما يسمى المناطق المقفولة في جنوب السودان، وهي منطقة أنشأها الاحتلال الإنجليزي وفق شروط معينة لمنع اتصالها بشمال السودان، وقد عانت من ضعف في التنمية والخدمات على مر الحقب السياسية الحاكمة في السودان. في عام 1987 إبان ما يعرف بعهد الديمقراطية الثالثة في السودان والذي قاده رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، استولت الحركة الشعبية لتحرير السودان على البلدة قبل أن تتم استعادتها بواسطة القوات المسلحة السودانية بعد شهرين من ذلك. ولتعقيداتها الجغرافية التي تتكون من عدد من الخيران ومن مجاري مياه الأمطار، تعد الكُرمُك من المناطق الوعرة التي يصعب الدخول إليها في فصل الخريف لأن تلك المصبات الصغيرة التي يغذي بعضها النيل الأزرق تشكل سداً طبيعياً مانعاً للحركة العادية. وتعتبر مركزا إداريا للعديد من المناطق المجاورة مثل: الجندي، بورفا، كولنقورا، أم جاموس، تشالى، بنويا، بيي وبليلا. ونسبة لموقعها الإستراتيجي بوجودها بين بعض السلاسل الجبلية، اعتبرها والي الولاية السابق الجنرال مالك عقار عاصمة لولاية النيل الأزرق.