دعت منظمات إغاثة الأممالمتحدة لزيادة عدد الجنود الذين ستنشرهم المنظمة ضمن قوة لحفظ السلام في جنوب السودان بعد انفصاله عن الشمال يوم السبت، وهو الأمر الذي لا يزال مرفوضا من قبل الحكومة السودانية. فقد لفت مدير أفريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش دانييل بيكيلي في بيان صحفي أصدرته الأربعاء مجموعة من منظمات الإغاثة إلى أن "تزايد العنف وانتهاكات حقوق الإنسان هذا العام يبرز الحاجة إلى وجود قوي ومرن لحفظ السلام في جنوب السودان". كذلك أعرب متحدث باسم منظمة أوكسفام عن قلق منظمته من أن بعض أعضاء مجلس الأمن يريدون تقييد عدد جنود حفظ السلام إلى أقل من 7000، محذرا من أن جنوب السودان يضاهي من حيث المساحة ولاية تكساس الأميركية لكنه وفي نفس الوقت لا يمتلك قدرة على حماية سكانه على الرغم من تعهده بذلك. مسيرة لأنصار الحركة الشعبية لتحرير السودان في جوبا احتفالا بقرب الإعلان عن الاستقلال (الفرنسية) وتأتي هذه الدعوات قبل يومين فقط من إعلان الجنوب السوداني رسميا استقلاله عن الشمال تحت مسمى جمهورية جنوب السودان استنادا إلى نتائج استفتاء تقرير المصير الذي أجري في مطلع العام الجاري وقبلت الخرطوم نتائجه التي جاءت لصالح الانفصال بأغلبية ساحقة. بعثة يوناميس وكما هو معروف توجد بعثة للأمم المتحدة في الجنوب السوداني في إطار قوات حفظ السلام تعرف مؤقتا باسم "يوناميس"، وهي القوة الأممية الرابعة في السودان بشكل عام حيث توجد قوتان مماثلتان في إقليم درافور وأبيي إلى جانب البعثة الأممية المكلفة بمراقبة تطبيق اتفاق السلام الموقع بين الجنوب والشمال والمعروف باسم اتفاقية السلام الشامل 2005. ويطالب السودان برحيل البعثة المكلفة بمراقبة تطبيق اتفاق السلام بحلول يوم السبت المقبل باعتبار أن الاستفتاء وإعلان استقلال الجنوب في اليوم نفسه يلغيان مبررات وجود هذه القوة من الناحية القانونية. بيد أن دبلوماسيين في مجلس الأمن أكدوا في تصريحات سابقة سعي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين للضغط على الخرطوم للسماح للبعثة بالبقاء ثلاثة أشهر بعد انفصال الجنوب. وفي هذا السياق، رجح دبلوماسي في مجلس الأمن أن يصوت المجلس خلال الأيام القليلة المقبلة على إنشاء قوة سلام خاصة بالجنوب تكون بديلا عن القوة الحالية. علي نافع: الاتفاق الأخير ينص على أن تظل أبيي منزوعة السلاح (الجزيرة-أرشيف) موقف الخرطوم وكان مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع قد شدد في تصريحات صحفية نشرت أمس الأربعاء على رفض الخرطوم بقاء قوات حفظ السلام في جنوب السودان أو حتى الموافقة على تمديد مهمتها. وأوضح أن العمليات العسكرية في كردفان ستستمر، مؤكدا أنه لم يتم التوصل إلى أي قرار حول وقف لإطلاق النار في المنطقة إلى حد الآن. وقال إن "العمليات ستتواصل إلى أن يخرج المتمردون من المواقع التي احتلوها". وأشار نافع إلى أن الاتفاق الأخير حول أبيي "ينص على أن تظل أبيي منزوعة السلاح تماما، تحرسها قوات إثيوبية حتى لا تدخل فيها قوات من الجنوب أو من الشمال حتى يضمن فيها الأمن والاستقرار للمواطنين، وهذا متوقف بالحل النهائي لوضع أبيي أن تتبع للشمال أو للجنوب أو أي حل آخر قد يتم التوصل إليه". قضايا عالقة وأوضح أنه لم يتم اتفاق بين الشمال والجنوب حول اقتسام عائدات النفط إلى حد الآن، أما في ما يتعلق بتقسيم الديون فقال "نعم، يكاد يكون هناك اتفاق حول الموضوع وأعتقد أنه يمكن اعتباره مبدئيا". واختتم تصريحاته بالقول إن الجنوب وبحلول التاسع من يوليو/ تموز الجاري –السبت المقبل- سيكون دولة مستقلة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، لافتا إلى أن اشتراك دولتين حدوديتين ببنى تحتية أو حقول نفط لا يعتبر أمرا نادرا وفريدا من نوعه. وأوضح أن مثل هذا الواقع يستدعي الحاجة لارتباط مؤقت بين الطرفين إلى حين يتم الاتفاق على أوضاع مواطني الشمال في الجنوب ومواطني الجنوب في الشمال وذلك ضمانا لأفضل علاقات الجوار بين الطرفين.