نفت يوغندا اتهامات نائب الرئيس السوداني لها بالتدخل لفصل الجنوب وقالت إنها مثيرة للسخرية. وقالت صحيفة (المواطن) الكينية إن نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه اتهم الرئيس موسيفيني بالتخطيط لتغيير النظام في السودان كجزء من خطة أوسع لخنق النفوذ العربي في افريقيا. واعتبرت الصحيفة على لسان مراسلها بكمبالا أن هذه الاتهامات تأتي ضمن إدارة الصراعات في الخرطوم لتهدئة المحتجين الذين احتشدوا في عاصمة البلاد طوال الأسبوع ناقمين على ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت إن طه اتهم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ونائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض بالمساهمة عسكريا في انفصال جنوب السودان. وأوردت أن طه قال في ندوة بالقاهرة عاصمة مصر يوم الاثنين 10 أكتوبر إن موسيفيني أدلى بنواياه الواضحة في وقت ما من العام الماضي بينما كان يحضر لقاء في نيويورك، ربما كان ذلك إشارة لاجتماع الأممالمتحدة الذي حضره موسفيني في 27 سبتمبر 2010م. ووفقا لطه، فقد تحدث موسيفيني عن حركة المناطق المهمشة في السودان لتحويل مركز السلطة في السودان. وقالت وزارة الشئون الخارجية اليوغندية على لسان أمينها الدائم السفير جيمس موجومي أول أمس الجمعة إن “هذا أمر مثير للسخرية" ، وأضاف “لقد كنت في نيويورك ولم يقل الرئيس أبدا مثل هذا الشيء". وقال السفير موجومى إن الرئيس موسيفيني أعرب في الواقع عن دعمه للحكومة السودانية، ودعا إلى تنفيذ اتفاقية السلام الشامل الموقعة في عام 2005 بما في ذلك استفتاء يناير 2011 وللحل السلمي لقضايا ما بعد الاستفتاء الأخرى. وكان طه في زيارة لمصر اختتمت بالخميس، وأوردت عنه وكالات ومواقع أنه في لقاء مع النخب المصرية في مقر إقامته بفندق سونستا يوم الاثنين الماضي اتهم يوغندا بالسعي لتغيير نظام الخرطوم ضمن خططها الرامية لوقف الزحف العربي، دامغاً الرئيس يوري موسفيني بأنه أول من قاد فكرة فصل الجنوب عن الشمال. ويقود الآن حراكاً لتغيير النظام في الخرطوم لوقف الزحف العربي ضمن مخطط أجنبي كبير يستهدف العرب. وأكد طه أن أي محاولة لإعادة جنوب السودان ستبوء بالفشل، كاشفاً أن الحكومة أبلغت الرئيس سلفاكير ميارديت خلال زيارته الأخيرة إلى الخرطوم، بأن يرفع يده عن السودان الذي تركه، موضحاً أن الحرب في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان سببها رغبة الحركة في خلق امتدادات لها بالشمال. وأبدى دهشته من إبقاء سلفاكير لقواته شمالاً والصرف عليها ثم يدعو بعد ذلك لإقامة علاقات سلمية مع الشمال. وحذر طه في اللقاء من ثورة مضادة للثورات العربية، ويقول إن فعل الانطلاق والتحرر يقابله رد فعل يقود الناس إلى الحضيض، داعياً لتفويت الفرصة على هؤلاء لتضمن استمرار المسيرة نحو غاياتها والانتباه إلى أن الثورة المضادة تحيك الخطط في الخفاء وبصورة خطيرة ومخفية. وقال إننا فقدنا جزءاً من وطننا بسبب ذات التآمر، في وقت فقدنا فيه السند والدعم من الأشقاء، وتشابه علينا المكر الخفي والأجندة القائمة على شد الأطراف بدعاوى التهميش وعدم التوازن والظلم في قسمة الموارد والتنمية. ويقول محلل سياسي ل(حريات) إن طه ابتلع الحديث عن ليبيا واليمن الجنوبية حتى صارت خبرا ولكنه حينما يتحدث للنخب المصرية عن يوغندا فإنه يتخيل أن حديثه مغلق لاستثارة العاطفة القومية وينسى أن العالم صار قرية واحدة برغم اختلاف اللغة، فحديثه هذا يشكل سقطة دبلوماسية كبيرة، وقال إن علي عثمان حينما يسهب في الحديث عن العروبة والإسلام والتآمر ضدهما يغفل أن نظامه الدموي الذي يرفع تلك الرايات يشكل الخطر الحقيقي عليها. وهو بفعله ذلك إنما يصب في تيار “الانتباهة" والفتنة العنصرية من ورائها ويؤذن بتفتيت الجزء المتبقي من البلاد على أساس العرق. كما إنه حينما يتحدث عن الثورة المضادة يتجاهل حقيقة أن الثورة المضادة في البلدان التي لم تثمر ثورتها بعد كالسودان هي تصرفات النظم الحاكمة لوقاية نفسها من الثورة ولإحباط هبتها، فطه آخر من ينصح ثوار مصر عن الثورة المضادة وهذا أمر يعرفه أولئك الثوار جيدا. وبذلك السبب أيد المحلل تحليل الصحيفة الكينية التي عزت أحاديث طه لمحاولات صرف الأنظار عما تقابله حكومته من ثورة شعبية بسبب الغلاء في الأسابيع الماضية. ويقول المحلل السياسي إن طه منذ قصقص ريشه داخل السلطة صار طبالا محضا حاملا لرايات البشير والطيب مصطفى الدليل الأعمى الذي يقود نظامهم نحو الهاوية. فتحدث عن السيف الذي ينتظر المتجاسرين حاميا البشير، والمراقب لتصريحاته الأخيرة يجدها كلها تصب في زمرة الطبل.