المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي تصريح من الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي حول مقتل العقيد معمر القذافي لقد كانت لنا علاقة مستمرة بالقيادة الليبية، وأثناءها حرصنا دائما على أن تحقق العلاقة مصلحة الشعبين الشقيقين. ورغم الحساسية حرصنا دائما على نصحها لاحترام الرأي الآخر، وفي آخر زيارة لنا لليبيا في نوفمبر 2010م ألقينا محاضرة في "أكاديمية الفكر الجماهيري" في 8 نوفمبر، وقلنا بوضوح: ينبغي احترام الرأي الآخر، وإقامة الحكم الراشد على المشاركة والمساءلة وسيادة حكم القانون، واحترام التعددية لأنها الوجه الآخر من الحرية، ولكن النصيحة لم تقبل. ولدى قيام الحركة الشعبية في 17 فبراير 2011م خاطبنا العقيد القذافي ألا يستخدم العنف ضد مدنيين عُزل، دون استجابة. ثم بعد أن تحولت الحركة لثورة خاطبناه أن يسلم السلطة لأحد زملائه لكي يحادث الثوار للاتفاق على ما يحقن الدماء، ويضع خريطة الطريق إلى التحول الديمقراطي في ليبيا، دون استجابة؛ ما جعلنا نعلن اعترافنا بالمجلس الوطني الليبي. والآن بعد مقتل العقيد القذافي، واللواء أبوبكر يونس، فإننا نترحم على كافة الشهداء في ليبيا، ونتمنى شفاء الجرحى فالكل شعب ليبي شقيق، ومهما كانت الملابسات لا شك أن القتل أوجبه ما أرتكبت القيادة الليبية من تجاوزات راح ضحيتها كثيرون فالأمر الشرعي (وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ) . والآن نوجه النداء لقيادة الثورة الليبية أن تفتح صفحة جديدة لبناء الوطن، وأن تعقد المحاكمات العادلة العلنية لكل من أهدر حقوق الشعب الليبي، وأن تصدرعفواً عاما للذين لم يرتكبوا جرائم محددة، وأن تسعى لإبرام مصالحة وطنية عامة، وأن تمضي في سبيلها لبناء الوطن تحت ظل الحريات الأساسية والديمقراطية، وأن تعتبر اللجوء لحلف ناتو مرحلة استثنائية فالضرورات تبيح المحظورات، ولكن ينبغي إنهاء دور الحلف فوراً، والاعتماد على وحدة الشعب اللييي واستعداد جيرانه وأشقائه لدعم مسيرته نحو مستقبل أعدل وأفضل.