عرض موقع "صوت أمريكا" آراء لمحللين ناقشوا سبل حل أزمة جنوب السودان، الدولة التي استقلت منذ ما يقرب من 3 سنوات، والتي يفترض أن الحركة الشعبية لتحرير السودان خاضت حربًا طويلة منذ عقود للتحرر لبدء بناء الدولة. وأشار الموقع إلى عزل رئيس جنوب السودان سلفاكير الأصوات المعارضة من الحكومة، بما في ذلك نائب الرئيس رياك مشار في ديسمبر، وأتهم مشار الحكومة بقتل الديمقراطية في الحكومة والحزب، قبل أن يندلع القتال في الثكنات العسكرية بجوبا، ليتهم الرئيس نائبه المعزول بمحاولة قيادة انقلاب، بينما نفى "مشار" الاتهام، فى الوقت الذى أكد فيه المراقبون أن التوترات تتزايد بمرور الوقت. وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث، والذى كان أحد المشاركين في مناقشات المائدة المستديرة الأخيرة، إن العنف يمثل فشل جميع الأطراف في القيادة، وأشار إلى أن جهود التنمية تراجعت لحساب الطموحات الفردية، حيث حاولت الحكومة احتواء العنف وإخماده ولكنها لم تحاول بشكل جاد علاج أسبابه مثل التفاوت الاقتصادي، والمظالم التاريخية ضد الطوائف الأخرى، وأيضًا المظالم السياسية بسبب نقص تمثيل حقيقي أو متصور، والنفوذ السياسي غير المتناسب على جميع المستويات في الحكومة. وأشار جوك جوك مادوك أحد المشاركين في الجلسة المستديرة والمساهمين في حركة التحرير، إلى حجم النفقات الضخمة في عواصمالولايات وجوبا، بينما الخدمات تكاد تكون معدومة في المناطق الريفية، ما أدى إلى الانفجار، وجعل الأمور تميل إلى الاحتقان. وأكد جوك أن الجيش في جنوب السودان أصبح لا يمكن السيطرة عليه، كونه أكبر مؤسسة في البلاد، ويمتص ما يصل إلى 60% من الميزانية الوطنية، بالإضافة إلى دمج الحكومة الميليشيات المعارضة في الجيش، ما أدى إلى عسكرة بعضها دون وجود "روح" أو قيم مشتركة، إضافة إلى أن أكثر قوات الجيش من قبيلة الدينكا، ما يمثل فشلاً في التنوع القومي.