http://www.al-sharq.com/ عبدالبديع عثمان أكد السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي السوداني أنه بحث خلال لقائه اليوم مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الحوار الوطني والسلام في السودان و الأوضاع على الساحة العربية لافتا انه أطلع سموه على مساعيه لرأب الصدع العربي مثمنا دور قطر الكبير في تحقيق السلام في دارفور. وأشار المهدي انه قدم شرحا لسمو الأمير حول ما توصل إليه الحوار السوداني بجانب استعراض الأوضاع في جنوب السودان معربا عن تقديره لاهتمام قطر بالحوار في السودان. وأبان المهدي خلال حديثه اليوم في ندوة "الشرق" انه عكس لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى تطلع السودان إلى دعم قطر لتحقيق السلام في السودان مشيرا إلى أن السودان سيلعب دورا كبيرا في تحقيق الأمن الغذائي العربي كما أن السودان مؤهل أن يكون جسرا بين الوطن العربي وإفريقيا بجانب أن السودان يمكن أن يقدم ممارسة ديمقراطية ناجحة يمكن الاقتداء بها في المنطقة . وأوضح المهدي أن قطر وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يجدون في السودان على الصعيدين الرسمي والشعبي تقديرا خاصا ملمحا أن ذلك ينطلق من الائتلاف والإخوة بين الشعبين. من ناحيته أعرب رئيس تحرير "الشرق" جابر الحرمي عن شكره للسيد الصادق المهدي على زيارته للشرق مشيدا بالآراء البناءة والرؤى الإستراتيجية لسعادته مشيرا الى ان "الشرق" ستفتح أبوابها دوما أمام الآراء السديدة لسيادته. وحول الحوار السوداني أكد المهدي أن الحزب الحاكم في السودان اقتنع بضرورة الانتقال من حكم الحزب إلى حكم وطني جامع مشددا بان السودان يواجه حاليا حصارا من كل النواحي الاقتصادية والعلاقات الخارجية لافتا أن كل هذه الإشكالات لا يمكن حلها إلا عن طريق الإجماع الوطني مبينا أن هناك عدد من التيارات السودانية التي تعمل على تغيير النظام عن طريق القوة أو عبر الانتفاضة الشعبيةلافتا أن ذلك وارد طالما أن هناك احتقان في البلاد والذي يمكن أن يقود إلى طريق صدامي موضحا أن هناك فرصة لإجراء استباقي لتحقيق مطالب الشعب بدون عنف على غرار التجارب العالمية في جنوب إفريقيا و تونس. قناعة بالحوار وأشار المهدي إلى أن السلطة الحاكمة اقتنعت بإجراء حوار بدون سقف لافتا في هذا الصدد إلى اللقاء الذي أجراه الرئيس السوداني الأحد الماضي مع القوى السياسية السودانية لوضع أجندة للملتقى الجامع. وأعرب المهدي عن رغبة الأطراف السودانية في دعم حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الخط الحواري في السودان حتى يتمكن الجميع من الوصول للحل الشامل بعيدا عن الحلول الثنائية . وأبان المهدي انه عكس لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى تطلع السودان إلى الدعم العربي لتحقيق الاستقرار مشيرا إلى أن السودان سيلعب دورا كبيرا في تحقيق الأمن الغذائي العربي كما أن السودان مؤهل أن يكون جسرا بين الوطن العربي وإفريقيا بجانب أن السودان يمكن أن يقدم ممارسة ديمقراطية ناجحة يمكن الاقتداء بها في المنطقة . السلام في السودان وأكد المهدي انه ناقش مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى خلال اللقاء اليوم تحقيق السلام في السودان لا سيما أن قطر لعبت دورا كبيرا في تحقيق السلام في دارفور مبينا ان هناك مستجدات فيما يتعلق بدارفور منها أن بعض الفصائل الدارفورية وقعت اتفاقا مع الحركة الشعبية لشمال السودان فيما يعرف بالجبهة الثورية كما أن هناك تدهور في الموقف على الأرض في دارفور وان هناك فصائل كانت في الماضي تقف بجانب النظام أصبحت الآن لها مليشيات قبلية منوها إلى أهمية مراعاة هذه التطورات خاصة أن بعض الدول الجارة للسودان وبعد أن كانت ترعى الصراع أصبحت الآن تعمل على تحقيق السلام. واقترح المهدي تكوين مجلس قومي للسلام للجلوس مع الجبهة الثورية للتحاور حول حلحلة المشكلة السودانية لافتا أن ذلك سيحقق فرصة جيدة للسلام معربا عن تطلعه بان تجد كل هذه الاقتراحات الدعم والتأييد من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. أحداث جنوب السودان وأبان المهدي أن اللقاء مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى تطرق للأوضاع في جنوب السودان مشددا على أهمية عدم ترك جنوب السودان للقوى الدولية مشيرا إلى أن الدول العربية يجب أن تهتم بما يحدث في جنوب السودان لان استقرار الجنوب مهم لاستقرار السودان. وأشار المهدي إلى ان تدفق اللاجئين من دولة جنوب السودان الى السودان يقتضي إقامة معسكرات وهذه المعسكرات تحتاج لصندوق قومي لاستقطاب الدعم الدولي والعربي للقيام بدور حيال ما يحدث في جنوب السودان مبينا أن هناك توقعات بحدوث مجاعة في جنوب السودان وهذا يقتضي زراعة مساحات كبيرة في السودان لمواجهة ذلك وتمويل جنوب السودان غذائيا من هذه المنتجات. ولفت المهدي ان هناك تكالب على إفريقيا واهتمام من جانب من القوى العالمية موضحا أن الدول العربية هي الأقرب جغرافيا إلى إفريقيا لافتا إلى ضرورة لعب دور عربي في إفريقيا وان تهتم الدول العربية بما يجري في إفريقيا من تطورات مبينا أن هناك قمم افريقية في الصين واليابان والولايات المتحدة ملمحا إلى أهمية إقامة قمم على غرار ذلك بالدول العربية واصفا ذلك بأنه مهم ومصيري. الوضع العربي وأشار المهدي إلى انه استعرض مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الوضع العربي الراهن لافتا إلى انه بعث بخطاب لمؤتمر القمة العربية الأخيرة بالكويت طالب من خلالها بأهمية احتواء ما يحدث في الدول العربية مبينا أن العالم العربي يشهد حاليا ما يشبه الحرب الباردة بسبب التقاطعات الفكرية والمذهبية بين التوجهات السنية والشيعية ودعاة القومية والعلمانية والأغنياء والفقراء داعيا إلى أهمية احتواء هذه الصراعات . وأكد المهدي انه اقترح خلال خطابه تكوين مجلس حكماء للقيام ببناء الجسور وتقريب الهوة بين المتصارعين حتى لا تتحول الحرب الباردة إلى حرب ساخنة لافتا أن خطاب أمير البلاد المفدى خلال القمة العربية كان ايجابيا وتصالحيا مشيرا أن الرئيس التونسي اقترح تكوين لجنة لإطفاء الحرائق وهي قريبة لما نادى به خلال خطابه للقمة. وأبان انه سيتمكن من لعب دور من خلال ترؤسه لمنتدى الوسطية العالمي للقيام لرأب الصدع موضحا أن الإسلام يمثل القوة الكبرى في المنطقة والعالم ولا بد من الاعتراف بان الإسلام لا يمكن حصره في الشأن الخاص معربا عن مساعيه لإيجاد نقاط التقاء بين التيارات الإسلامية والعلمانية لافتا انه هذه النقاط وجدت تفهما من سمو الأمير مبينا ان اهتمام سموه بالقضايا العربية تجلى في خطابه في القمة العربية وجولته العربية الأخيرة. الحوار السوداني وفيما يتعلق بالحوار الوطني في السودان أكد المهدي أن الظرف الحالي يختلف عن الماضي مشيرا إلى أن الحزب الحاكم نفسه قد خرجت من تحت عباءته حوالي 8 فصائل تطالب جميعها بالحوار كوسيلة لحل سوداني مبينا انه لا يمكن معالجة الضائقة الاقتصادية والأزمات الراهنة إلا في إطار مشترك . وقال : المشكلة السودانية إذا لم تعالج سيؤدي ذلك إلى تفكك السودان معربا عن تفاؤله بالتوصل إلى حل سوداني من خلال الحوار مستدلا بان السودان قد تجاوز العديد من الإشكالات في الماضي عن طريق الحوار كما أن التواصل الحالي بين الأطراف السودانية وعدم عزل طرف سياسي يزيد من التفاؤل بنجاح الحوار. وأضاف المهدي إن مكان وزمان الانتخابات سيكون جزء من عملية الحوار ولا يمكن أن يتم إجراء الانتخابات دون تحقيق عدد من الشروط مبينا أن القيام ببعض الإجراءات لبناء الثقة يمكن أن يؤدي إلى انضمام بعض الأطراف لمسيرة الحوار لافتا أن ما حدث في دولة جنوب السودان جعل بعض الدول الغربية تدفع في اتجاه تحقيق السلام في السودان خشية أن يتحول السودان إلى دولة فاشلة وهذا إن حدث سيقود إلى تمدد القاعدة في السودان مثلما حدث في العراق وسوريا وليبيا مبينا أن الدول الغربية حاليا تسعي إلى احتواء تنظيم القاعدة. الجدول الزمني وحول الجدول الزمني للحوار أكد المهدي ان الهيئة المنتقاة هي التي ستنظر في الفترة الزمنية مبينا أن حزبه ارتأى أن يكون السقف الزمني للحوار شهرين موضحا أن اللقاء الأخير بين الرئيس السوداني عمر البشير وسلفاكير ميارديت رئيس دول جنوب السودان كان ايجابيا حيث تبادل الطرفان الالتزام بدعم السلام في كلا البلدين ملمحا ان ذلك سيصب في اتجاه في إنجاح الحوار السوداني كما أن ضمان استمرار تدفق النفط سيعود بالنفع على البلدين. الربيع السوداني وفي سؤال عن تأخر السودان عن الثورات العربية وعدم تفجر الربيع السوداني أوضح المهدي أن السودان شهد ثورتين في العام 1964 والعام 1985 حيث ان حركة الشارع وضغط النقابات والإضراب أدت في النهاية لتدخل القوات المسلحة والانحياز للشارع . ولفت المهدي إلى أن إجراءات "التمكين" والسيطرة على النقابات والقوات المسلحة من جانب السلطة على الرغم من أنها نجحت في الحفاظ على السلطة وأجهضت كل التحركات المناهضة لكنها قادت إلى خلق جبهات قتال مسلحة وأحدثت استنزاف اقتصادي خطير وعرضت بقاء السودان للخطر وأدت إلى تعريض السودان لخطر التفكك مشيرا إلى أن الحراك الموجود حاليا في السودان اخطر من الثورات العربية مع وجود الاستقطاب الحاد ملمحا أن كل ذلك يشكل خطرا على الوطن. خطاب الوثبة وأشار المهدي بان حزبه يعمل على إحداث مخرج للوطن مبينا أن خطاب "الوثبة" للرئيس السوداني على الرغم من انه كان عاما إلا انه فتح المجال أمام الجميع للحديث مبينا ان الحوار تواصل مع الحزب الحاكم والمعارضين لتكوين هيئة مناصفة تتخذ قراراتها بالتوافق . واقترح المهدي إقامة مؤتمر قومي دستوري لمعالجة أزمة السلطة ومجلس قومي للسلام وإقامة مفوضية قومية للفساد لافتا أن حزبه سيدخل بهذه الأجندة للحوار مشيرا إلى أهمية انجاز الحوار خلال شهرين . الوضع العربي وفي سؤال حول الأوضاع على الساحة العربية أعرب المهدي عن خشيته من التفكك العربي بالإشارة لما يحدث في ليبيا والعراق و اكد انه نادى من قبل بميثاق عربي لجسر الهوة بين المفكرين العرب من اليمين واليسار وما بينهما للمساهمة في وقف الاستقطاب العربي. ومن ناحية أخرى وفي رده على سؤال حول الأحزاب السودانية والتمزق الحزبي في السودان أكد المهدي أن ما أصاب الأحزاب السياسية في السودان تم بسبب تدخلات المؤتمر الوطني لإضعاف الأحزاب وتصفيتها مشيرا إلى أن وضع الأحزاب السودانية لن يستقيم إلا برفع السلطة الحاكمة وجهاز الأمن والإعلام الحكومي أيديها عن تلك الأحزاب. وأشار المهدي أن تفكيك الأحزاب الكبيرة أدى إلى البحث عن "مواعين" صغيرة مثل الكيانات القبلية مبينا أن الحرية والديمقراطية والمؤسسية هي التي ستخلق المناخ السياسي المعافى في السودان والذي من خلاله يمكن أن تتوحد الأحزاب منوها بان السودان يواجه أخطارا عديدة من ضمنها هجرة الشباب والأموال. ورفض المهدي الحديث عن انه يعمل على تجهيز أبناءه لخلافته في الحزب وقال"خليفتي في الحزب المؤسسات" . العلاقة مع مصر وحول العلاقة بين السودان ومصر أوضح المهدي أن إعلان جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية في مصر سيؤدي بالطبع إلى سوء العلاقة بين مصر وكل المرجعيات الاخوانية مشيرا أن ذلك سينعكس بالطبع على العلاقات مع السودان . وأضاف : الحل في مصر يجب أن يكون سياسيا لا امنيا لان العنف سيؤدي إلى تخريب مصر داعيا إلى ضرورة إجراء مراجعات شاملة لكل الأطراف لان الاستقطاب ليس من مصلحة البلدين . وحول أزمة سد النهضة دعا المهدي إلى ضرورة التعامل مع الملف بوعي وحنكة وان يقوم السودان ومصر بالدخول في مفوضية حوض النيل لان عدم الدخول في المفوضية سيعزل السودان ومصر لافتا أن النيل سيادة مشتركة كما أن نقطة الخلاف الوحيدة حول توزيع حصص الدول في مياه النيل يمكن الاتفاق حولها منوها بأنه يمكن زيادة منسوب مياه النيل عن طريق إقامة قنوات مثل قناة "جونقلي" . وفي ختام اللقاء أعرب المهدي عن تفاؤله بإيجاد مخرج للازمة في السودانية عن طريق الحوار .