- يبدو أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب والألمنيوم نحو بلاده سيجر العالم نحو كارثة على صعيد اتفاقات التجارة الدولية، وينذر بتفكك خيوط التحالف الغربي. تقول صحيفة تايمز البريطانية إن إعلان ترمب فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على واردات بلاده من الصلب و10% على الألمنيوم أغضب شركاءه التجاريين ومعظم كبار الجمهوريين بالكونغرس الأميركي، حيث بدأ الأوروبيون الحديث عن فرض عقوبات تجارية انتقامية على عدد من المنتجات الأميركية. سلوك الأوروبيين - بحسب الصحيفة - أثار غضب ترمب أيضا، الذي هدد بتطبيق ضريبة على الفور على السيارات الأوروبية التي تدخل بلاده، وغرد قائلا - تحسبا لأي حرب تجارية - "إن الحروب التجارية جيدة ومن السهل كسبها". ولفتت الصحيفة إلى أن الرخاء الغربي مبني على التجارة الحرة، وأن العالم يعرف جيدا النتائج الكارثية التي خلفها قانون سموت-هولي لعام 1930 بشأن تنفيذ التدابير الحمائية الأميركية التي أدت إلى كساد كبير. وأشارت الصحيفة إلى أن معظم مستشاري ترمب الرئيسيين أبدوا قلقهم من أن التعريفات العقابية ستدعو حتما للانتقام، وهو ما سيلحق ضررا بالغا بقطاعات الاقتصاد الأميركي. وإذا كان الجمهوريون بالكونغرس يميلون إلى تجاهل تغريدات ترمب في الوقت الحاضر لكونها لا تستتبع بتشريعات، كما أنه يناقض نفسه فيها بعد أسابيع، فإن الصحيفة تشير إلى أن مواقفه التجارية تدق ناقوس الخطر. ويعود ذلك لسببن اثنين: أولهما أن وعده بحماية الصناعة الأميركية الثقيلة كانت مفتاح فوزه في ميشيغان وولايات أخرى صوتت تقليديا للديمقراطيين، وسط رغبة منه في الحفاظ على ثقة العمال المتضررين من الواردات الأجنبية وعينه على انتخابات 2020، خاصة أنه يعد في حملته بحماية وإنعاش صناعتهم. والسبب الآخر -وفق الصحيفة- يتعلق بكون التجارة هي واحدة من المجالات التي يمكن للرئيس الأميركي إصدار مرسوم بشأنها دون حاجة إلى موافقة الكونغرس. وتحذر الصحيفة من أن الأمر لا يتعلق بمسألة تجارية فحسب، بل إن أي فرض لتعريفات انتقامية على الشركاء والحلفاء هو بمثابة إطلاق النار على خيوط التحالف الغربي. وعلى هذا الأساس -تقول الصحيفة- فإن الدول الأخرى يمكن أن تعاقب البنوك الأميركية وشركات التكنولوجيا مثل أمازون وفيسبوك، عندها ستنهار الاتفاقات التجارية، كما ستوضع قيود على التمويل الدولي. وأشارت الصحيفة في هذا الإطار إلى ردود فعل كندا التي اعتبرت تدابير ترمب غير مقبولة، ووعدت بالدفاع عن الصناعة الكندية، بجانب ردود فعل اليابان والصين ودول أخرى. الصحيفة قالت إن ترمب سيكون في موقف قوة داخليا وخارجيا إذا كانت حملته تركز على تشجيع الإبداع عوض محاربة الصناعات التقليدية "عبر فرض مزيد من الرسوم". وعلى سبيل المثال صناعة السيارات، حيث إن الولاياتالمتحدة ليست البلد الذي تنقصه الأفكار أو التكنولوجيا المتقدمة. وتعتبر الصحيفة أن التحدي هو أن يقوم مستشارو ترمب بالعمل على أن يوقف إدانته -في تغريداته- التي مفادها أن تراجع الاقتصاد الأميركي يرجع إلى الاتفاقيات السيئة التي وقعها الرؤساء السابقون، لأن الأمر ليس كذلك. فالمستهلكون - حسب الصحيفة - يقبلون على المنتجات الأجنبية إذا كانت أرخص أو أحسن، وأميركا عليها أن تركز على إنتاج سيارات جيدة ك"بي أم دبليو" أو بضائع استهلاكية رخيصة مثل البضائع الصينية، وإلا فإن الصناعة الأميركية ستستمر في الضمور والتراجع، وفق الصحيفة. ط ي