سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبدالمنان: الزيادة في الرقعة الزراعية جاءت نتيجة للاستقرار الأمني - تم تامين الموسم الزراعي من خلال حل النزاعات بين الرعاة والمزارعين - الولاية تضررت في مسالة تقسيم الأصول
تتميز ولاية غرب دارفور بأراضي زراعية كبيرة وخصبة ومياه وفيرة ، كما تتميز بمساحات مقدرة للمراعي والثروة الحيوانية، وهذه الثروة الكبيرة تم تحجيم استثمارها للدواعي الأمنية والتي عمت ولايات دارفور... ولاشك ان المهددات الأمنية كانت تقف عائقا أمام استغلال هذه الثروات والتي تساهم في دعم الاقتصاد الوطني ، وبعد التحولات التي حدثت علي الصعيد السياسي والأمني في الولاية ، نتيجة تحسن العلاقات السودانية التشادية ، وتامين الحدود بفضل اللجان العسكرية المشتركة وغيرها من العوامل ... كان لابد لنا من الوقوف علي ما يجرى حاليا في هذه الولاية الغنية التقت وكالة السودان للأنباء وزير الزراعة والموارد الطبيعية بولاية غرب دارفور الأستاذ عبدالمنان ابكر عمر وحاورته حول الوضع في الولاية واستقرار الموسم الزراعي والصعوبات التي واجهتهم في هذا الإطار. فالي مضابط الحوار: أولاً في البدء ماهي الجهود التي قمتم بها للإعداد للموسم الزراعي؟ نحمد الله تعالي إن هذا الموسم الزراعي 2012-2013م بدا بداية مبكرة ومبشرة ، ونحن كوزارة زراعة قمنا بالإعداد الجيد لهذا الموسم بدا بتوفير التقاوي المحسنة المعتمدة لدي وزارة الزراعة الاتحادية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية في وقت مبكر جدا وتم توزيعها لصغار المزارعين في المحليات المختلفة وهذه هي البداية ، مما دفع ذلك المزارعين لزراعة مساحات واسعة جدا على مستوى الولاية بمحلياتها المختلفة . وحسب خطتنا لهذا الموسم أن يتم زراعة حوالي مليون ونصف فدان والمسح الأخير الذي تم في بداية أغسطس بلغت المساحات المزروعة بالمحاصيل المختلفة 3.70 مليون فدان وهذه الزيادة فاقت المساحة المقدرة في بداية العام . ما الموقف الأمني الآن في ولاية غرب دارفور خاصة بعد انقسامها إلي ولايتين غرب ووسط دارفور؟ استطيع أن اقول أنه بعد تقسيم ولاية غرب دارفور إلى غرب ووسط، أصبحت ولاية غرب دارفور خالية تماماً من وجود الحركات المتمردة أو أي بؤر من بؤر التمرد ، وتنعم بأمن واستقرار كبير. ما مدي الاستقرار الأمني الذي تنعم به الولاية وجهودكم في هذا الصدد؟ الزيادة في الرقعة الزراعية جاءت نتيجة لان الولاية أخذت تنعم باستقرار أمني كبير جدا نتيجة للجهود التي بذلتها حكومة الولاية في عقد المصالحات الاجتماعية والاتفاقيات الثنائية التي تمت بين الحكومة الولائية والحركات التي تحمل السلاح بالولاية وايضا البرتوكول الأمني الموقع بين الحكومة السودانية والتشادية التي بموجبها تم تكوين قوات مشتركة تقضي ستة أشهر بالجنينة ومثلها بابشي بمحافظة وداي بتشاد ، هذا الانتشار الواسع ساعد في انتشار الوجود الأمني على الشريط الحدودي الذي تجاوز 750 كيلو متر بين الولاية ودولة تشاد وبفضل علاقات الجوار الجيدة والامتداد الطبيعي للقبائل وجهود حكومات المحليات من خلال اللجان الشعبية المشتركة بين البلدين مما مكنها من أن تلعب دوراً كبيراً في استتباب الأمن . ماهي المشاكل والتحديات التي تقف أمامكم للإعداد للموسم الزراعي ؟ القضايا السياسية والأمنية التي صاحبت الولاية في الفترة السابقة ، إضافة إلي قلة الأيادي العاملة من التحديات التي تقف إمام الولاية لان معظم المواطنين اتجهوا نحو التعدين الأهلي وكذلك النقص الكبير في المدخلات الزراعية والمحاريث خاصة التراكترات والمحاريث الزراعية والمحاريث البلدية ، كما ان الوزارة لم تتلق أي دعم من المركز خلال الموسمين السابقين فيما يتعلق بالمدخلات الزراعية . ونحن نناشد الجهات ذات الصلة بان ولاية غرب دارفور واعدة ومطمئنة وبها أراضي خصبة وصالحة للزراعة وبها مياه وفيرة فقط تنقصها المدخلات الزراعية وفي حالة تلقيها للدعم من المركز فانها مؤهلة لكي تدعم الاقتصاد الوطني بشكل كبير. كما ذكرت ضرورة دعم الموسم الزراعي عبر التمويل أو برنامج النهضة الزراعية وهنالك تدافع من قبل المواطنين من خلال الجمعيات الزراعية . ماهي جهودكم في إطار عودة النازحين إلي قراهم والمشاركة في الموسم الزراعي؟ نتيجة للاستقرار الأمني الذي تشهده الولاية وما تم بموجبه من تعمير قرى كثيرة ذلك دفع صغار المزارعين للتوسع في الزراعة والعودة التلقائية للاجئين والنازحين. ونحن ركزنا في توزيع التقاوي على القرى القديمة ومعسكرات النازحين حول المدن الكبرى لذلك كانت موجهات الوزارة بضرورة مشاركة ممثلين للنازحين وللمرأة النازحة لأهمية ودور المرأة في تطور النشاط الزراعي مما أوجد ارتياحا كبيرا في وسط النازحين المزارعين ومكنتهم من الحصول على التقاوي . حيث تم توفير (243.350) طن من التقاوي المحسنة لصغار المزارعين. كما بذلت الجهود من حكومة الولاية لتامين الموسم الزراعي من خلال حل النزاعات بين الرعاة والمزارعين والعمل على فتح المسارات لتفادي الاحتكاكات التي تحث مع نهاية كل موسم زراعي . كذلك حرصت الوزارة تمكين النازحين من امتلاك أراضيهم التي هجروها لأكثر من عشرة أعوام نتيجة لظروف الحرب والتي استخدمت من قبل بعض المزارعين . كما أن جهود الإدارة الأهلية وعلى رأسها السلطان سعد بحر الدين سلطان قبيلة المساليت وتمكنهم من حل ومعالجة كثير من النزاعات التي طرأت في بداية الموسم الزراعي . ما هو مدي جهودكم في توفير التمويل اللازم للموسم الزراعي؟ لاشك إن التمويل خلال العام الماضي قد ساعد في توسيع الرقعة الزراعية والذي كان في حدود أربعة آلاف جنيه عبر الجمعيات الزراعية ، بينما شهد هذا العام تمويل حوالي 15 ألف مزارع بما يعادل 8250 جنيه ، وكما ان مضاعفة التمويل أدى إلي نجاح الموسم الزراعي. إضافة إلي ذلك العوامل الأخرى كزيادة الأمطار بمعدلات تفوق المعدل الطبيعي حيث بلغت الإمطار حتى 30 يوليو 370 ملم وفي أغسطس وصلت إلى 450 ملم وهذا المعدل فوق المتوقع وفوق المعدل الطبيعي لذلك نتوقع لهذا الموسم نجاحا باهراً . ونجاح الخريف ونجاح الموسم الزراعي هو حل لكثير من القضايا والمعضلات التي ساهمت في تأجيج الصراع بين سكان الولاية خاصة أن النزاعات والصراعات السابقة أدت إللى نزوح كثير من مواطني ولايات دارفور من مناطقهم. ماهي جهود وزارتكم في إطار التوعية والإرشاد الزراعي ؟ كما إن الغلاء الطاحن الذي ظهر في بداية الموسم الزراعي شجع المزارعين للتوسع في المساحات المزروعة بهدف الخروج من الزراعة التقليدية الى الزراعة من اجل الاكتفاء الذاتي والمساهم في دعم السوق بالمحاصيل الزراعية . وقد ساهمت دورات العمل والورش التي نظمتها الوزارة بالتنسيق مع بعض المنظمات في إرشاد المزارعين وغرس الوعي مما شجعهم للإسهام في دعم الاقتصاد الوطني من خلال الزراعة والتحول من الزراعة التقليدية الى الزراعة المتطورة التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني . حيث تم تدريب عدد 400مزارع مع منظمة كونسيرن في منطقتي صليعة وكلبس، وكما تم تدريب 30 مزارع في موروني والجنينة وهبيلا علي زراعة محاصيل الدخن والذرة والطماطم. ما هي جهود وزارتكم في توطين وإدخال التقانات الحديثة ؟ والوزارة شرعت في نقل التقانة الزراعية والتطور الزراعي والتحول من الزراعة التقليدية للزراعة المتطورة التي تدعم الاقتصاد الوطني من خلال تصدير المنتجات الزراعية كما ان وزير الزراعة المتعافي قد وافق بإنشاء محطة للأبحاث الزراعية بالولاية ، كما ان كل هذه الأمور تساعد علي تطوير الزراعة. ماهي جهودكم في مجال جذب الاستثمار إلي الولاية .. وماهي خططكم؟ تقسيم الولاية تسبب في خروج المشاريع الزراعية القومية من الولاية ، والآن بدأنا دراسات لإعداد مشروعين قوميين هما مشروع هبيلا ومشروع وفور برنقا ونسبه للظروف الاقتصادية وعدم توفر المال اللازم أدي إلي تأخير الدراسات ، ونناشد المركز بتوفير التمويل اللازم حتى نتمكن من قيام هذين المشروعين . ولابد من إتاحة فرصة واسعة للولاية للترويج في مجال الاستثمار الزراعي خاصة في مجال المنتجات النباتية والفواكه والخضروات وفي مقدور الولاية ان تكتفي ذاتيا وتصدر منتجاتها للولايات المجاورة والمركز ولدول الجوار ونحن نحتاج الي دعم و مؤازرة الجميع حتى نتمكن من تطوير العملية الزراعية ونقلها من زراعة تقليدية إلي زراعة حديثة ومتطورة . حدثنا عن المبني الفخم للوزارة والملفت للأنظار ؟ نحن أكثر وزارة مؤسسة ونمتلك بنية تحتية جيدة وتشمل قاعات اجتماعات ومكاتب وأثاثات، وقمنا بعمل عدد من البنيات التحتية ويأتي ذلك بفضل الدعم الاتحادي إضافة لللاستفادة من أموال النهضة الزراعية، وكنا وبكل أسف تعاني من عدم تمويل وتنفيذ مشاريع قومية بالولاية من قبل المركز باستثناء المشتل والذي يعاني الكثير من الاشكاليات الفنية والتي قمنا بنقل ملاحظاتنا الي الدكتور عبد الجبار الامين العام للنهضة الزراعية ابان زيارته مؤخرا للولاية كما عكسنا حوجة الولاية الي مشاريع قومية تمول من قبل النهضة الزراعية . ما مدي رضاكم عن تقسيم الولاية إلي غرب ووسط ... ومدي تأثير ذلك علي الولاية؟ بما أن تقسيم ولايات دارفور هو مطلب لمواطني دارفور وهو من ضمن توصيات ومطالب مؤتمر أهل السودان في كنانة عام 2008م وتم استشارة أهل وأبناء دارفور وتم بناء على موافقتهم ومما لاشك فيه إن تقسيم الولايات وزيادتها إلي خمسة ولايات ساهم في توسيع المشاركة السياسية وتقصير الظل الإداري ولكننا نقول وبكل صراحة أن ولاية غرب دارفور تضررت ضررا بليغا في مسالة تقسيم الأصول ، حيث أن الوزارات والمؤسسات موجودة في أرض الواقع ولكن تم تقسيم المعينات والمحركات بنسبه 50% لكل ولاية ومعظم تلك الأصول المتحركة متهالكة ولدينا ألان أكثر من أربع وزراء لايملكون عربات بالإضافة للدعم المركزي فقد تم تقسيمه بالنصف بين الولايتين وتقسيم الأصول البشرية لم يشمل سواء الكوادر القيادية من الموظفين ولم يشمل العمال ومع ان العمال هم نفسهم موجودين بالولاية إلا إن الدعم تم تقسيمه مناصفة بين الولايتين وبما ان ولاية غرب دارفور هي ولاية خارجة من أزمة ومواردها غير مفعلة ولا توجد بها إيرادات واعتمادها على المركز لذلك هي في حاجة إلي الدعم لكي تساعد في دفع الولاية إلي الأمام . في رأيكم ما هو الحل ؟ في رأي إن المركز عليه أن يعالج المسألة بأسرع مايمكن وعلمنا مؤخرا أن انه تم دعم ولايتي وسط وشرق دارفور ولكنني أقول ان الولايات جميعا أصبحت تحت الإنشاء ، بحكم تقسيم الاصول لذلك لابد من دعم الولاية بالمعينات والعربات ويتم أكمال الدعم الموجود حتى نستطيع معالجة القضايا المالية للولاية . ماذا عن علاقات الوزارة وأثره في نجاح العمل بالوزارة ؟ نجاح أي عمل يتطلب نجاح الجانب الإداري ، لذلك منذ أول اجتماع تم إزالة كل الحواجز وتأكيد دور الإدارات في إنجاح عمل الوزارة لذلك تم إتباع سياسة الفريق الواحد من خلال الاجتماعات الدورية وتنفيذ الخطط و تقييم العمل وهذه الطريقة اتاحت مساحة كبيرة للإدارات الفنية والتنفيذية للاجتهاد من خلال الخطط المطروحة وجعل كل شخص يعمل في مجاله مما جعلنا نعمل في تناغم وتفاهم وهذا ساهم في تطوير العمل ، وهدفنا من ذلك ايضا تطوير الكادر البشري من خلال اشراكهم في الدورات التدريبية بالتعاون مع المنظمات . ونحن الولاية الوحيدة التي لديها لجنة فنية تشارك في تقييم المسح المتعلق بالأمن الغذائي ، كما استطعنا بالتنسيق مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية من الاستفادة من الدورات التي تقام سواء داخل أوخارج السودان . ما مدي حرص الوزارة لاصطحاب شركائها في التخطيط وتنمية الولاية؟ نسبه لأهمية وجود الجسم النقابي الذي يمثل المزارعين بجانبنا ومما يسهم في انجاح خطط وبرامج وزارة الزراعة حرصنا باشراك رئيس اتحاد عام المزراعين بالولاية والمنظمات ذات الصلة في الاجتماعات الدورية التي تقام بالوزارة وذلك لتبادل التجارب و الخبرات لاسيما ونحن نتطلع الي مرحلة تنمية لذلك نطالب المنظمات . ع.امام