سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير فنزويلا بالسودان: - نعلم جميعا ما بذله الرئيس البشير من جهد كبير لإعلاء قيمة شعبه وبلاده. - بلادنا تقف مع السودان ضد كل محاولات التركيع وهيمنة القوى العظمى.
- رغم حداثة العلاقات الدبلوماسية نسبياً بين السودان وفنزويلا إلا أنها تشهد نموا وتطورا مستمراً على كافة الصعد ، بجانب السمات والصفات المشتركة بين البلدين وشعبيهما مما يجعل هذه العلاقات تكتسب طابعا خاصا، وكالة السودان للأنباء جلست مع السفير الفنزويلي في حوار يطوي المسافات المتباعدة بين البلدين ويقرب بين الوجدان المجتمعي بين شعبيهما،فالي محاور (سونا) وإفادات السفير: س: السودان وفنزويلا بلدين تتباعد بينهما المسافات، سعادة السفير نسأل بداية كيف ومتى بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟ ج: شكرا لكم على هذه الفرصة قد لا يعرف الكثيرون ان هناك تشابه كبير بيننا وبينكم رغم المسافة البعيدة كما ذكرتِ منها ان جذورنا العرقية واحدة وهناك تشابه كبير حيث ان 55% من الشعب الفنزويلى من أصول افريقية ونحن في فنزويلا نحمل مشاعر خاصة للأفارقة عامة والشعب السوداني بصفة اخص. في تاريخنا الماضي وفى الوقت الحاضر لدينا رغبة كبيرة في تقوية العلاقات بين بلدينا بصورة اكبر. وقد بدأت الجهود نحو تقوية العلاقات مع قارة إفريقيا منذ عهد الرئيس الراحل شافيز الذي عمل على تقوية العلاقات. ففي السابق كان لدينا 5 سفارات فقط في إفريقيا كلها ، والآن لدينا حوالي 19 سفارة وقسم كامل مختص بالشئون الإفريقية في وزارة الخارجية الفنزويلية. وهكذا أصبحت فنزويلا ثاني دولة في أمريكا الجنوبية في التمثيل الدبلوماسي بإفريقيا بعد كوبا والبرازيل . تبادلت الدولتان العلاقات الدبلوماسية في 2005 ، في الخمس سنوات الأولى كان التمثيل على مستوى " قائم بالأعمال" ثم وجه الرئيس الراحل شافيز بترقية العلاقات إلى مستوى تبادل السفراء ويسعدني ان امثل بلدي وأكون أول سفير للسودان حيث قضيت قرابة العام والنصف س: هل سبق لكم العمل في بلد إفريقي؟ ج: لا لم يسبق لي العمل في بلد إفريقي من قبل ولكن سبق ان عملت في أمريكا وكانت محطتي الأخيرة قبل القدوم إلى السودان في كندا. س: سعادة السفير الاقتصاد مفتاح العلاقات بين الدول ، ما هي جهودكم لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين ؟ ج: نحن نسعى في سبيل تطوير العلاقات الاقتصادية مع السودان ، وكانت الخطوة الأولى هي ترفيع التمثيل الدبلوماسي إلى السفراء ، كما تم عقد لقاء هام بين رجال أعمال فنزوليين وسودانيين (حوالي 27) في ديسمبر الماضي بالخرطوم عبر جمعية رجال الأعمال السودانية -الفنزويلية. وقد أعطى نتائج طيبة كما سيتم اجتماع مماثل بين رجال الأعمال السودانيين ونظرائهم من فنزويلا في بلادنا هذا العام. ومن جانبي أؤكد لكم ان هناك عدد كبير من رجال الأعمال الفنزويليين يرغبون بشدة في الاستثمار بالسودان. س: هل يوجد تبادل تجارى بين البلدين؟ ج: في السابق كان النشاط التجاري محدود، لكننا الآن نتجه حاليا إلى نشاط كبير في مجال النفط ،الزراعة والسياحة وتلك ابرز المجالات التي ابدي رجال الأعمال الرغبة في الاستثمار فيها خاصة محصول الفول السوداني وهناك جهود لتكوين مثلث سوداني -فنزويلي -روسي لتنشيط السياحة فيها. س: ماذا عن التعاون بين السودان وفنزويلا في مجالا الاستثمار؟ ج: نحن الآن في مرحلة الدراسة لمتطلبات كل جانب من الجانب الآخر، ومن جانبنا في السفارة نسعى إلى التنسيق بين الجانبين وعقد اللقاءات لتشجيع رجال الأعمال للدخول في مشاريع ناجحة تعود بالفائدة على الطرفين. س: سعادة السفير بالانتقال إلى محور السياسة... كيف تنظرون إلى مبادرة البشير للحوار الوطني مع القوى السياسية مؤخرا؟ ج: نحن بالطبع نؤيد هذه المبادرة ، الشعوب من حقها ان تختار قادتها وكلنا نعلم ان الرئيس البشير بذل جهدا كبيرا لإعلاء قيمة شعبه وبلاده ونعلم كذلك المؤامرات التي تحاك ضد بلادكم من القوى الامبريالية والبشير يتمتع بشجاعة كبيرة تمكن بها من الوقوف ضد هذه القوى لتأكيد حرية وكرامة شعبه. س: ماذا عن التجارب السياسية في بلادكم وكيف يسير نظام الحكم هناك؟ ج: تتمتع بلادنا بالديمقراطية منذ عهد الرئيس الراحل شافيز وقد أجريت الانتخابات 19 مرة خلال فترة حكمه التي استمرت 14 عام ، ونحرص على إجراء استفتاء عام للشعب للتقرير في شئون البلاد . ينص الدستور الفنزويلى على انتخاب رئيس الدولة كل 5 أعوام ولكن الشعب له الحق في عزله بعد ثلاثة أعوام إذا ثبت فشله في إدارة البلاد وذلك عبر توقيعات تجمع من المواطنين وتكاد تكون فنزويلا الدولة الوحيدة في العالم التي تفعل هذا الإجراء. وقد سبق ان استولت المعارضة على الحكم بمساعدة أمريكا( القوى الامبريالية) وقامت بعزل الرئيس ولكن الشعب كله رفض ذلك وأعاده إلى الحكم مرة أخرى ، وحدث صراع كبير بين الحكومة والمعارضة استغل فيها سلاح البترول وعطلت المعارضة المنشآت البترولية ليتوقف الإنتاج حوالي 6 شهور. ثم دعا الرئيس إلى استفتاء للتقرير في شأن البلاد وكان ان طالب الشعب به مرة أخرى ، والآن حوالي 60% من عائدات البترول ترجع إلى الشعب في صورة خدمات من التعليم والصحة والإسكان التي تتوفر مجانا للمواطن من علاج ودواء ، وقد انتهت الأمية في بلادنا . وأذكر هنا ان فنزويلا تمتلك كميات ضخمة من البترول ، ولعل هذا ما جلب لنا المشاكل مع القوى الامبريالية التي كانت تستغل هذه الثروة لصالحها. س: كيف تنظرون إلى العقوبات الاقتصادية التي تفرض الآن على السودان؟ ج: نحن ضد هذا الأمر تماما ونقف مع السودان ونكاد نعانى من ذات الأمر في فنزويلا التي تدعم فيها المعارضة من القوى الأجنبية ، ونتعرض كلانا في فنزويلا والسودان لمحاولات ( لي الذراع) لكل من يحاول ان يخرج من سيطرة وهيمنة القوى العظمى الامبريالية ، وتشن الحرب النفسية و الحملات الإعلامية المضادة في محاولات فاشلة لاتهام الدولة بالتطرف والإرهاب . والآن نعاملها بالمثل ففي السابق كان في فنزويلا 100 دبلوماسي أمريكي مقابل 17 دبلوماسي فقط لذلك تم تقليص التمثيل الدبلوماسي ليكون بالمثل بين البلدين وتم فرض الحصول على تأشيرة دخول بين البلدين . وأناشد الشعب السوداني التضامن معنا للوقوف ضد هذه القوى المعادية والتي تحاول ان تقضى على فنزويلا تماما كما فعلت في العراق. س: سعادة السفير بادرتم بفكرة مهرجان الصداقة بين الشعوب الذي سينظم 21 مارس الجاري... حدثنا عن فعاليات هذه المناسبة؟ ج: فكرة المهرجان ترتكز على التعبير عن مشاعر التقدير للشعب السوداني وان نقول كلنا ، الجاليات الأجنبية ممثلة في البعثات الدبلوماسية المعتمدة شكرا للكرم والأصالة السودانية والإقامة الطيبة التي وجدناها في السودان ، خاصة وان السودان يضم جاليات كبيرة على سبيل المثال من الصين والفلبين وإثيوبيا وان نعبر لكل العالم عن التضامن والحب والوقوف مع السودان وشعبه. سيكون اللقاء في شارع النيل كل يمثل بلاده بالأزياء الشعبية المتعددة والزاهية الألوان وموسيقانا الوطنية للتعبير عن الصداقة بين الشعوب ، ونتمنى ان نتضامن معا ونلتقي مع بعضنا البعض في شارع النيل كما يلتقي النيل الأبيض مع النيل الأزرق في منطقة المقرن ليكونا نهر النيل الواحد القوى والأطول في العالم. وقد بدأت الاستعدادات منذ 10 أشهر لهذه المناسبة في سفارتنا وخاطبنا كل البعثات والجهات الرسمية المعنية والحمد لله تضافرت كل الجهود ليكون هذا اليوم 21 مارس من كل عام للاحتفال بالتضامن والصداقة مع الشعب السوداني وهو وسيلة للتعبير عن الوقوف مع السودان ضد كل ما يحاك من مؤامرات وفتن خارجية و تأخذ سفارة المغرب وروسيا والبرازيل زمام المبادرة معنا بالتعاون مع وزارة الخارجية وولاية الخرطوم والجهات المعنية الأخرى لإنجاح هذا اليوم. ونتمنى ان يكون مناسبة سنوية تقام كل عام للتعبير عن التضامن مع السودان. س: سبق لكم ان نفذتم هذه الفكرة في سفارتكم بكندا ... حدثنا عن ذلك؟ ج: نعم قمنا بتنفيذ هذه الفكرة التي حققت نجاح كبير في 2011 للتضامن مع المونتريال في كندا وقمنا بجمع كل الجاليات الموجودة للتعبير عن التضامن مع الشعب الكندي بمناسبة إقامة منافسات المونتريال هناك. وسمى مهرجان تضامن أمريكا اللاتينية مع المونتريال وأصبح مناسبة سنوية تقام في أغسطس من كل عام في كندا . س: هل هناك جالية فنزويلية بالسودان؟ ج: ليست هناك أعداد كبيرة للجالية الفنزويلية وقد نكون قلة ولكننا نفعل الكثير. س: حدثنا سعادة السفير عن طبيعة الشعب الفنزويلى وبعض العادات والتقاليد التي تتميزون بها؟ ج: نحن شعب مسالم ، وهناك تشابه كبير بيننا وبينكم في بعض الصفات منها أننا نعشق الحرية ونحرص على تطبيق مبدأ المساواة بين الناس ولا نرضى الظلم لشخص ، وبعد حصول فنزويلا على الاستقلال ، تم تكوين جيش لتحرير كل أمريكا اللاتينية ونجح في مساعدة تحرير كولومبيا والإكوادور و بيرو وبنما وبوليفيا ، وحصول هذه الدول على الاستقلال وهكذا كان أول جيش حر يخرج لتحرير دولة وليس لاستعمارها . ولهذا هناك علم مشترك بين فنزويلاوكولومبيا والإكوادور. وهذا ما شجعنا على المبادرة بفكرة هذا المهرجان وهو ليس مجرد احتفال موسيقى أو غنائي بل للتعبير عن التضامن والوقوف مع السودان.