سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. مصطفى نجم عضو مجلس السلطة الإقليمية لدارفور: -اتفاقية الدوحة لسلام دارفور خاطبت كل المشاكل والقضايا. -في ظل السلام والأمن ستصبح دارفور جنة الله في الأرض. -التدخلات الخارجية وأطماع المصالح لا تتوقف في بلد زاخر بالموارد كالسودان.
- تجرى وكالة السودان للأنباء استطلاعات وحوارات واسعة مع كافة قطاعات المجتمع سياسية وتنفيذية وتشريعية للوقوف على ما تم تنفيذه في دارفور في إطار الاتفاقيات الموقعة ، وفى إطار الجهد الرسمي للدولة عبر الولاة ، فأجرت حوارا شاملا مع دكتور مصطفى نجم البشارى عضو مجلس السلطة الإقليمية لدارفور ، حول التطورات التي شهدتها المنطقة في ظل تطبيق اتفاقيات السلام والوفاء باستحقاقاتها المختلفة ، فالي تفاصيل الحوار: س: بدءاً.. حدثنا دكتور مصطفي نجم البشاري عضو مجلس السلطة الإقليمية لدارفور عن زيارة رئيس الجمهورية المرتقبة لولايات دارفور ؟ المعنى والمغذى؟ ج: زيارة السيد رئيس الجمهورية لكافة الولايات لتأكيد برنامجه الانتخابي الذي طرحه لاستكمال النهضة ولمزيد من الارتباط بالقواعد ، وللوقوف علي أوضاع المواطنين خاصة بعد طرحه لبرنامج الوثبة في يناير 2015 الذي كان من نتائجه الحوار الوطني الذي يجرى الآن. كما أن الرئاسة تريد من تلك الزيارات التأكد على أن الحوار تم في كل ولايات السودان ، فهذه الزيارة مهمة لتأكيد تلاحم القائد مع القاعدة. أما فيما يتعلق بزيارة الرئيس لولايات دارفور، فهي تأكيد على أنها تعيش في أمن واستقرار ، والاستماع إلى الجماهير خاصة أنها صوتت له في الانتخابات الماضية بكثافة . وقطعا للزيارة أهداف أخري سياسية واجتماعية واقتصادية خاصة بعد انحسار التمرد وانكسار شوكته في آخر معاقله بمنطقة جبل مرة، وهى تلبي تطلعات وطموحات المواطنين وتعبئة الجماهير للمزيد من الالتصاق والارتباط ببرنامج الدولة والنهضة الشاملة وهي تأتي في أوقات مهمة جدا للسودان. س: انتهاء الحرب في دارفور واستتباب الأمن والاستقرار يعكس ما يجرى ويبشر بمرحلة جديدة في دارفور؟ ج: الأمن الآن مستتب وانعكس على حركة المواطنين ، المنطقة يجب أن تكون آمنة من كل المعوقات التي تمنع المواطن من حرية الحركة ، فوجود الحركة دليل الأمن والاستقرار، وبالتالي يجب المحافظة علي هذا الوضع بعد القضاء على التمرد ويجب تأمين المناطق ونزع السلاح من المواطنين وأن يصبح في يد الدولة ، ولضرورة بسط هيبتها لتوفير أمن الطرقات عبر إجراءات واضحة وخطة إستراتيجية والمواصلة في بناء السلام وبناء الثقة وجسور التواصل بين المجتمعات المختلفة والقبائل المتحاربة. فالحياة والعيش في ظل السلام والأمان أفضل من حياة الصراع ، ويجب تأمين الحدود مع الجيران من أجل المحافظة علي الأمن والاستقرار ، والتدخلات الخارجية لا يمكن أن تتوقف في بلد فيها موارد ومصالح ، وزيارة الرئيس مهمة وفي وقتها وتأتي في إطار الحوار الوطني الشامل والاستماع إلي نبض الجماهير على الأرض ، أهل دارفور يستحقون هذه الزيارة وفاءا لما قدموه للرئيس في الانتخابات. معلوم أن الحرب في دارفور استمرت لأكثر من 10 سنوات وفي هذه الفترة عاش أهلها أصعب اللحظات من تدمير لمشروعات التنمية الموجودة رغم قلتها وتعطيل المشروعات المطروحة التي بدأت الدولة في تنفيذها ، فالحرب أوقفت كل جهود التنمية في دارفور والذين بادروا بالحرب أردوا أن يقولوا نحن بدأنا ذلك من أجل التنمية. وخلال العشر سنوات ثبت للمواطن أن الحركات المسلحة هي سبب في تدمير جهود التنمية وألحقت ضررا كبيرا بالاستقرار والأمن في دارفور بل على مستوي الأمن الشخصي وفي ممتلكاتهم. وهذه الحرب أصبحت مشكلة كبيره لأهل دارفور وباتوا علي قناعة بأنه لا جدوى من منها لأنهم الخاسرون وهذه القناعات شكلت إطارا جديدا ورؤية جديدة بان لا بد أن تتوقف هذه الحرب . س: الجهود التي بذلتها الحكومة لإيجاد الحلول المرضية لقضية دارفور وتحقيق السلام في مختلف المنابر؟ ج: نعم هنالك جهود كثيرة مرورا باتفاقيات السلام التي تمت ، ودخول عدد من الحركات المسلحة في السلام ، والجهود الداخلية والخارجية مرورا باتفاقية الدوحة للسلام التي شارك فيها أصحاب المصلحة ، فهذه الاتفاقية ليست المثالية لكنها الممكنة التي فرضتها الظروف والواقع وقبلها أهل دارفور وبعدها أصبح لا مجال لأحد أن يقاتل من أجل قضايا اندثرت من قبل ، لان الاتفاقية خاطبت كل المشاكل، والجميع قالوا لا للحرب ، وبالتالي أمر طبيعي انحسار التمرد والعمل العسكري أو العدائي في دارفور. س: هل توجد بؤر للتمرد في منطقة جبل مرة؟ ج: التمرد كان موجود في جبل مرة وغير مؤثر ، ولكن عندما اعتدوا علي القوات النظامية في المنطقة ، كان الرد عملي وحاسم والآن المنطقة حسمت من التمرد وتم إخراج المتمردون من مواقعهم وأصبحت المنطقة تحت سيطرة القوات المسلحة وولاية وسط دارفور، فهذا الاستقرار كان بسبب رغبة المواطنين أولا وبسبب تنفيذ جزء كبير من تطبيق مقررات اتفاقية الدوحة وبسبب ما شهده المواطن من مشروعات التنمية التي نفذتها السلطة الإقليمية لدارفور. س: جهود الدولة والسلطة لتنفيذ بنود اتفاقية الدوحة للسلام في دارفور؟ ج: في المصفوفة الأولي لاتفاقية الدوحة للسلام تم تنفيذ عدد (113) مشروع في ولايات دارفور ، تشمل مدن وقري نموذجية وحفر آبار ومشروعات الانقاذ السريع ومشروعات الإنعاش المبكر كلها جهود ومشاريع نفذت من قبل الدولة والسلطة بدعم من دولة قطر الصديقة وأصبحت المشروعات واقعا. رغم أنها جزء يسير من مشروعات المصفوفة. فالحكومة التزمت بحوالي مليار و200 مليون دولار ودولة قطر التزمت بتمويل جزء كبير من هذه المشروعات وبعض الحكومات الصديقة متمثلة في منظمات الهلال الأحمر السعودي ، وهذه كلها جاءت نتيجة لاتفاقية الدوحة للسلام ، والآن بدأ تنفيذ الجزء الثاني لمصفوفة التنمية في دارفور وتم قبل شهر التوقيع علي أكثر من 100 مشروع جديد . الدولة تبذل جهودا مضنية وملموسة لدفع عجلة التنمية في دارفور وحل المشاكل والسلطة تبذل مجهودات مقدرة أيضا . س: الصراعات والنزاعات القبلية من أسباب تدهور التنمية في الفترة الماضية ، وبعد انحسار التمرد وجهود الدولة في عقد المصالحات .. هل توقفت النزعات القبلية في دارفور؟ ج: النزاعات واحدة من المعوقات الأساسية للتنمية لأنها تؤدي إلي خسارة الموارد البشرية خاصة المنتجة من الشباب الذين يمكن أن يوجه للتنمية ، وهذه الصراعات غبية لأنها ليس لها هدف فهي مستمرة من ثلاثينيات القرن الماضي. والآن والحمد لله بفضل جهود الدولة خاصة ولاة الولايات في دارفور .. وخاصة ولاية شرق دارفور التي يبذل واليها الآن جهودا ممتازة نأمل أن تكلل بالنجاح ، وبعد اشراقات الأمن والسلام في دارفور والمصالحات القبلية سيتجه الجميع للتنمية وستصبح دارفور بمشيئة الله جنة من التنمية لما لها من موارد مادية وبشرية. س: مسار تنفيذ اتفاقية الدوحة للسلام والمشاريع المتعلقة بها وخاصة العودة الطوعية؟ ج: اتفاقية الدوحة ذهبت في مسار طيب للغاية إذا ما قورنت بالاتفاقات السابقة.. ففي الجانب السياسي مثلاً تم تنفيذ عدد كبير من البنود وفى الجانب التنموي هنالك جهود تبذل لتحقيق التنمية في دارفور رغم ضعف الموارد ، والحكومة مرت بظروف معلومة للجميع في الأوضاع المالية بعد انفصال الجنوب، ومع كل ذلك تمكنا من تحقيق الجوانب المرتبطة بالتنمية في الاتفاقية رغم عدم التزام المانحين بدفع ال" 4" مليارات ، فقط قطر هي التي تسعى بجدية لتوفى بالتزاماتها. ومشاريع العودة الطوعية تحتاج إلي قري ، والقرى تحتاج إلي تنمية وتأمين ومشروعات...هنالك عودة طوعية إلا أنها بطيئة وهنالك أناس عادوا إلي قراهم دون الدخول في مشروعات العودة الطوعية ، وهناك جهود تمضى وتتضح الرؤية بعد اكتمال المصفوفة الثانية (ب) للاتفاقية . س: إجراء الاستفتاء الإداري في دارفور ما هي الترتيبات التي تمت حتى الآن؟ ج: الاستفتاء الإداري لدارفور استحقاق دستوري جاء في وثيقة الدوحة للسلام، والإجراءات التي تمت إجراءات مبشرة ، والناس في دارفور سجلوا وبكثافة ، والدولة وفرت المتطلبات وعملت مفوضية مستقلة تقوم بدورها ، والناس تستعد الآن للمرحلة الثانية وهي مرحلة الإدلاء بأصواتهم ، والناس يدركون مساوئ وفوائد الولايات وكذلك محاسن ومساوئ خيار الإقليم ، فالمفوضية قدمت الدعوة لعدد من المنظمات الدولية والوطنية لمراقبة هذا الاستفتاء المقرر له ابريل المقبل. س: تقييمكم لمشاركة أبناء دارفور في مستويات الحكم المختلفة؟ ج: لا تخطى العين.... أن أبناء دارفور ممثلين في كل مستويات الحكم المختلفة فتاريخيا لم يتم تمثيل أبناء دارفور بهذا الحجم في الحكم في السودان ، والآن التمثيل واسع ، ونؤكد أن أبناء دارفور موجودون في كل القطاعات، ونحن في سودان واحد ويمثلنا من يمثلنا ، فالمهم هو خدمة الوطن ، ومن يخدم السودان أفضل من غيره. س:المشاريع التي سيتم افتتاحها إبان زيارة السيد رئيس الجمهورية لولايات دارفور؟ ج: الرئيس سيفتتح عددا من المشروعات التي تتبع للسلطة أو الولايات بتنسيق تام بين الأطراف وتكامل الجهود. س: جهود الدولة في نزع السلاح في ولايات دارفور؟ ج: هنالك جهود مقدرة من الدولة لنزع السلاح عبر مفوضية نزع السلاح وهناك مجهودات قائمة ومرتبه ، كما أنه يجب وضع خطة إستراتيجية طويلة المدى لان السلاح دخل دارفور منذ 1986م أو أيام النهب المسلح في دارفور " 1982م" ويجب التخلص من وجود السلاح في أيدي الناس وان الخطط قصيرة المدى في القضايا الإستراتيجية لا يمكن أن تنجح. س: مغزى وأهمية مشاركة حركات دارفور في الحوار الوطني؟ ج: مشاركة أبناء دارفور في الحوار مطلوبة لأنهم جزء من المشكلة ، ولابد من حوارهم ، فالمشاركة مهمة لأنهم جزء من القضية ففي إطار السلام تحاور الجميع و لازم نتفق علي أن السودان ملك للجميع. وأقول بان عدد من الحركات المسلحة في دارفور شارك في الحوار دون قيد أو شرط وفقا للعفو الذي أعلنه الرئيس وشاركوا بحرية كاملة فمنهم من عاد دون أن يسأل ومنهم من رجع إلي معاقله دون أن يسأل والذين شاركوا ، شاركوا بفعالية . س: أهم مخرجات الحوار المجتمعي في ولايات دارفور؟ ج: الحوار المجتمعي في ولايات دارفور ناقش قضايا كثيرة وبتفاصيل مهمة .. تحدثت عن الفاقد التربوي وعن الأيتام والأرامل والمرأة وعملوا توصيات مهمة بشأن كل هذه القضايا الاجتماعية والخدمية ، كما تمت مناقشة كيف يمكن تطوير الإدارة الأهلية ، حتى تلعب دور ريادي وقيادي في المجتمع لان قضايا المجتمع تطورت ومشاكله تطورت فيجب أن تتقدم الإدارة الأهلية حتى تواكب التسارع المجتمعي في التطور فلذلك تمت مناقشته بجدية في الحوار المجتمعي. س: جنوح الحركات للسلام وعدوى الانشقاقات وتدخلات القوى الخارجية في قضية دارفور والترويج لها في المنابر الخارجية؟ ج: الانشقاقات قد تكون ظاهرة صحية أو غير صحية ، فظاهرة صحية إذا الإنسان اختلف معه في الرأي وليس هنالك طريقه للمواصلة في نفس التكوين والتنظيم فيجب أن يذهب كل إنسان في حال سبيله ، لأنه أفضل طريق للسلام أما ما نراه الآن من صراعات فهو مجرد صراعات شخصية ، ويؤكد أن هذه الحركات ليس لها أجندة وطنية بل أجندات خاصة ، ومن المعروف انه منذ بداية الحرب في دارفور ، تدخلت القوي الخارجية وساهمت في تأجيج الصراع لتحقيق مصالحها ، باعتبار أن دارفور منطقة موارد زاخرة. س: انحراف العمل الإنساني من قبل منظمات المجتمع المدني الدولي لتمرير أجندة استهدافية لتأجيج قضية دارفور؟ ج: المنظمات لديها دور سلبي بجانب دورها الايجابي ولكن ليس بالخبز وحده يحي الإنسان (المنظمات يدسون السم في الدسم). س: تطور العلاقات السودانية التشادية أسهم إسهاما كبيراً في استتباب الأمن في دارفور؟ ج: الصراع بين السودان وتشاد كان صراعا بلا أهداف إستراتيجية بل أن نقاط الالتقاء بين السودان وتشاد كبيره ، فحجم التجارة البينية بين السودان وتشاد كبير ، والمواطنين بينهم مصالح وتربطهما علاقات اجتماعية وإنسانية وسياسية وعلاقة شعب واحد في دولتين ، وليس هنالك حواجز وما تحقق من الاتفاق علي مدي الخمس سنوات الماضية كان عامل رئيسي في تحقيق الأمن والاستقرار في دارفور . كلمة أخيرة؟ نقدم رسالة للمواطنين... يجب الالتزام بالتربية الوطنية العالية وحماية البلد والعمل من أجله ، ويجب نشر الوعي ورفع الحس الوطني وسط الأجيال للمحافظة على ما صنعه الأجداد.