سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البروفيسور قنيف رئيس مجلس أمناء جمعية النخيل السودانية في حوار مع (سونا) : الاهتمام بالبحث العلمي لرفع معدلات إنتاجية التمور يضع السودان فى مقدمة الدول المنتجة
الارتقاء بقطاع النخيل ودعم زراعة التمور وتنشيطها بالسودان حُلم ظل يراود البروفيسور أحمد علي قنيف وفي سبيل تحقيق هذا الحُلم ولدت جمعية فلاحة ورعاية النخيل عام 2003 بفكرة من المهتمين بشجرة النخيل وحرصت الجمعية أن تضع نصب عينيها الارتقاء بالنخيل باقتراح الحلول المناسبة للمشاكل التي يعاني منها القطاع والتعاون مع الجهات البحثية لتطوير إنتاج التمور وتصنيعه بالإضافة إلى تبادل ونشر المعلومات والخبرات مع الجهات الخارجية من منظمات وجمعيات مماثلة. ولمعرفة المزيد عن مسيرة الجمعية وإنجازاتها التي حققتها كان هذا الحوار مع البروفيسور احمد علي قنيف خلال مشاركته بالمؤتمرالعلمي السادس لنخيل التمر الذي نظمته مؤخرا جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بقصر الإمارات . س/ في البدء حدثنا عن نشأة جمعية فلاحة ورعاية النخيل كيف بدأت الفكرة؟ ج/ نشأت جمعية فلاحة ورعاية النخيل في العام 2003 وكانت الفلسفة من نشأتها أن تكون نموذجاً لجمعية طوعية تعمل في مجال التنمية والنهوض بموارد البلاد الطبيعية ممثلة في شجرة النخيل وذلك أسوة بالجمعيات التي تعمل في المجالات الإنسانية والخدمية . س/ لماذا وقع اختياركم على شجرة النخيل ؟ ظلت شجرة نخيل التمر تشكل دائماً محوراً للتنمية وضمان للأمن الغذائي على مدى التاريخ الطويل فهي شجرة للأمن منذ قول الحق تبارك وتعالى لمريم "وهُزِّي إليكِ بجذعِ النخلةِ تُساقِطْ عليكِ رُطَباً جَنِيّاً (25)" -- سورة مريم. وهي إشارة لرمزية شجرة النخيل للأمن الغذائي، إلى جانب أنها شجرة متكاملة الأدوار تعطي الإنسان أكثر من الثمر، فكل مكوناتها يستفيد منها الإنسان . س/ ماذا عن ملاءمة مناخ السودان لإنتاج التمور ؟ السودان يتميز بإمكانيات التوسع في زراعة النخيل أكثر من أي منطقة في العالم لملاءمة المناخ لزراعته ورغم انحصاره في شمال السودان إلا أن الدراسات الأخيرة اثبتت إمكانية امتداد قطاع النخيل جنوبا حتى خط 11 درجة بالقرب من سنار وبذلك يمكن للسودان التوسع في زراعة النخيل، كما يمكن التوسع في زراعتها غربا حيث أن هناك بيئات تلاءم زراعتة كما في كُتم وهي مناطق جيدة لإنتاج التمور ويمكن أيضاً التوسع في زراعتها شرقا كنموذج للبيئات الهشة التي تتطلب تحقيق الأمن الغذائي . س/ حدثنا عن علاقات التعاون بينكم والجمعيات المماثلة خارج السودان ؟ ج/ الجمعية لها علاقات متميزة خارجياً، بدأت علاقات التعاون مع الأخوة بدولة الإمارات منذ نشأة الجمعية بتوقيع الجمعية لاتفاقية توأمة مع جمعية أصدقاء النخلة والمشاركة السنوية في مهرجان النخيل والتمور الدولي بالإمارت الذي تنظمه جائزة خليفة، كما للجمعية علاقات تعاون مع جمعيات النخيل بالأردن ومصر والسعودية وتونس والجزائر والمغرب. ج/ ما هي أهم مساهمات الجمعية لزيادة إنتاج التمور بالسودان ؟ شرعت الجمعية منذ مولدها على توطيد الأواصر بالمنتجين عبر الدورات التدريبية داخليا وخارجيا ومنحهم التقانات وتشجيعهم على إدخال الأصناف العالمية بكميات كبيرة والتي حققت نجاح مستحق، ففي السابق كنا نقتصر على إنتاج الأصناف المحلية الجافة وحاليا أصبح لدينا رصيد من الأصناف العالمية التي توافقت مع البيئة وشكلت نجاحا في كافة الولايات وأصبح عليها اقبال في المناطق التقليدية حتى في ولاية الخرطوم ويظهر ذلك جليا في شوارع الولاية ، كما أن الجمعية تعمل على متابعة التطورات الحديثة لإنتاج التمور وتقوم باخطار المنتجين بآخر المستجدات، كما تعمل الجمعية على استخلاص حبوب اللقاح وحفظها والاستفادة منها فى موسم اللقاح والأغراض الطبية، بالإضافة الى المسح الحقلي للآفات والعمل على مكافحته بالتعاون مع جهات الاختصاص والمنظمات العالمية. س/ ماهي أهم التحديات التي تواجهها الجمعية في الوقت الراهن لتطوير قطاع النخيل؟ ج/ إن أهم التحديات التي تواجه الجمعية لزيادة إنتاج التمور، الاهتمام بالمزيد من البحث العلمي لرفع معدلات الإنتاجية والذي يضع السودان فى مقدمة الدول المنتجة وذلك يرتبط بالاحتياج للكثير من البحوث والدراسات المناخية والبيئية فى ظل ما طرأ على المناخ من ظواهر مؤثرة على الإنتاج، وأهم دور يمكن أن تلعبه الجمعية أن تكون حاضرة وأن تمتلك آخر المعطيات العلمية المختصة بتطوير النخيل في العالم وهذا يكون بحضور الفعاليات العالمية المختصة بالنخيل والاستفادة من البحوث العلمية المقدمة في هذه المؤتمرات . س/ تطوير إنتاج النخيل عالمياً أصبح يحظى باهتمام الدول والمنظمات العالمية ماهي رؤيتكم لمستقبل نخيل التمر ؟ ج/ أخيراً بدأ الاهتمام باستهلاك التمور في العالم باعتباره غذاء آمن ومتكامل وأصبح العالم يهتم بالتمور وادخالها في البيئات المناسبة، فالنخيل موجود في أمريكا منذ أزمنة بعيدة بالمناطق الغربية الجنوبية لأمريكا وتطورت البحوث العلمية ليتم إدخاله حاليا في أوربا وآسيا بمناطق جديدة شبيهه ببيئات النخيل وهو تطور ملحوظ وواضح وبتطوير الإنتاجية يمكن تحريك النشاط الاقتصادي بالسودان بحرصنا على الاستفادة من آخر منجزات البحث العلمي في تطوير القطاع. س/ أفرد مؤتمر نخيل التمر السادس بالإمارات في فعالياته مساحة واسعة للحديث عن الآفات ماهي المشاكل التي تواجه السودان في مجال الآفات وكيف يمكن مواجهتها؟ ج/ هناك الكثير من الآفات والامراض التي تصيب النخيل في العالم وأهم الآفات التي يواجهها قطاع النخيل السوسة الحمراء والتي كلفت العالم الكثير ولازالت البحوث العلمية تبحث في سبل مكافحتها والتي اثبت المسح الأخير لمنظمة العالمية للأغذية والزراعة " الفاو" خلو السودان منها بالإضافة الى مرض البيوض الذي أتى على عشرة مليون نخلة في المغرب لوحدها والسودان حاليا يواجه مشكلة آفة الحشرة القشرية والتي كلفت السودان الكثير والمطلوب من المنتجين المزيد من الاحتياط لمخاطرها. س/ التعاون مع جائزة خليفة خليفة لنخيل التمر والابتكار الزراعي ماهي مخرجات هذا التعاون والفائدة المرجوة منه لقطاع النخيل بالسودان؟ ج/ التعاون مع الجائزة مستمر في ظل الأداء الجيد للجمعية واحدى المخرجات كانت المهرجان الدولي الأول للتمور السودانية بالإضافة الى توقيع مذكرة تفاهم لاستمرار المهرجان في ديسمبر 2019 بالإضافة إلى عمل الجائزة على تطوير قطاع التمور بالسودان بادخال المزيد من الأصناف الرطبة الجديدة والموافقة المبدئية على إنشاء المخازن الباردة في ظل زيادة الإنتاجية والتي تم اعتمادها والسعي معا لإنشاء مركز لتسويق النخيل للتفاعل مع الجهات ذات الصلة . س/ السودان اشتهر بالتمور الجافة هل هناك رؤية لتطوير قطاع التمور الجافة ؟ للجمعية رؤية ثاقبة لتطوير إنتاج التمور الجافة والتي تعد ثروة وراثية كبيرة في ظل المتغيرات الأخيرة والتغيير المناخي القادم يتطلب الحفاظ عليها وايجاد قاعدة من الموارد الوراثية والتي يتميز بها السودان ومعظم الأصناف الجافة من الممكن تحسينها وحصادها وتخزينها بطرق مبسطة وهناك دراسات للتصنيف الوصفي والعلمي للأشجار التي يتم إنتاجها من البذور وهي أصناف جيدة نشأت من اختبارات محلية مما يثبت مدى أهمية ثروة النخيل في السودان. س/ كيف يمكن أن نصل إلى إنتاجية عالية ونحقق العالمية لتمور السودان؟ ج/ الوصول للعالمية يتطلب الاهتمام الحكومي أولاً، فكل العمل والنشاط القائم حاليا محوره الجمعية بينما يفتقر قطاع النخيل لاهتمام الأجهزة التنفيذية ونطالب من هذا المنبر الدولة بأن تولي قطاع النخيل المزيد من الاهتمام والقيام بدورها المنوط به تجاه ثروة قومية وفي حال ما تم إنشاء مركز لتسويق إنتاج التمور السودانية بحسب مقترحنا؛ فإن الباب سيفتح أمام العالم أجمع لتسويق إنتاجنا، كما نطالب الدولة بالمزيد من الاهتمام بالبحث العلمي والذي يمثل مشكلة فقد سبقنا العالم في البحث العلمي في السابق وتدرب الباحثون السودانيون في ارقى جامعات العالم منذ الستينيات من القرن الماضي وكانت بداية لتحقيق نهضة وحاليا لابد من العودة للاهتمام بالبحث العلمي . ونجد اهتمام الدول بقطاع النخيل في تزايد مستمر ونموذج لذلك اهتمام قائد دولة الإمارات الشيخ زايد بقطاع نخيل التمر الذي نظر للمستقبل نظرة ثاقبة وكانت له رؤية شكلت مستقبل رائع لإنتاج التمور بدولة الإمارات . س/ في الختام ماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه منظمة الفاو لتطوير قطاع النخيل في السودان؟ ج/ الفاو ظلت ولازالت تدعم جهود الدولة لتطوير إنتاجية التمور وبحسن تواصلنا مع المنظمة فهي على اتم الاستعداد لتطوير القطاع ونموذج لها تطوير قطاع التمور في نامبيا، فقبل أربعين عام لم تكن نامبيا تعرف شجرة النخيل ووضعت الفاو برنامج لزراعة نخيل التمر والآن نامبيا تصدر التمور إلى فرنسا.