عرف السودان تعدين واستغلال الذهب منذ القدم، وقد أثبتت البحوث الجيولوجية وجود الذهب في مناطق عديدة من القطر تشمل جبال البحر الأحمر، جنوب النيل الأزرق، شمال السودان (من حلفا شمالاً حتى عطبرة شرق وغرب النيل) بجانب شمال وجنوب كردفان وجنوب دارفور فضلاً عن مناطق متفرقة من البلاد. ولعل أهمية جبال البحر الأحمر الجيولوجية قد برزت منذ فترة طويلة وهي المنطقة الأكبر مساحة من ما يسمى بالدرع العربي النوبي المعروف بتنوع رواسبه المعدنية وثرائه بكافة أنواع المعادن، حيث تعتبر الصفيحة الأرضية النوبية جزء من الكتلة الصخرية لشرق إفريقيا وتضم السودان، مصر، اريتريا، إثيوبيا، ويرجع تاريخه إلى أزمة ما قبل العصر الكمبري، وقبل أن يتكون فالق أخدود البحر الأحمر كانت متصلة بشقها الشرقي وهو الصفيحة الأرضية لشبه الجزيرة العربية معظمها في السعودية بالإضافة الى مناطق صغيرة في اليمن والأردن . ولأهمية هذا الدرع شهدت مدينة بورتسودان حاضرة ولاية البحر الأحمر أول مؤتمر للترابط الجيولوجي والتعدين للدول العربية والإفريقية المتأثرة بالتطور الصخري والمعدني للدرع النوبي في العام 1984م، وقد أعلنت وزارة المعادن موخرا عن انعقاد المؤتمر الثاني بمدينة بورتسودان في الفترة من 8-10 أكتوبر المقبل بمشاركة 25 خبيراً أجنبياً إضافة إلى الخبراء الوطنيين بحضور وزير التعدين الاريتري، والمدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية. د. عبد الباقي الجيلاني وزير المعادن أهداف المؤتمر في التعريف بإمكانيات السودان المعدنية، والترويج لها جذباً للاستثمار، ربط الخبرة السودانية بالخبرات العالمية في مجال التطور الصخري والتركيبي والمعدني للدرع النوبي. وعزا الوزير اختيار مدينة بورتسودان لاستضافة المؤتمر الثاني لوقوع أكبر مساحة من الدرع العربي النوبي في ولاية البحر الأحمر، ويوجد بها كذلك أكبر منجم للذهب في السودان (ارياب) في منطقة الهساي وسط جبال البحر الأحمر حيث تمثل جبال البحر الأحمر التوأم الجيولوجي والتعديني للمرتفعات الجبلية في اريتريا حيث تسعى وزارته لخلق تعاون جيوليوجي ميداني عبر الحدود مع اريتريا تحت مسمى (جيولوجيا بلا حدود)، فضلاً عن بناء توأمة ما بين كلية علوم الأرض بجامعة البحر الأحمر ورصيفتها بجامعة أسمرا في مجال الجيولوجيا والتعدين. وأشار الوزير على أن تمويل المؤتمر مناصفة بين وزارة المعادن والشركات العاملة في التعدين وولاية البحر الأحمر حيث تقدم في المؤتمر (17) ورقة عمل تتركز حول الاستفادة القصوى من موارد الدرع العربي النوبي المعدنية لمصلحة شعوب المنطقة. وأضاف أن المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين يشتمل على برنامج مصاحب يحتوي على زيارات ميدانية لمنجم أرياب الذي أنتج حتى الآن حوالي (96) طناً من الذهب كما تشمل الزيارات بعض المناطق السياحية بولاية البحر الأحمر. تجدر الإشارة إلى أنه يسبق قيام المؤتمر مؤتمر جيولوجي تعديني بمدينة أسمرا الاريترية في الفترة من 4-8 أكتوبر، حيث ستكتمل الجهود التي بدأت في أسمرا بمؤتمر بورتسودان الذي ستشارك فيه كافة الشركات العاملة في مجال التعدين بكافة أشكاله ومناطقه. أق