- خلال الفترة 2005 - 2008 م ارتفعت الأسعار العالمية للأغذية الأساسية الي اعلي مستوياتها في غضون 30 عاما وبحلول الأشهر الثماني عشرة الأخيرة من تلك الفترة ارتفع سعر الذرة بنسبة 74% بينما تضاعف سعر الأرز ثلاث مرات تقريبا مسجلا زيادة إجمالية نسبتها 177% هذا بحسب إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة . وفي هذا السياق اندلعت أحداث شغب بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية لدي أكثر من 20 بلدا وأعلن كاتبو الافتتاحيات في الصحف نهاية عصر الأغذية الرخيصة، لكن سرعان ما عادت الي الانخفاض مجددا بنسبة 33في المائة في غضون ستة أشهر بعدما بلغت ذروتها في يونيو 2008 ويعزي ذلك أساسا الي أزمة مالية ومصرفية واسعة زجت بالاقتصاد العالمي في حالة من الركود . غير ان هذا التوجه الهبوطي لم يدم طويلا ففي عام 2010 م عادت أسعار الحبوب الى الا رتفاع بنسبة 50% واستمرت علي هذا المنوال في 2011م قبل ان تتراجع بعض الشئ في الفصل الثاني من 2011م . ويعتقد الخبراء الاقتصاديون ان حركة ارتفاع الأسعار وانخفاضها مرارا وتكرارا منذ سنوات ستظهر كل فترة ، أي من المتوقع استمرار (تطاير أسعار الأغذية) وهي العبارة التقنية لوصف هذه الظاهرة . ويعد تأرجح الأسعار لا سيما صمودا يشكل تهديدا أساسيا للأمن الغذائي في البلدان النامية والفقراء الذين هم الأشد تضررا بتقلبات الأسعار. فوفقا للينك الدولي وضح ارتفاع الأغذية المتزايد خلال الفترة 2010 - 2011م بنحو 70مليون شخص الي حالة من الفقر المدقع وهذا نذير سئ . الشعار الذي أطلق هذا العام للاحتفال باليوم العالمي للغذاء العالمي (أسعار الأغذية - من التأزم الي الاستقرار) يهدف الى إلقاء الضوء علي هذا الاتجاه وإبراز الخطوات الضرورية للحد من تداعيات ذلك علي الفئات الأكثر عرضه للضرر . وفيما يتعلق بالبلدان المستوردة للأغذية فقد تضررت البلدان الفقيرة بالذات نتيجة الارتفاع الحاد للأسعار حيث تصبح تكلفة استيراد الأغذية لتلبية احتياجات سكانها باهظة حيث في عام 2010م انفقت بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض في العالم مبلغا قياسيا مقداره 164 مليار دولار علي الواردات مما يمثل ارتفاعا قدره 20% مقارنة بالعام الماضي . اما فيما يتعلق بالأفراد فقد يخسر من يعيش بأقل من 125 دولارا يوميا وجبة غذائية كل يوم بسبب ارتفاع الأسعار ويتأثر المزارعون بدورهم لأنهم بحاجة ماسة الي معرفة السعر الذي ستدره محاصيلهم عند الحصاد بعد بضعة أشهر وهم سيزرعون كميات أكبر في حالة توقع ارتفاع الأسعار اما في حالة الأسعار المنخفضة سيزرعون كميات اقل ويحدون من تكاليفهم . بهذه الإفادات عن الجهات المتخصصة أصبحت الحوجة الي ثورة خضراء في بلد مثل السودان واجبا ويجب علي الجميع الاتحاد وتفعيل الشراكات الذكية مع الجهات ذات الصلة ورأس المال الوطني لاستثمار هذه الأراضي المسطحة الممتدة التي تزرع بسواعد بنيها . ع و