احتفل السودان هذا العام بدحر الملاريا في اليوم العالمي لمكافحتها تحت شعار " استثمر في دحر الملاريا" حفاظا على المكاسب وانقاذا للأرواح" . وكانت مكافحة الملاريا قد نجحت في العقد السابق في خفض نسبة الإصابة بها معتمدة على الإمكانيات واستثمار الجهود في المكافحة وعليه فإن الاستثمار في دحر الملاريا حاليا يشكل مفترق طريق حاسم في تاريخ المكافحة . ولقد خلق "الاستثمار في الملاريا حركة غير مسبوقة واتى بنتائج باهرة حيث تقلصت الوفاة بسبب الملاريا إلى الثلث في إفريقيا وبلدان أخرى ، بخلاف افريقيا تقلصت الاصابة بالملاريا إلى 50% في 35 دولة من عدد 53 دولة متاثرة بالملاريا، كما تقلصت نسبة وفيات الأطفال إلى ما يقارب ال 20% في الدول التي تحسنت فيها خدمات الملاريا وعلى الرغم من كل هذه المكاسب فإنها قابلة للتصدع والانتكاسة ما لم تصبح الملاريا أسبقية عالمية وإقليمية ومحلية لصانعي القرار والمانحين وبالرغم من الحالة الاقتصادية المتردية حاليا لابد لمساعدات التنمية أن تستمر في التدفق لدعم البرامج الوطنية لمحافحة الملاريا ولتوفير التغطية الواسعة بخدمات إنقاذ الحياة والنشاطات ذات المردود العالي ن بالإضافة إلى الإستثمار في البحوث الجارية للتغلب على العقبات التي تبرز اثناء المكافحة. مدير البرنامج القومي لمكافحة الملاريا د. خالد عبدالمطلب قال خلال مخاطبتة الاحتفال باليوم العالمي للملاريا بولاية كسلا في الفترة من 5 - 8 مايو الجاري إن استقرار جهود المكافحة هي في حد ذاتها استثمار في التنمية . وأضاف إن التدابير الوقائية والمكافحة ساهمت في خفض الإصابة بنسبة 80% والوفيات إلى 60% حيث أن الإصابات بلغت 2 مليون مقارنة ب 8 مليون من عام الأساس 2000م . وأعلن منع التشخيص السريري للملاريا (بدون فحص) ما لم يتم الوثوق منه معمليا بالإضافة إلى منع تداول استخدام علاج الحقن الزيتية إلا في الحالات الوخيمة حسب موجهات منظمة الصحة العالمية . ونوه إلى أجراء دراسات من قبل الخبراء لتقويم أداء البرنامج القومي لمكافحة الملاريا خلال العشرة سنوات السابقة للوقوف على حجم الفجوة في المدخلات والتمويل. وكشف مدير البرنامج القومي لمكافحة الملاريا عن وجود ومؤشرات أولية لمقاومة ناقل الملاريا للمبيدات ومازالت الدراسات مستمرة . وقال إنه اتضح أن بعض الولايات بها مخزون منتهي الصلاحية لا تستطيع الولاية وحدها التخلص منه لذا لابد من مركزة المبيدات وعدم ترك شأنها للولاية. والذي يجدر ذكره أن احتفال هذا العام جاء بعد مرور اثني عشر عاما على قمة دحر الملاريا التي عقدت بالعاصمة النيجرية أبوجا في أبريل عام 2000 بحضور ممثلي 53 دولة وبحضور الرئيس السوداني مما يؤكد التزام الدولة السياسي بمكافحة الملاريا ، وقد حقق السودان منذ أن وقع اعلان ابوجا خفض الإصابة إلى أكثر من 50% بنهاية 2010 م متجاوزا ما تعاهد عليه القادة الأفارقة مؤمنا بالتوسع في مشروع المناطق الخالية من الملاريا والتغطية الشاملة بالناموسيات المشبعة حسب الولايات المستهدفة متجاوزا التحديات التي تواجة برنامج المكافحة في إمكانية تحريك الجهود نحو الاستثمار في دحر الملاريا لضمان استمرارية المحافظة على المكتسبات التي تحققت خلال الفترة السابقة من خفض للوفيات بسبب الملاريا بجانب توفير المكون المحلي على كافة المستويات من أولويات المرحلة القادمة لضمان استمرارية أعمال المكافحة. ع ش