بكين 16 مايو/ش - برناما/-- وصل الوضع في سوريا إلى مفترق طرق بعد ان قررت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية يوم الإثنين تأجيل موعد انعقاد ملتقى المعارضة السورية الذى كان مقررا عقده يومى 16 و17 مايو الجاري إلى أجل غير مسمي. ومع وصول المزيد من دفعات المراقبين الدوليين إلى سوريا، تواصلت اعمال العنف والهجمات والتفجيرات لتستهدف مؤسسات رسمية ومدنيين أبرياء وحتى احد مواكب المراقبين الدوليين. وأشار مراقبون صينيون إلى ان الوضع في سوريا لا يدعو للتفاؤل وستبقى الخلافات والنزاعات بين جميع الأطراف لأمد طويل. -- تباين المواقف يقود إلى تأجيل ملتقى المعارضة السورية جاء قرار تأجيل موعد انعقاد ملتقى المعارضة السورية بعد ان تلقت الأمانة العامة طلبا بالتأجيل من قبل كل من المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي. وكان مجلس وزراء الخارجية العرب قد حدد موعد هذا الملتقى في اجتماعه الأخير في 26 أبريل. وأجرت الأمانة العامة، بالتنسيق والتشاور مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، المشاورات والتحضيرات اللازمة لانعقاده مع مختلف أطراف المعارضة السورية. وقد أعلنت هيئة التنسيق السورية المعارضة رغبتها في تأجيل المؤتمر لتوحيد صفوف المعارضة السورية تحت رعاية الجامعة العربية. وطالب رئيس المكتب الإعلامي للهيئة منذر خدام، في بيان صحفي نشر في دمشق، بتأجيل المؤتمر لنحو أسبوعين من أجل تلافي الثغرات التنظيمية والسياسية في تحضيراته، داعيا إلى " تشكيل لجنة تحضيرية تضم نخبة من السوريين ممن يتميزون بالكفاءة والصفة التمثيلية للطيف السياسي السوري المعارض ككل". وقال روان تسونغ تسه، نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية والذي اختتم زيارته لسوريا قبل أيام، إن تباين المواقف ادى إلى تأجيل عقد المؤتمر. وأوضح روان ان المعارضة السورية تنقسم إلي أجزاء من بينها المعارضة داخل سوريا والمعارضة خارج سوريا ولكل منها نوايا وأهداف سياسية مختلفة، مشيرا إلي انه من الصعب ان تتحول هذه الاجزاء إلى قوى موحدة وتتوصل إلى هدف سياسي واحد وواضح. وتابع الخبير الصيني قائلا إن جامعة الدول العربية لا تجد في الوقت الراهن كتلة رئيسية من المعارضة السورية للتعاون معها للبحث عن حل للقضية السورية. -- في ظل المراقبة الدولية: وضع هادئ رغم خوف الشارع تبنى مجلس الأمن الدولي في 21 أبريل الماضي قرارا يقضي بإرسال 300 مراقب إلى سوريا خلال 15 يوما لمراقبة وقف إطلاق النار ولفترة مبدئية مدتها 90 يوما، ومع بدء وصول المراقبين الدوليين إلى سوريا ونشرهم فى محافظات درعا )جنوب( وادلب )شمال غرب( وحماة وحمص )وسط(، إضافة إلى العاصمة دمشق وثاني اكبر المدن حلب، بدأ يسير الوضع في البلاد نحو الهدوء. وقال الجنرال النرويجي روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا إن "هناك أكثر من 50 دولة تشارك في هذه المهمة" و" نحن نعمل معا من أجل مساندة الشعب السوري الذي استقبلنا بشكل ممتاز وهم يفهمون تماما إننا نعمل لمساعدتهم ولمسنا حسن الضيافة منهم حتى من قبل الاشخاص الذين فقدوا أحباءهم". مشيرا فى الوقت نفسه إلى وجود "هاوية من الشكوك يدعمها العنف الذي يؤدي إلى مزيد من العنف" . ورغم وجود بعثة المراقبين الدوليين في معظم المحافظات السورية، لم تتوقف الاضطرابات الأمنية ولم يعد الهدوء بشكل تام إلى البلاد بل يخيم شبح اعمال العنف والهجمات على سوريا حكومة وشعبا وحتى على المراقبين الدوليين. وفى هذا الصدد، أعلن المتحدث الرسمي باسم الأممالمتحدة مارتين نسيركى يوم الاثنين أن بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة في سوريا أكدت أن أحد عرباتها أصيبت برصاصة يوم الأحد بالقرب من مدينة حمص. وقال نسيركى في مؤتمر صحفى عقد في مقر الأممالمتحدة بنيويورك إنه "لا توجد إصابات بين مراقبي حفظ السلام ، ولا توجد أضرار جسيمة"، وأضاف بقوله "لم يتضح من الذي أطلق الرصاصة على مراقبي حفظ السلام ". وفى الوقت نفسه، اغتالت مجموعة مسلحة يوم الاثنين أحد شيوخ عشيرة العكيدات وولده وسائقه بمحافظة دير الزور الواقعة فى شمال شرق سوريا. ومن أمثلة الهجمات الإرهابية أيضا التفجيران الانتحاريان اللذان هزا مجمعا استخباراتيا في دمشق في العاشر من الشهر الجاري واسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 55 شخصا وإصابة 370 آخرين وكذا الاعتداء الذي تعرض له موكب لبعثة المراقبين في محافظة درعا في التاسع من الشهر الجاري. وفي هذا الاطار ، أعرب آن هوي هو سفير الصين السابق لدي مصر وتونس عن اعتقاده بأن المعارضة فى سوريا غيرت استراتيجيتها بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار وقدوم المراقبين الدوليين. وقال إن المعارضة لا تقاتل الجيش الحكومي بالأسلحة وإنما تلجأ إلى اعمال العنف والتفجيرات كى يؤدى ذلك إلى تدهور الأوضاع بهدف إفشال خطة أنان وخلص الديبلوماسي الصيني السابق إلى ان تصعيد الوضع لن يساعد في حل الخلافات وان الحوار بين حكومة دمشق وكافة أطراف المعارضة هو الخيار الوحيد لتسوية الأزمة الحالية. ن*ع