مما لاشك فيه إن الإتفاق الذي توصل اليه وفدا التفاوض بين دولتي السودان وجنوب السودان أمس الاول في اديس ابابا بشأن النفط يمثل اولي الخطوات في معالجة القضايا الاقتصادية التي واجهت البلدين عقب إيقاف الجنوب لتصدير النفط عبر الخط الناقل في السودان حيث وجد الاتفاق ترحيبا من مجلس السلم الأمن الافريقي والدول الكبري بالاضافة الي الدول الاقليمية . الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس حزب المؤتمر الوطنى للشئون السياسية رحب بالاتفاق ووصفه بالمجزى, مؤكداًاهتمام الدولة بمعالجة قضية الجنوب باعتبارها الهم الأول. ورهن سيادته التوصل الى الاتفاق النهائي مع دولة الجنوب برفع يدها نهائيا وقطع صلتها بحركات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. من ناحيته أشاد مجلس السلم والامن الافريقى بالاتفاق الذى توصل اليه وفدا السودان وجنوب السودان المتعلق بتصدير نفط الجنوب عبر ميناء بورتسودان . واكد المجلس دعمه لقرار الطرفين بتكوين لجنة مشتركة بمساندة اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الافريقي وذلك لحشد المساعدات المالية لمقابلة الاحتياجات الملحة للدولتين وطالب برفع كل العقوبات المفروضة على السودان وحث الدول المانحة بالاسراع فى اعفاء ديونها عن السودان . واضاف المجلس ان المساعدات المالية التى تسعى اللجنة لحشدها ستدعم بصورة كبيرة تحقيق السلام بين السودان وجنوب السودان. وأكد المجلس في بيان اصدره امس الاول علي ضرورة الاسراع فى معالجة القضايا الامنية من اجل تعزيز الثقة بين الدولتين مطالبا الاطراف بالالتزام التام وغير المشروط بخارطة طريق الاتحاد الافريقي المتعلقة بسحب الطرفين لقواتهم المسلحة الى حدود كل منهما والامتناع عن ايواء ومساعدة المجموعات المتمردة ضد الاخر . وأكد وفد السودان لمفاوضات أديس أبابا مع وفد حكومة جنوب السودان علي أهمية أن تشهد الفترة الانتقالية تعاوناً بين الخرطوم وجوبا حتى تصبح الدولتان قابلتان للنمو والازدهار منتقداً الأرقام التي قامت بعض الصحف بنشرها حول رسوم العبور ضمن الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في أديس أبابا . وقال المهندس عوض عبد الفتاح وكيل وزارة النفط في تصريح لوكالة السودان للإنباء" توصلنا لاتفاق نهائي مع دولة الجنوب بشأن عبور النفط ". وقال سيادته لسونا فيما يتعلق بالملفات الاخرى قيد التفاوض مع دولة جنوب السودان "نتوقع انفراجا في ملفات التفاوض الأخرى". و قال الناطق الرسمي باسم وفد السودان المفاوض د.مطرف صديق في تصريحات لسونا عقب عودة الوفد الى الخرطوم صباح السبت أن الطرفين توصلا لتفاهمات بشأن النفط "تعد معقولة" مبينا إنها توجت باتفاق مساء الأمس موضحاً بأن الاتفاق لا يلبي طموح الطرفين وكشف عن بداية تنفيذه عقب التوصل لتفاهمات بشأن القضايا الأمنية عقب عيد الفطر المبارك . وأشار الوفد في بيان لوكالة السودان للأنباء (سونا) إلى أن الطرفين قد توصلا لاتفاق كامل تحت رعاية الهيئة الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو مبيكي، حول مسألة النفط والدفعيات المتعلقة به. وقال البيان أن الاتفاق يشتمل علي جزأين يتعلق الأول منهما بدفعيات إنتقالية مبنية علي المبدأ المتفق عليه بين الطرفين والهيئة رفيعة المستوى بأن تكون هناك فترة إنتقالية مدتها ثلاث سنوات ونصف تتعاون فيها الدولتان بحيث تصبحان دولتين قابلتين للنمو والازدهار . وأكد البيان أن الهدف من ذلك هو تقليل الأثر السلبي خلال هذه الفترة الإنتقالية علي اقتصاد السودان بفعل توقف إيرادات النفط المنتج في الجنوب وفي ذات الوقت لتتمكن دولة جنوب السودان من بناء الدولة الجديدة الوليدة وتطوير الخدمات الأساسية فيها. وأشار البيان الي أن الجزء الثاني من الاتفاق يتعلق برسم العبور السيادي ورسوم الخدمات التي تشمل المعالجة المركزية في هجليج والجبلين والنقل عبر خطي الأنابيب إضافة لخدمات ميناء التصدير . وعبر وفد حكومة السودان عن أمله في أن يمهد هذا الاتفاق الطريق لاتفاق شامل حول المسائل المتبقية الأخرى وبصفة خاصة الترتيبات التي ستؤدى إلى حدود آمنه بين البلدين تمكن من انسياب النفط والتجارة والبضائع وحركة المواطنين عبر الحدود بينهما. واكد البيان أن الأرقام التي أوردتها الصحافة حول رسوم العبور والخدمات وغيرها، لم تكن دقيقة بيد أن ما ورد عن الاتفاق عموماً صحيح في مجمله. وأكد البيان أنه وفي تقدير وفد السودان فإن هذا الاتفاق مرض للدولتين و انه يجب النظر إلى عملية التفاوض بأنها أخذ وعطاء. وفى ذات الصعيد رحب الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم بالاتفاق حول النفط الذي وقع بين السودان ودولة الجنوب . وقال اوباما في بيان صادر عن البيت الابيض ان "هذا الاتفاق يفتح الباب امام ازدهار اكبر لشعبي البلدين". واضاف "يستحق رئيسا السودان وجنوب السودان التهنئة بهذا الاتفاق وبتوصلهما الى تسوية في شان موضوع بالغ الاهمية كهذا " انني ارحب بجهود المجتمع الدولي الذي توحد لتشجيع ودعم الطرفين سعيا الى حل".واعرب اوباما عن "امتنانه" للجهود التي بذلها الاتحاد الافريقي بقيادة الرئيس السابق لجنوب افريقيا ثابو مبيكي الذي تولى الوساطة بين البلدين. واشاد اوباما بهذا الاتفاق داعيا الى "تطبيقه فورا لتقديم مساعدة انسانية الى الاشخاص في تلك المناطق". وقال اوباما "اشجع الاطراف على الاستفادة من هذا التقدم لحل النزاعات المتبقية على الحدود والمسائل الامنية"، لافتا الى ان الولاياتالمتحدة ستواصل دعم الجهود من اجل "سلام دائم" بين السودانين. كما اشادت وزيرة الخارجية الامريكمية هيلارى كلينتون بما أسمته "شجاعة قادة جمهورية جنوب السودان في اتخاذ هذا القرار".واضافت الوزيرة الاميركية "كان ينبغي تجاوز هذا المأزق من اجل مصلحة شعب جنوب السودان وتطلعاته الى مستقبل افضل في ظل تحديات اخرى مقبلة".وأضافت "بالنسبة الى السودان ايضا، يوفر هذا الاتفاق سبيلا للخروج من التوتر الاقتصادي الراهن. جدير بالذكر ان وفد السودان المفاوض بأديس أبابا مع وفد دولة جنوب السودان أنهى جولة مفاوضات امتدت ثلاثة أسابيع ناقشت قضايا الأمن مع دولة جنوب السودان و قضايا النفط و الحدود و منطقة أبيي كما شملت المباحثات قضية المناطق الأمنية منزوعة السلاح علي الحدود بين الدولتين و انسحاب قوات كل طرف الى داخل حدوده و وقف دعم و إيواء الحركات المتمردة و فك ارتباط جنوب السودان بالفرقتين التاسعة و العاشرة بجنوب كردفان والنيل الأزرق. ن ف