- تعتبر الغابات من الثروات المتجددة التي وهبها الخالق سبحانه وتعالى للإنسان فهي ليست مجرد مساحات كبيرة من الأرض تسود فيها الأشجار فقط ولكنها نظم بيئية مكونة من مجموعات من الوحدات الإحيائية (نباتية وحيوانية) تعمل علي حفظ التوازن البيئي والاقتصادي في آن واحد ولها فوائد كثيرة اذ تعتبر الغابات من المصانع الطبيعية الضخمة التي تقوم بواسطتها عملية البناء الضوئي بتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كيماوية عن طريق امتصاص غاز co2 و إطلاق غاز o2 ، ولا أحد يجهل أهمية الأوكسجين للإنسان و الحيوان وهذا ما يفسر لنا مدى ارتباط الحياة الإنسانية بوجود الغابات الطبيعية وبسلامتها. وكذلك هناك التأثير الواضح للغابات علي المناخ حيث تعمل علي تخفيف حدة الرياح وتساهم في رفع قيمة الرطوبة الجوية بشكل محسوس كما تؤثر الغابات على تكوين التربة وتحد من انجرافها وتخفف من الانسياب السطحي لمياه الأمطار إلى حد كبير وهي بذلك تتصدى للسيول والفيضانات اذ تقوم بدور المنظم للمياه وتسهم انتظام تدفق مياه الينابيع و الأنهار وتسهل من عملية تسرب المياه داخل التربة لتغذية المياه الجوفية ، كما تقوم الغابة بدور المصفاة الطبيعية للغبار والدخان وغيرها من ملوثات الجو وتساهم بصورة جزئية في تنقية الجو بشكل عام هذا الى جانب ان الغابات تعتبر مصدرا للأخشاب والمواد الأخرى التي تلعب دورا هاما في الحياة المعاصرة وقد حظيت الغابات بالاهتمام من اعلي السلطات حتي ارتفعت نسبة الحجز الغابي الي 9,5 مليون فدان .. وإستشعارا للخطر من جراء إزالة الغابات وخطورة تدهورها وما ينجم عنه من جفاف وتصحر قامت الهيئه القومية للغابات بعقد مؤتمرها السنوي ال19 بمباني الهيئة القومية للغابات في الفترة من 24- 27- فبراير الحالي تحت شعار ( نحو نفرة شاملة لحماية وإعمار الغابات ) حيث دعا د. حسن هلال وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية لضرورة مواكبة الدستور القادم للمُتغيِّرات البيئية، وأن تتصالح متطلبات التنمية مع البيئة، وأكد سعي الدولة للحفاظ على الموارد الطبيعية والغابات بصفة خاصة عبر التشدد في القوانين ووضع تشريعات جديدة، وأشار الى أن أسس وإستراتيجيات الدولة التنموية قائمة على الاهتمام بالموارد الطبيعية عامة والمتجددة منها بصفة خاصة ومنها الغابات كما أكد استمرار الجهود لزيادة حجم الإنتاج من الصمغ الذي قال إنه وصل العام الماضي ل (50) ألف طن، وارتفاع عائداته لما يزيد عن (80) مليون دولار، وأبان أنهم يستهدفون الوصول ل (100) ألف طن لكفاية حاجة الاستهلاك العالمي منه وقال ان الاسترا تيجية القومية الشاملة (1992- 2002م ) والربع قرنية والنفرة الخضراء والنهضة الزراعية قد حددت ان يتم حجز 25% من مساحة البلاد كغابات. وأكد المدير العام للهيئة القومية للغابات الدكتور عبد العظيم ميرغني لدي مخاطبته المؤتمر ان الغابات تساهم بدعم للخزينة العامة من الصادرات السنوية باكثر من 100 مليون دولار بجانب توفير أعلاف للقطيع القومي وعمالة وخدمات في الارياف كما توفر حوالي 2.5 مليار دولار سنويا من حطب الوقود واكثر من 600 مليون دولار سنويا من المنتجات الخشبية واضاف ان اتاحة الفرصة لادارة الغابات من قبل الحكومة وفر لها قدرا من الاستقلالية للهيئة حيث تم انشاء صندوق مالي بهدف تكثيف التشجير واعادة التعمير. من جهته أكد رئيس السلطة الإقليمية لدارفور د. التجاني سيسي أن الاستثمار في البيئة والتنمية المستدامة يساهم في تقليل النزاعات ويهيئ المناخ السليم مما يمكن من بناء السلام وتحقيق تنمية ريفية مستدامة وابان إن السلطة أنشأت وزارة اهتمت بالغابات والبيئة وتتمثل أهدافها في تطوير قطاع الغابات ووضع خطط إستراتيجية لحماية البيئة وتقليل النزاعات وترشيد استخدام الموارد وتحقيق الأمن الغذائي وفتح المسارات وبناء القدرات، مؤكداً أهمية وضع سياسات وآليات للتكيف مع المستجدات وتطوير التقنيات ورفع القدرات للتنبؤ بمستقبل (الغابات) كما أشار د. التجاني سيسي في المؤتمر إلى أن السلطة أعدت خطة متكاملة لتطوير القطاع الغابي بدارفور يتم عرضها على المانحين في أبريل القادم بالدوحة؛ بهدف حشد جهود المانحين لتوفير الدعم المالي للارتقاء بهذا القطاع الاقتصادي الحيوي. وكما هو معلوم تشير المعلومات الي ان السودان يتمتع بغابات وباشجار مختلفة اهمها شجرة السدر التي تنتشر في وسط وشمال السودان على طول نهر النيل وروافده وشجرة السنط باواسط السودان وكردفان ودارفور وشجرة الطلح بانتشار واسع في كل انحاء السودان تقريباً خاصة السهول الطينية من وسط السودان والنيل الازرق وسنار والجزيرة والنيل الابيض والقضارف وكسلا وكردفان ودارفور الى جانب اشجار الهشاب بسواحل البحر الاحمر والهجليج الذي ينتشر فى كل السودان حتى الحدود الشماليةواشجار التبلدي ذات الانتشار المحدود. ع ح