يعتبر التعليم العام أساس التنمية البشرية المتعلقة ببناء القدرات وتوظيفها وهو إسهام فاعل في التنمية الشاملة بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، فالدور الذي يؤديه التعليم يتعاظم كل يوم في ظل عالم متقارب زمانا ومكانا بفضل تنمية معلوماته ومتفاوت اقتصاديا وامتلاكا لتقنياته بقدر كسبه من التعليم ، لذلك جاءت رسالة وزارة التربية والتعليم قائدة عمليات التغيير والإصلاح المتجدد مبنية علي المعلومات الموثوقة ، وذلك عبر تطوير الإدارة التربوية والخدمة العامة وصولا للجودة والتميز ، بتطوير الموارد البشرية بأحدث التقنيات ، بجانب خلق شراكة فاعلة لتوفير الحد الأعلي من التعليم بالمسارعة بتحقيق ما تبقي من أهداف الألفية الثالثة وبلورة الإحياء الثقافي في المناهج التربوية مع الأخذ بمبادئ التعليم للجميع . و تحقيقا لهذه المبادرة تم مؤخرا عقد الملتقي التنسيقي الرابع والعشرون لوزراء التربية ومديري التعليم بالولايات ، تحت شعار (تجويد التعليم لضمان جودة مخرجاته) بولاية النيل الأبيض بمدينة كنانة دعما لمسيرة التعليم وتحسين البيئة المدرسية بالبلاد. و تضع وزارة التربية والتعليم سياساتها العامة وفقا للموجهات الوطنية والاتفاقيات الدولية والوضع الحالي للتعليم أهمها إتاحة فرص التعلم سعيا نحو تحقيق التوازن في فرصه بين الولايات والفئات ومن ثم تعميمه وإلزاميته مع اعتماد التخطيط التربوي الإستراتيجي لتطوير قاعدة البيانات التربوية لتطوير أعمال الامتحانات والتقويم التربوي بهدف تمكين جميع الناجحين في شهادة التعليم الأساسي من مواصلة التعليم الثانوي لترقية نوعية التعليم بجانب تأمين فرص التعليم للفئات الخاصة والفئات المتأثرة بالحروب والنزاعات والذين فاتهم قطار التعليم ومن هم في سن التعليم العام ، وربطه باحتياجات المجتمع ، كما تنحو سياسات التربية والتعليم إلي تطوير المناهج وما تحويه وتقويمها لمواكبة المستحدثات وتلبية حاجات الدارسين ، لتمكين التعليم والعناية بالمعلم اختيارا وإعدادا وتأهيلا وتدريبا وتحسينا لوضعه ، والسعي لتثبيت دعائم السلام وتحقيق الأمن الاجتماعي وتمتين أواصر الوحدة بالحفاظ علي الهوية من خلال الحفاظ علي المناهج والأنشطة التربوية وذلك بالتنسيق مع الوزارة والولايات والجهات ذات الصلة بالعمل التربوي بهدف تنفيذ أولويات توصيات المؤتمر القومي للتعليم، وإصلاح وتطوير المنهج ومعينات التعليم والتدريس خاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا وبالتوسع في تحسين إعداد وتدريب المعلمين بالإضافة للسعي في إيجاد مصادر تمويل كافية لتمويل التعليم ، لتحقيق العدالة والمساواة في فرص التعليم مع إعطاء عناية خاصة بتعليم ذو الحاجات الخاصة والاهتمام بتطوير مناهم تلائم الأطفال في سن التعليم قبل المدرسي ومناهج موازية للأطفال خارج المدرسة. ووفقا لإحصائيات العام الدراسي 2012م-2013 من مكاتب الإحصاء والتخطيط بولايات السودان بلغ عدد الرياض 097ر15 روضة بها 380ر830 طفل وطفلة بالإضافة لعدد 841ر29 مشرفا ، كما بلغت نسبة الاستيعاب 4ر39% تتفاوت هذه النسبة بين الولايات حيث بلغت أقصاها بولاية نهر النيل 9ر72% وأدناها في ولاية شرق دارفور حيث وصلت 4ر11% مما يتطلب الكثير في الخطة الخمسية القادمة. فيما بلغ عدد التلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي بالسودان 805332 بنين وبنات بمعدل 3ر79% ، وبلغ عدد المعلمين بمرحلة الأساس بالسودان 381ر170 معلم ومعلمة بلغت نسبة المعلمين المدربين 3ر63. بالنسبة للكتاب المدرسي والمستفيدين من التغذية المدرسية استطاعت ولاية نهر النيل الوصول إلي توزيع الكتاب المدرسي بنسبة 100% ، الا ان بعض الولايات تحتاج إلي بذل الكثير من الجهد لتغطية الفجوة حيث تراوح التوزيع بين 99-50% حيث تحتاج لخطة اسعافية في توفير الكتاب المدرسي قبل بداية العام الدراسي الحالي 2013-2014م. أما بالنسبة للمرحلة الثانوية فقد بلغ عدد المدارس بالمرحلة الثانوية بالسودان 3791 مدرسة بها 817ر900 طالب وطالبة متوسط الصف 35 طالب بنسبة 9ر37 تتفاوت هذه النسب بين الولايات بالإضافة إلي 58415 معلم ومعلمة ثانوي بمرحلة الثانوي بالسودان بلغت نسبة تدريبهم 65%. وقد بذلت الجهود من قبل وزارة التربية والتعليم لتوفير معامل الحاسوب لتنمية قدرة مهارات الطلاب. وقد وضعت وزارة التربية والتعليم أهداف تريد تحقيقها في خطة العام 2013م منها:- - إنشاء أكاديمية مهنية لاستمرار تدريب المعلمين - إصدار قانون تمهين التعليم والمجلس القومي للمهن التعليمية - مراجعة السلم التعليمي وذلك بإضافة عام دراسي - تنقيح وتطوير المناهج الدراسية ، بجانب تطوير محو الأمية بهدف خفض الأمية - إنشاء المركز القومي لرعاية المواهب والإبداع التربوي - تحسين أوضاع المعلم - تطبيق تجربة الخريطة المدرسية في جميع ولايات السودان بالتركيز علي المحليات. - تبني مبدأ المشاركة في تمويل التعليم العام من الحكومة بمؤسساتها المختلفة من جهة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص من جهة أخري. - إصدار تشريع لإنشاء صندوق قومي لدعم التعليم برسم دمغة ومساهمة مغتربين ورسوم أخري - رفع نسبة القبول وسط الرحل بنسبة 70% - استكمال نظام إدارة المعلومات التربوية لتغطية جميع الولايات وربط الولايات بالمركز بواسطة شبكة وربطها بالمدارس عام 2013م . ذلك تحقيقا لجهود الدولة الرامية لإصلاح حال التعليم بالبلاد ممثلا في توجيه السيد رئيس الجمهورية بأن يكون عام 2012م عاماً للتعلم ، وتوجيهه لوزير المالية بزيادة ميزانية التعليم ابتداءً من عام 2012م ، وتوجيه رئيس الجمهورية أثناء مخاطبته الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر القومي للتعليم بأن يتبني ولاة الولايات نفرة لدعم التعليم بولاياتهم لتحسين البيئة المدرسية. وفي إطار دعم التعليم الأساسي بالسودان أعدت الوزارة بالتنسيق مع البنك الدولي بتمويل من الشراكة العالمية من أجل التعليم لزيادة الحصول علي التعليم المدرسي لكل الأطفال في المناطق الريفية والنازحين والرحل ، يركز علي بناء 2000 قاعة للدراسة وتوفير الكتاب المدرسي بتمويل طباعة حوالي 10 مليون كتاب مدرسي في كافة أنحاء البلاد ، كما حصلت الوزارة علي 15 مليون دولار من الإتحاد الأوروبي يتم تنفيذها في ولايات البحر الأحمر/ كسلا/ القضارف / النيل الأزرق/ وجنوب كردفان. وخرج الملتقىبالتوصيات الآتية :- - الإسراع في تنفيذ توصيات المؤتمر القومي للتعليم 2012م . - تكملة التجهيزات الخاصة بالمنح والدعم المقدم من المانحين . - التجهيز لبداية العام الدراسي الجديد مبكرا خاصة فيما يتعلق بمدخلات التعليم كالكتاب المدرسي ، الإجلاس، والمعينات المدرسية. - الإسراع بتكملة إجراءات تعيين المعلمين الجدد مع مراعاة التخصصات المختلفة حسب المراحل واحتياجاتها. - الاهتمام بتسجيل الأطفال في سن المدرسة بالولايات مع توفير أماكن لهم والسعي لتنفيذ حملات القيد الوطنية . - تأمين مصادر تمويل التعليم. ب ع