سبحان الله القائل في محكم التنزيل (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )! لقد جعل الله الشمس والقمر بحسبان. ورفع السماء ووضع الميزان. وعلّم الإنسان عدد السنين والحساب. وطلب منه أن يتفكر في خلق السماوات والأرض لكي يعلم أن هذا الإتقان في هذا الكون لايحدث مصادفة ولابد له من خالق عليم خبير. بل وطلب منه أن يتفكر فيما هو دون ذلك بكثير وهو خلق الإنسان فقال سبحانه (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ )؟ وإذا كان أغلى مالدى الإنسان صحته، فإن الصحة في بني آدم تمشي بقوانين وضعها الله في جسمه لاتجامل مؤمنا ولا كافرا ولا بارا ولا فاجرا. فمن أخذ بهذه الأسباب سلم. ومن فرط فيها فعليه أن يتحمل عواقب ذلك بدون إستثناء. وأهم أعضاء جسم الانسان " وإن كانت أعضائه كلها مهمة " هو القلب ولذلك فلابد من مقاييس معينة يمكن للإنسان أن يتابعها ويضمن إلى حد كبير وقايته من أمراض القلب وعدم رجوع إصابته بتلك الأمراض مرة أخرى إن كان قد أصيب بها من قبل. فعلى سبيل المثال: 1. مقياس السكر:- في الإنسان الطبيعي عند استيقاظه من النوم (صائما ثماني ساعات) يجب أن يكون السكرلديه أقل من 100 مليجرام في الديسيلتر الواحد. وإذا كان 126 أو أكثر فيشخص أن لديه مرض السكري سواء أكان لديه أعراض أم لا! ويدعم ذلك التشخيص بقوه أن يكون المعدل التراكمي للسكري خلال الثلاثة أشهر الماضية أكثر من أو يساوي 6.5% ولكنه ليس شرطا فى التشخيص. أما بين 100 إلى 125 فيصبح المريض لديه قابليه للسكر وليس مصابا بمرض السكر. ومفهوم القابليه للسكر مهم لأنه يعطي تحذيراً مهماً للشخص أن أسلوب حياته الغذائي والصحي لا يمشي في الطريق الصحيح. وأنه إن استمر في نفس المنوال الغذائي والخمول وعدم الرياضه فاحتمالية إصابته بالسكر مرتفعة خلال السنتين القادمتين في حدود 50% والعكس صحيح فإن نظم غذائه وأنقص وزنه واهتم بالرياضة فتنزل النسبة إلى حد كبير. 2. مقياس الكلسترول الضار:- في الإنسان الطبيعي يجب ألا يتعدى الكلسترول الضار (البروتين الدهني منخفض الكثافة) 160 ملغ في الديسيلتر. أما من كان لديه جلطة سابقة أو ثبت تضيق شرايينه التاجية حتى وإن لم يكن لديه أعراض يشتكي منها فيجب ألا يتعدى 70 مليجرام في الديسيلتر. وهناك أسباب متعددة لارتفاع الكلسترول منها الوراثي، ضعف الغدة الدرقية، زيادة زلال البول بسبب أمراض الكلى واحتباس السائل المراري من الكبد بحصى المرارة وعدم التحكم في السكري وأنواع من الادوية. 3. مقياس الدهون الثلاثية:- في الإنسان الطبيعي يجب ألا تزيد الدهون الثلاثية عن 150 مليجرام في الديسيلتر. وهناك أسباب متعددة لارتفاع الدهون الثلاثية منها: مرض السكري وبعض الأدوية الفيروسية مثل أدوية مرض الإيدز وبعض أدوية الضغط وحبوب منع الحمل وضعف الغدة الدرقية والسمنة المفرطة وتناول الكحوليات. 4. مقياس الضغط الشرياني:- في الإنسان الطبيعي يجب ألا يزداد الضغط الشرياني عن 140 على 90 في غالب قياسات يومه خلال النهار وألا يزيد خلال فترة النوم عن 90 ملم من الزئبق في أغلب مراحل النوم (75% على الأقل) بمعنى أن يكون أقل من ذلك في أغلب ساعات تلك الفترة من اليوم وما زاد عن ذلك فقد يسبب قصور القلب الكلى وجلطات الدماغ. وهناك مفهوم هام في التوعية الصحية ألا وهو"حالة ما قبل الضغط" وهي أن يكون الضغط خلال النهار من 120-139 في حال الإستيقاظ في الضغط الإنقباضي ومن 80-89 في الضغط الإنبساطي. وهذه المرحله تماما كما في حالة ماقبل السكر تحذر المريض من أن الاستمرار على نمط حياته الغذائي وعدم الرياضة يعرضه للإصابة بمرض الضغط ولكن تعديل ذلك النمط يمنع حدوثه. وانتشار مرحلة ما قبل الضغط محليا هي في حدود 40% مما يدل على أهمية نشر الوعي الصحي عن هذا المفهوم. 5. مقياس قوة ضخ القلب :- في الإنسان الطبيعي يجب ألا تقل قوة ضخ عضلة القلب عن 55% فإذا قلت عن ذلك فذلك ما يسمى ضعف عضلة القلب وذلك إما أن يكون بسبب تضيق شرايين القلب أو الصمامات أو ارتفاع الضغط المزمن غير المتحكم به أو التهابات فيروسية أو أمراض مناعية. 6. مقياس الوزن :- يتناسب الوزن مع الطول في البشر ولذلك لايمكن تحديد وزن معين لا يمكن تعديه لجميع البشر. ولكن المتعارف عليه هو معيار كتلة الجسم وهو وزن الجسم بالكيلو جرام مقسوما على طول الجسم بالمتر( تربيع). BMI وفي الإنسان الطبيعي يجب ألا يتعدى ناتج هذه المعادلة 25 وإلا اعتبر سمينا فمثلا شخص وزنه 90 كيلوجراما وطوله 130 سم فيكون ناتج المعادله 53.3 فيكون هذا الشخص مصابا بسمنة مفرطة ويجب أن يتدارك نفسه. وهناك نوع من أنواع السمنة خفي قد لا ترصده هذه المعادلة. وهو أن يكون الإنسان سمنته متركزة في بطنه فقط أما باقي جسمه فنحيل. ولذلك يقاس محيط البطن عند السرة ويجب ألا يتعدى 102 سنتيمتر عند الرجال و 88 سنتيمتر عند النساء. 7. الرياضه:- 30 دقيقة يوميا لمدة خمسة أيام في الاسبوع بحيث تكون نبضات القلب من 60- 75% تقريبا من أعلى نبض يسمح به لذلك العمر ويحسب بهذه المعادلة (220- العمر) فمثلا إذا كان عمر الشخص خمسين سنة فيجب أن تكون نبضات قلبه من 102-127 نبضة في الدقيقة. هذه المعايير أعلاه هي (الأركان السبعة لصحة القلب) وهي أهم أرقام ممكن أن يعرفها الشخص عن صحته وهي التي تحارب من أجلها منظمات الصحة العالمية لنشرها بين الناس. فأنصح القراء الكرام بمناقشتها مع من حولهم من البالغين وتحديد موقعهم الصحي منها كل ستة أشهر. أدام الله عليكم لباس الصحة والعافية. س م ص