تعمل الحروب على نشر ثقافة الخوف والقلق والفرار مما يعيق الأجيال التي تعاصر الحروب من التواصل مع الحياة بشكل جيد والسودان أحد البلدان التي عانت من الحروب لفترات طويلة وفي ظل الهجمات التي تعرضت لها البلاد في الآونه الأخيره أجرت وكالة السودان للأنباء بمدني استطلاعات وسط المختصين لمعرفة الآثار النفسية والاجتماعية التي تسببها الحروب . حيث أوضحت الأستاذة سناء الطيب علي أخصائي نفسي بوزارة الصحة أن الصدمه النفسية تختلف من بلد لآخر ومن طبيعة حرب لأخري وتاخذ اشكالا ودرجات مختلفة تتراوح بين الاحساس بالاحباط والقلق الي الاكتئاب وقالت أن الشعب السوداني يمتاز بالنسيج الاجتماعي المترابط ويؤدي فقدان الاقارب والاصدقاء الي إزدياد الضغوط النفسيه مسببا مشاكل كالاستياء والاكتئاب المستمر والتشاؤم من المستقبل وكشفت عن ان اعراض الصدمه التي تتمثل في الفزع الليلي والمعاناه من القلق المستمر والشعور بعدم الراحه و(الفوبيا) او الخوف المرضي من الاصوات والظلام إضافه لظهور بعض المشكلات السلوكيه مثل قضم الاظافر واضطرابات الاكل. وقالت الاستاذة حنان فهمي البوشي اخصائي نفسي بمستشفى الاطفال بود مدني أن الحروب تسبب نوعا من النزاعات والخلافات مما يؤدي لاثار نفسية سالبة وأشارت لاثر الحروب على الاطفال وقالت أخطر الاثار هي التي تظهر لاحقا فمشاهد الرعب والفزع والمنازل المهدمه والاعراض المنتهكة يختزنها الطفل في ذاكرتة فهي لاتنتهي في مرحلة الطفولة بل تشكل منظارا يرى الطفل من خلالة العالم اضافة لحدوث كوابيس متكررة وتجنب الطفل النوم منفردا كما يظهر الطفل تعلقا بالوالدين من خلال الخوف عن الانفصال عنهم ويظهر الطفل ايضا سلوكيات عدوانية موجهة ضد الاخرين. واشارت الاستاذة ندى أحمد كرار باحث اجتماعي للاثار الاجتماعية للحرب فهي تعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي وتاكل البنية التحتية للمجتمع وتنخفض معدلات التعليم وتاثر سلبا على القيم المجتمعية والمبادئ وتحدثت عن الاثر الاجتماعي للاطفال وقالت بسبب الحرب يتعرض الاطفال للتشرد والضعف والقتل ويفقد الطفل المأوى والتعليم ويتعرض للجوع والمرض وأكدت ان كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من اكثر المتضررين اجتماعيا فرغم احتياجهم للرعاية والمأوى وصعوبة حركتهم كل ذلك يمثل بسبب الحرب اما بالنسبة للمرأة فهي التي تدفع ضريبة الحرب فتتعرض للفقر والتهميش كما تتعرض للإغتصاب والتعذيب وجميع أشكال العنف فقيام المرأة بادوار مضاعفة بحكم غياب أو فقدان الرجل وذلك بتوفير كافة مستلزمات الاسرة المادية والمعنوية مما يضاعف العبء عليها وازدياد عدد النساء الارامل يؤدي لتغير الادوار الاجتماعية والاقتصادية وبالتالي شعورها بعدم الامان وفي حالات الحرب يزداد معدل العنوسة وإرتفاع معدلات الطلاق بسبب الازمات النفسية يؤدي لتفكيك الاسرة وجنوح الاطفال. ت ع/ ب ع