بهدف الارتقاء بجامعات العالم الاسلامى واداء رسالتها فى خدمة المجتمعات الانسانية لتكون رائدة على العالم اجمع ، واداة لزيادة الترابط وقوة فاعلة تبرز مسؤليتنا الانسانية والاجتماعية تجاه العالم . اقامت جامعة الزعيم الأزهري بالتعاون مع اتحاد جامعات العالم الاسلامى وجامعة امدرمان الاسلامية ورشة عمل بعنوان (تطبيق مؤشرات الاداء الجامعي :إعداد اطار لتصنيف وترتيب جامعات العالم الاسلامي ) تحت شعار (افمن يمشى مكباً على وجه اهدى أمن يمشى سوياً على صراط مستقيم ) برعاية النائب الاول لرئيس الجمهورية وتشريف السيد وزير التعليم العالى والبحث العلمى ومشاركة عدد من الخبراء والعلماء من دول ( السودان ، مصر ، فلسطين ، المغرب ، ليبيا ، العراق ، الجزائر ، موزمبيق ، الهند ، اندونيسيا ). وقال وزير التعليم العالى خميس كجو كنده خلال الجلسة الافتتاحية أن العالم الاسلامى يدعو الى خير البشرية وليس للارهاب كما يدعى البعض ، غير انه وجه انتقادات لاذعة للمعايير التى يتم بها تصنيف وترتيب الجامعات فى العالم مشيراً إلى ان التصنيف يركز على طرف واحد دون إشراك الاطراف الأخرى وان المعايير فى دول العالم الثالث الخاصة بتصنيف وترتيب الجامعات غير معترف بها فى الجامعات الاخرى سيما الغرب واضاف (لكننا كدول عالم اسلامى ننطلق من مسؤليتنا وقيمنا فى الترتيب والتصنيف ) مشدداً على ضرورة الاحتكام إلى معايير المنافسة الحرة والنزيهة من اجل ان تكون النتيجة مقبوله للجميع وكشف عن ادخال معيار جديد اسماه (المعيار الاخلاقى ) من اجل جعل منافسة شريفة ترتيباً وتصنيفاً وقال انهم ساعون نحو تطوير وتجويد العملية التعليمية والاهتمام بالبحوث التى تساعد على التميز والتقدم، مضيفاً ضرورة ان يكون التصنيف محلى واقليمى وبعد ذلك ينطلق للعالمية . واكد ممثل الأمانة العامة لإتحاد جامعات العالم الاسلامى الأستاذ الدكتور الغريب زاهر إسماعيل أن الإتحاد يهتم بتطوير التعليم لاهميته فى تحقيق التنمية الشاملة واسهامه فى تطوير الاستثمار وإثراء سوق العمل مضيفاً أن الورشة تهدف إلى التعرف على الوضع الراهن فى جامعات العالم الاسلامى موكداً حرص الاتحاد على تجويد وتطوير اداء الجامعات فى الدول الاسلامية وقال أن الورشة ستخرج بالاطار العام الذى سيتم على ضوئه تقييم الجامعات الاسلامية من بين رصيفاتها فى دول العالم واستبعد أن تحدث توصيات الورشة بلبلة دولية مع جامعات ودول الغرب ، وقال أن الورشة ستدرج القيم والاخلاقيات الاسلامية ضمن التصنيف مشيراً إلى أن جامعات الدول الاسلامية لم تحصر تعاملها مع الجامعات الاسلامية فقط وانما تتعامل مع كافة جامعات العالم بما فيها امريكا وفرنسا واسبانيا ، وقال أن الاتحاد استعان بخبير ذو درجة عالية من الكفاءة أ.دمجدى القاسم رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد بالقاهرة ومجموعة من الخبراء بهدف مناقشة تجارب الدول الاخرى والتوصل الى رؤية موحدة وإطار عام يصنف على ضوئها جامعات العالم الاسلامى ويستصحب القيم والمفاهيم الاسلامية . و تحدث البروفسير محمد سعيد الخليفة مدير جامعة الزعيم الأزهري وقال أن احد اهداف الورشة الرئيسية هى قضية (الحكم ) الصحيح لتصنيف الجامعات ودعا لادخال معيار الحكمة فى تصنيف الجامعات وان تكون مرجعيته الكتاب ليصب فى دعم مقومات النهضة ، واعتبر البروفيسور أن معايير التصنيف العالمية لاتفيد جامعات الدول العالم الاسلامية ولاتستصحب مكوناتها الشئ الذى دفع دول العالم الاسلامى لإقامة ورشة عمل متخصصة لسن معايير جديدة لتصنيف جامعاتها التى تمتاز بالعراقة والاصالة والمهنية وأكد ان توصيات الورشة ستضع اسساً تمكن هذه الجامعات من أن تكتشف ذاتها فى نهضة المجتمع الاسلامى والعالم اجمع .متمنياً أن تعود الريادة لجامعات الامة الاسلامية . من جابه أكد مدير جامعة امدرمان الاسلامية حسن عباس حسن أن عدم وجود أسس ومعايير محددة لتصنيف الجامعات اثار جدلاً كثيفاً فى الاوساط المهتمة بقضية التعليم وقال أن المعايير التي ستخرج بها توصيات الورشة ستدرج البعد القيمى والاخلاقى وأسس تنمية المجتمع التى اغفلتها المعايير الدولية ووصف التصنيف العالمى بالهشاشة وبالانحياز لدول الغرب بما فى ذلك حصول اساتذة الجامعات على جائزة نوبل التى تتحاشى دول العالم الاسلامى . و قد استمرت الورشة لمدة ثلاثة ايام عرضت خلالها 18 ورقة علمية تناولت عددا من المحاور تضمنت ترتيب الجامعات في نظرة شاملة لمحور تقييم البحث العلمي ومعايير التصنيف العالمية ونظم الترتيب العالمي للجامعات ودور مؤشرات الاداء في ضمان جودة مؤسسات التعليم العالى ، بجانب ذلك ناقشت الورشة مشاكل التعليم بدول العالم الثالث والمعوقات التى تواجه الجامعات العربية والاسلامية لتستطيع ان تواكب الجامعات العالمية ، وذكر المتحدثون ان الانفاق فى دول العالم الثالث يتم مرتين ، مره فى التعليم ومره اخرى فى التدريب مع عدم ملاءمة التعليم لسوق العمل ، واكدوا على اهمية الاهتمام بتمويل البحث العلمى ، وقالوا أن جهود البحث العلمى فى الوطن العربى ضيئلة مقارنة بالكيان الصهيونى فاكثر الدول لاتتعدى نسبة 1% مع عدم وجود تعاون بين دول العالم الاسلامى فى مجال البحث العلمى ، واشار المتحدثون إلى اهمية الامكانيات لتحقيق الجودة فالصعوبات المالية والميزانيات الضعيفة تقف فى طريق تحقيق الجودة واكدوا على ضرورة استقلال هيئات الجودة والاعتماد لتقوم بدورها المطلوب منها فى التطوير وترقية اداء الجامعات . وقد جاءت مشاركة جامعة الزعيم الأزهري خلال الورشة بعدة اوراق عمل ساهمت فى إثراء النقاش فقد شارك د.مصطفى حامد الحكيم مدير مركز الأزهري للتدريب والتطوير المؤسسى بورقة علمية بعنوان ( المؤشرات المتوازنة لتقييم مؤسسات التعليم العالى ) وشارك د.السيد محمد عبد الرحمن عميد كلية الدراسات التقنية والتنموية بورقة علمية بعنوان ( تطبيق مؤشرات الاداء فى الجامعات : الاستراتجية والجودة ) متحدثاً عن تجربة جامعة الزعيم الأزهرى فى التخطيط الاستراتجى وبناء الخطة الاستراتجية الخاصة بالجامعة وتدريب العاملين من خلال دورات التخطيط الاستراتجى وفى اليوم الختامى للورشة قدم البروفسير محمد سعيد الخليفة ورقة علمية بعنوان ( Towards a Robust Unversity Ranking) استعرض خلالها النواقص والشواغر التى شملتها الاوراق المقدمة من الباحثين ودعا البروفيسور الجامعات الاسلامية إلى إظهار ماتمتلكه من امكانيات بالتدريب المستمر للكوادر حتى يتم تقديم مؤشرات جديدة لمسيرة التعليم فى العالم . ( بجانب مساهمة جامعة الزعيم الزهري فقد شارك من الجامعات السودانية عدد مقدر من العلماء والخبراء السودانيين وقدم أ.د الصديق احمد المصطفى حياتى مدير جامعة الخرطوم ورقة بعنوان ( ترتيب الجامعات : نظرة شاملة ) وقدم أ.د عمر أحمد سعيد رئيس الجودة وترقية الاداء بجامعة افريقيا العالمية ورقة بعنوان ( مرتكزات تقويم وتصنيف جامعات العالم الاسلامى : رؤية تأصيلية ) ، وقدمت أ.د اميرة محمد النعمة نائب عميد كلية العلوم الادارية بجامعة امدرمان الاسلامية ورقة بعنوان ( معايير التصنيف العالمية ) وقدم أ.دفيصل الحاج مدير جامعة السودان المفتوحة ورقة بعنوان ( نظم الترتيب العالمى للجامعات :الواقع وآفاق المستقبل ) ، وقدم أ.د. عبد الباقى عبد الغنى من كلية التربية جامعة الخرطوم ورقة بعنوان ( دور مؤشرات الاداء الاكاديمي فى ضمان جودة مؤسسات التعليم العالى ) وقد اختتمت الورشة مداولاتها بعدد من التوصيات على رأسها ابراز المسؤولية المجتمعية والاهتمام بالبيئة المحيطة ، الاحتكام الي المعايير التي تهتم بعمارة الارض ، ابراز قيمة البحوث النظرية والتطبيقية للجامعات الاسلامية ، تبني مؤشرات لتلبية الاحتياجات الحقيقية للامة الاسلامية والاهتمام بالتكنلوجيا ودعم الابتكار وسط جامعات العالم الاسلامي والتقريب بين مؤسسات الجامعات وخدمة التنمية المستدامة وانشاء جسم خاص بالجودة فى اتحاد جامعات الدول الاسلامية .