تؤكد المؤشرات الأولية أن الموسم الزراعي لهذا العام بولاية شمال دارفور يبشر بإنتاج وفير من المحاصيل الزراعية الغذائية والنقدية خاصةً بعد هطول الأمطار بكميات غزيرة غطت كافة أنحاء الولاية بجانب التأسيس الجيد للمحاصيل وذلك بفضل الاهتمام الواسع الذي أبدته وزارة الزراعة في وقت مبكر والذي تمثل في جلب وتوزيع التقاوي المحسنة للمزارعين ، علاوةً على تنوع المناخ الذي تمتاز به شمال دارفور ورغم الظروف الاستثنائية التي تعيشها دارفور بصفة عامة والولاية على وجه الخصوص وماشهدتها من عمليات نزوح وأحداث قبلية مؤسفة الا أن كل ذلك لم يثنها من اتساع رقعتها الزراعية والتي أفضت بدورها إلى التنوع في المحاصيل المنتجة. وتقدر المساحات التي تم استغلالها حالياً من الاراضى الزراعية للموسم الحالى بحوالي (4) مليون و (500) ألف فدان مابين أراضى رملية وطينية. وابدي وزير الزراعة والغابات بالولاية عيسى محمد عبد الله (لسونا) تفاؤله بنجاح الموسم الزراعي خاصةً بعد هطول الأمطار بكميات غزيرة بمختلف المحليات غمرت كل الحفائر والسدود والخزانات والبرك.لافتاً إلى أن متوسط كميات هطول الأمطار في الفترة الماضية قد بلغت بالفاشر 95ملم والمالحة 104ملم والطويشة 111ملم وكذا الحال فى بقية المحليات الأخرى ، مؤكداً أن معظم المحصولات الغذائية والنقدية وخاصةً الفول السوداني قد وصلت إلى مرحلة النمو الخضري الأمر الذي يعد مؤشراً ايجابياً لإنجاح الموسم الزراعي. ويرى عيسى أن ظهور آفة جراد القبورة بمحليات الفاشر وأم كدادة والمالحة بجانب ظهور آفة جراد البو بمحلية كبكابية ليست مهددا للموسم ، منوهاً إلى استمرار عمليات مكافحة الآفات الزراعية بتلك المحليات، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد وزارته للقضاء على اية آفة زراعية قد تهدد سير الموسم الزراعي في حال ظهورها قبل استفحالها. وحول التمويل للموسم الزراعي أوضح عيسى أن حجم التمويل لهذا العام يعتبر ضعيفا جداً مقارنةً بالموسم الماضي والذي تم فيه تمويل (19) ألف مزارع عن طريق برنامج ربط صغار المزارعين بالأسواق بتكلفة كلية بلغت أكثر من (11) مليون جنيه في الوقت الذي وافقت فيه رئاسة البنك الزراعي بالخرطوم على تمويل عدد (2) ألف مزارع وذلك بعد الاتصالات التي أجرتها الوزارة في هذا الشأن ، واصفاً الإجراءات المعمولة بها من قبل البنك الزراعي فرع الفاشر بالمعقدة وخاصةً فيما يسمى (بالتأمين الزراعي ). وبشأن موقف سير العمل بالمشاريع الرائدة والمتمثلة في أبو حمرة الزراعي وأم بياضة للتنمية الريفية قال أن الدعم التنموي قد توقف منذ عامين سوى مرتبات العاملين التي ظلت منسابة وقد زار الولاية وفد اتحادي بهدف الوقوف على سير العمل والمشكلات التي تعترض سير الأداء توطئةً لرفع تقرير للأمانة العامة للنهضة الزراعية لإيجاد الحلول الناجعة لهذه المشكلات. الى ذلك أوضح المهندس النور ادم محمد مدير إدارة المراعى والعلف بالولاية أن إدارته قد قامت بإدخال نباتات مراعي ذات قيمة غذائية عالية مرغوبة لدى الحيوان وذلك بنثر بذور (البغيض ، العرفس ، البياض ، أبو أصابع) بمحليتي مليط وكبكابية في مساحة تقدر بحوالي (13) ألف و (800) هكتار بالتعاون مع منظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو).وقال (لسونا) أن البذور التي تم نثرها قد نبتت وهى تشكل محاصيل بقولية نجيلية (من أهم مصادر الطاقة) ، لافتاً إلى انه وبالرغم من هطول الأمطار بكميات غزيرة إلا أن الاستفادة منها لم تكن بالصورة المثلى نسبة لعدم توفر البذور بكميات كافية لنثرها في مساحات شاسعة.كاشفاً أن التقارير الواردة إلى الوزارة بشأن حركة المراعى الطبيعية قد أظهرت أنها تتراوح مابين (جيد جداً.....ممتاز) في جميع أنحاء الولاية مما يحتم ضرورة الاستعداد المبكر لحمايتها من الحرائق وذلك بفتح خطوط النار. ونوه النور الى أن الوزارة قد اتخذت حزمة من الإجراءات بشأن حماية المزروعات من دخول الرعاة والحيوانات وتمثلت في تكوين لجان على مستوى المحليات تعنى بتنظيم مهنتي الزراعة والرعي درءاً للاحتكاكات التي تنشب بين المزارعين والرعاة، مؤكداً أن إدارته لم تتلق اية تقارير خلال الموسم الحالي بشأن وقوع اى احتكاكات بين المزارعين والرعاة كما لم ترد كذلك اى تقارير بحدوث مشاكل في المسارات والتي كانت تسبب هاجساً امنياً في السابق الأمر الذي يؤكد أن المسارات التي تم فتحها في العام الماضي بطول (115) كيلو متر سالكة. فيما أشار عدد من المزارعين (لسونا) إلى أن الموسم الزراعي يعد أفضل من الموسم الزراعي الماضي نظراً لهطول الأمطار بكميات غزيرة بمختلف محليات الولاية.وطالبوا بضرورة توفير التمويل الزراعي للمزارعين حتى يلحقوا بالموسم بجانب مكافحة الآفات الزراعية التي ظهرت ببعض محليات الولاية. وقال ادم أبكر جبريل مزارع بريفي الفاشر أن الأمطار أكثر من العام الماضي إلا أن المزارعين الذين استزرعوا في الاراضى الطينية لايتجاوز نسبة 10%.كاشفاً عن ظهور آفة بق البطيخ في الوقت الذي فيه لم تقم وقاية النباتات بإجراء اية مكافحة لتلك الآفة.وانتقد دور اتحاد مزارعي الزراعة الآلية بالولاية والبنك الزراعي فرع الفاشر لعدم تقديم الخدمات للمزارعين حتى يلحقوا بالموسم الزراعي. وشكا المزارع ادم إبراهيم مزارع بالمنطقة الشرقية من مدينة الفاشر من ظهور آفة الطير ودودة (أم شميلو) بجانب عدم وجود الايدى العاملة.وقال (لسونا) أن الأمطار قد هطلت بكميات كبيرة وبنسب متوازنة إلا أن عملية الإنبات تختلف من منطقة لأخرى. ورغم مؤشرات نجاح الموسم الزراعي لهذا العام بولاية شمال دارفور إلا أن هناك ثمة تحديات تواجه ذلك منها الفقر المدقع في أوساط المزارعين بجانب قلة الايدى العاملة وظهور الآفات الزراعية بعددٍ من المحليات الأمر الذي يتطلب ضرورة تضافر الجهود الرسمية والشعبية لإيجاد الحلول الجذرية لها في سبيل تأمين الغذاء للمواطنين وتوفير الفائض من المحصولات الغذائية على نسق الموسم الزراعي الماضي حتى تودع الولاية موجة الفجوات الغذائية التي لازمتها طوال العشر أعوام الماضية سوى العام الماضي الذي بلغ فيه حجم الفائض من الغذاء (157) ألف طن متري. ع.أ