تعتبر العلاقات السودانية الإيطالية علاقات قديمة ضاربة بجذورها في التاريخ فهي تعود إلي الصلات بين مملكة كوش والإمبراطورية الرومانية حيث كانت هناك مكاتبات حول إرسال المبعوثين والسفراء بالإضافة إلي التبادل التجاري بين البلدين ويثبت ذلك وجود موانئ علي البحر الأحمر تحمل أسماء رومانية مضافا إليها الآثار اللاتينية التي وجدت بالمباني والمعابد في مروي ومصورات الصفراء ،كما وجدت كتابات قديمة باللغة اللاتينية مما يدل علي وجود آثار ثقافية رومانية في السودان قديما . هذا ماورد فى تقرير لبعثة السفارة السودانية بايطاليا التى اشارت من خلاله الى ان للسودان الحديث علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع إيطاليا وان شهر أكتوبر 1957م شهد افتتاح سفارة للسودان في إيطاليا لرعاية المصالح السودانية وتوثيقا وتطويرا للعلاقات بين البلدين في المجالات كافة. التقرير استعرض مزايا موقع إيطاليا فى العالم وأوضح بأنها تحتل موقعا وسطيا بين أوروبا وجنوبها من جهة ، وبين شمال إفريقيا والشرق الأوسط من جهة أخري... واستنادا علي تاريخ العلاقة بين أوروبا وما وراءها تصنف إيطاليا نفسها بأنها الأقرب إلي العالم الأفرو- أوسطي. التقرير أشار إلى ارتباط إيطاليا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا بجنوبها الجغرافي وبصفة خاصة دول الخليج العربي والشمال الإفريقي وكذلك دول القرن الإفريقي لوجودها التاريخي المعروف في هذه المنطقة. التقرير أبان أهمية القارة الإفريقية لايطاليا وقال أن ايطاليا تسعي إلي خلق شراكة وحوار بين الدول الصناعية الكبرى ودول القارة الإفريقية في حل القضايا والمهددات الدولية الراهنة ... والتعاون في عدة محاور ، من بينها المحور الاقتصادي والتنموي ومحور البيئة وتغير المناخ ومحور السلام والأمن والاستقرار ... وقد ازدادت هذه الأهمية التي توليها إيطاليا للقارة الأفريقية خاصة عند توليها لرئاسة مجموعة الدول الثمانية الكبرى (G8) في عام 2010م ، فضلا عن اهتمامها بمنطقة البحيرات والوضع في الصومال ومكافحة ظاهرتي الإرهاب والقرصنة. وفيما يختص بتطور ونمو العلاقة بين البلدين اشار التقرير الى ان زيارة السيد رئيس الجمهورية إلي إيطاليا في سبتمبر 2007م شكلت نقلة نوعية للعلاقات الثنائية بين البلدين .. ورغم أن هذه الزيارة جاءت أساسا تلبية لدعوة البابا بينديكيت السادس عشر لزيارة الفاتيكان إلا أن لقاء السيد رئيس الجمهورية بالرئيس الإيطالي ، السيد /جوركيو نابو ليتانو ورئيس الوزراء الإيطالي حينذاك ، السيد /رومانو برودي يؤكد الأهمية العظمي التي يوليها كبار المسئولين الإيطاليين للعلاقات المتميزة بين البلدين.. كما جاءت زيارة السيد نافع علي نافع مساعد السيد رئيس الجمهورية في 17 يناير 2009م في ذات الاتجاه ، عضدتها زيارة السيد وزير الخارجية الأستاذ علي كرتي في 6 يناير 2011م ، ثم أعقبتها زيارة الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني ، والوفد المرافق له في الفترة من 4-7 يوليو 2011م بدعوة من رئيس البرلمان الإيطالي السيد فرانكو فيني ، تلتها زيارة أخري للأستاذ علي أحمد كرتي وزير الخارجية في 17مايو 2102م ، البعثة السودانية بايطاليا ترى بان هنالك مقومات للاستمرار والثبات إذا دعمت بتكثيف الاتصالات وتعميق الارتباطات والاهتمام بالجانب الاقتصادي والسياسي والثقافي يمكن ان تشهد تطورات إلي آفاق أرحب وأشمل وذلك بما تتملكه من مقومات وقالت ان ذلك كله يتم في إطار رؤية إستراتيجية تحقق المنفعة المتبادلة بين البلدين واشار التقرير فى هذا الصدد بان البعثة تعمل على إنفاذ ما يعرف ببرنامج تعريف الدولة الذي ستستضيفه إيطاليا ، أي (Country Presentation) أو الملتقي الاقتصادي السوداني-الايطالي الأول ، وتبادل الزيارات من قبل رجال الأعمال والمستثمرين الإيطاليين فى اكتوبر الجارى حيث سيشهد عرض حول الإمكانيات والموارد الاقتصادية التي يتمتع بها السودان إلى جانب طرح الفرص والمجالات الاستثمارية المتاحة في القطاعات المختلفة بالسودان وابان التقرير بان عدد من رجال الاعمال الايطاليين قد شاركوا في معرض الخرطوم الدولي في دورته رقم 30 علي نحو ما تم مطلع هذا العام ، مقابل مشاركات وفود سودانية في العديد من المعارض التجارية والسياحية بإيطاليا .