شهدت الخرطوم عقب اعلان الحزمة الاقتصادية المتعلقة برفع الدعم عن المحروقات مظاهرات واحتجاجات فى اماكن متفرقة الا انها تحولت من تعبير موقف الى اعمال نهب وسلب وتخريب للممتلكات العامة والخاصة كما صاحبت تلك الاعمال التخريبية العديد من الاشاعات لتأجيج الموقف واعطاء المتظاهرين مبررا للاستمرار ، الا ان السلوك غير الحضارى فى التعبير عن الرأى وجد الاستنكار والشجب. ورغم ان التظاهر السلمى مكفول بالقوانين الا ان خروج المتظاهرين عن المألوف وشروط التظاهر السلمى افضى الى تدخل الدولة لضبط الامن وتحقيق الاستقرار والحفاظ على ممتلكات المواطنيين حيث وجدت الاجراءات التى اتخذتها الحكومة لضبط الانفلات الرضا التام من قبل المواطنين مؤكدين ان الامن والاستقرار لا يقيم بثمن وان المواطنين بالولاية شعروا بالذعر بعد ان امتدت الأيدى الى الممتلكات الخاصة حرقا واتلافا. وللوقوف على ردود افعال التظاهرات غير السلمية التى شهدتها ولاية الخرطوم مؤخرا اجرت (سونا ) العديد من الاستطلاعات وسط المواطنين حيث عبر الجميع عن عدم رضائهم عما جرى من تخريب ونهب للممتلكات. المواطن احمد محمد عيسى من مواطنى الكلاكلة بمحلية جبل الاولياء بالخرطوم ابدى عدم رضائه واستنكاره لما جرى من قبل المتظاهرين من اعمال نهب وسلب وتساءل ماذا استفاد المواطن المغلوب على امره والمنكوى بنيران الغلاء من تلك الاعمال التخريبية ؟ مبينا ان المستفيد الوحيد من مثل تلك الاعمال التخريبية اعداء السودان داعيا الجميع لضبط النفس والصبر والعمل على زيادة الانتاج وترشيد الاستهلاك فى المناسبات للخروج من تلك الازمة اكثر قوة ومنعة. المواطن ابراهيم محمد صاحب مخبز بمحلية جبل الاولياء عبر عن استيائه واستنكاره لتلك الاعمال التخريبية التى وصفها بانها لا تخدم احدا بل اخذت من الجميع الوقت والمال الكثير وخاصة انهم كاصحاب افران يحصلون على ارزاقهم يوما بيوم، وان الاحتجاجات والمظاهرات اضرت بالمواطن ولا نفع منها ،داعيا الجميع لضبط النفس قائلا ان الارزاق بيد الله وان تمسكنا بحبل الله سيفتح الله بركاته لاهل السودان لانهم اهل عقيدة وقيم داعيا جميع اصحاب الافران لعدم الاستجابة للاستفزاز بتعطيل الافران لخلق ازمة وافتعال مشاكل غير موجودة والبعد عن الاشاعات وعدم الانجراف معها لتعطيل مصالح المواطنيين وذلك على اثر الاشاعة التى روج لها بعض ضعاف النفوس بارتفاع اسعار الخبز وعدم توفر الدقيق. وابان السيد ابراهيم بهذا الخصوص ان الدقيق متوفر وان الكوتة تصل للافران فى وقتها المناسب وان هنالك اتفاقا على الاستمرار بسعر 4 رغيفات بجنيه من وزن 70 جرام مبينا ان هنالك افرانا استغلت الازمة وباع رغيفين بجنيه وافران توقفت عن العمل من جراء تهديدهم ودعا الى مخافة الله فى العمل حتى يبارك الله فيه . واشار عدد من المواطنين الى ان هنالك افرانا فى مناطق متعددة استغلت الظروف وبالغت فى الاسعار وباعت خبزين بجنيه سودانى (السعر الرسمى 4 رغيفات بجنية من زنة 70 جراما ). مبروك احمد موسى تاجر خضار بالكلاكلة اللفة ابان ان الاعمال والاحتجاجات لا تفيد المواطن فى شئ بل عطلت مصالحهم مستنكرا تلك الاعمال التخريبية، ونفى أى تأثير لارتفاع اسعار الوقود على اسعار الخضر والفاكهه مشيرا الى انها اشاعة لاحداث البلبلة والهلع ، مؤكدا ان الاسعار شهدت انخفاضا ملحوظا حيث بلغ سعر كيلو البطاطس ليومى الخميس والجمعة والسبت ست جنيهات للكيلو بينما قبل الزيادة كان الكيلو بثمانية جنيهات ، بينما بلغ كيلو الموز ثلاث جنيهات بدلا عن اربع جنيهات ، والطماطم انخفض الى ثمانية جنيهات بدلا عن عشرة جنيهات قبل اعلان الاجراءات الاقتصادية . على صعيد الاحزاب السياسية السودانية استنكر الامام الصادق المهدى اعمال التخريب ودعا المتظاهرين لضبط النفس فى التعبير عن رفض الاجراءات الإقتصادية مع تأكيد احقيتهم فى الاحتجاج السلمى . وأصدرت جبهة جبال النوبة بيانا أدانت فيه الأعمال التخريبية التي حدثت خلال اليومين الماضيين ببعض المدن والولايات وأكدت رفضها لأجندة الجبهة الثورية وميثاق الفجر الجديد وقوى الإجماع الوطني المنادية باتخاذ مشكلة جبال النوبة وسيلة للتغيير، مشددين على أن الحوار المباشر هو الوسيلة الوحيدة لحل اية مشكلة مؤكدين فى بيانهم ايمانهم بالتظاهر مسلكاً لحرية الرأي والتعبير ولا ينبغي أن يكون سبيلاً للتخريب وإشاعة الفوضى والرعب بين المواطنين الآمنين في مساكنهم وأماكنهم كما ناشد البيان الامة السودانية وجماهير الحزب بعدم الانسياق والانجراف وراء دعوات المندسين من اعداء الوطن ومخططاتهم التي تدعو للخروج والنزول إلى الشوارع وإحداث الفوضى من حرق وتدمير ونهب للمنشآت الخدمية العامة والخاصة وتعريض حياة المواطنين الآمنين في مدنهم للخطر. وفى ذات السياق أكد الحزب القومي السوداني الحر رفضه للتخريب وأعمال النهب التي طالت ممتلكات المواطنين والمحال التجارية وناشد الأستاذ أحمد حجاج رئيس الحزب المواطنين بصفة عامة وقواعد حزبه بصفة خاصة عدم الاشتراك في عمليات التخريب والنهب مشيرا إلى قيام مجموعات تحمل عصي وسواطير بإخراج المواطنين وطلاب المدارس لحملهم علي الاشتراك في التظاهر لخلق الفوضى حتى يتسني لها ممارسة النهب والتخريب. وأشار إلي أن مثل هذه الأعمال التخريبية من شأنها أن تقود إلي شق وحدة الصف الوطني ، مبينا أن الدستور كفل حق التظاهر السلمي ولا يسمح بتخريب المنشآت وإتلاف ممتلكات المواطنين كما طالب مجلس أحزاب الوحدة الوطنية القوي السياسية في البلاد بمضاعفة جهودها لجمع الصف الوطني وتفويت الفرصة علي المتربصين بالبلاد ، مؤكدا أهمية عمل الجميع من أجل المصلحة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية . وناشد الأستاذ عبود جابر الأمين العام للمجلس المواطنين كافة إلي أخذ الحيطة والحذر وكشف المخربين الذين يستهدفون ممتلكات المواطنين ويعملون من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد وتدمير الممتلكات العامة والخاصة . وأبان أن الأحزاب المشاركة في المجلس تعمل بجد وروح وطنية متماسكة مع الجهات المختصة والمجموعات المدنية والسياسية من اجل تخفيف أعباء المعيشة علي المواطنين جراء الإصلاحات الاقتصادية ، منوها إلي أهمية تفهم الجميع للإصلاحات الاقتصادية التي تم اتخاذها لتجاوز آثارها المترتبة علي الوضع العام . وقال في هذا الخصوص إن الوضع الاقتصادي سيتعافي قريبا حال تطبيق هذه الإصلاحات بصورة سليمة وعمل الآليات ذات الصلة بتنسيق تام مع المواطنين . وعلى صعيد ردود الفعل الولائى أدانت أحزاب حكومة القاعدة العريضة بولاية سنار والتى تضم حزب المؤتمر الوطني ،حزب الأمة الفدرالي ،حزب الأمة المتحد ،حزب الأمة الإصلاح والتنمية ، الحزب الاتحادي الديمقراطي وجماعة أنصار السنة المحمدية ادانت كل أشكال الفوضى والتخريب الذي يضر بمصالح الشعب واقتصاده والتي حدثت في بعض مدن السودان وأكدت في بيانها على أنه واجب على الجميع المحافظة على امن الولاية وسلامة وممتلكات المواطنين والمنشآت العامة ، وأكدت في بيانها تفويت الفرصة على المتربصين بالوطن وعلى إن الإصلاحات الاقتصادية جاءت تماشياً مع أحوال الدولة الاقتصادية ومنعاً للانهيار الاقتصادي مع ضرورة الاهتمام بالشرائح الضعيفة. كما شجبت الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني لولاية الخرطوم بالهيئة التشريعية القومية من خلال بيانها الأعمال التخريبية التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة بالولاية مؤكدة أن الدستور كفل حق التظاهر السلمي ولا يسمح بتخريب المنشآت وإتلاف ممتلكات المواطنين واشارت الى ان من واجب الجميع المحافظة على أمن الولاية وسلامة وممتلكات المواطنين والمنشآت العامة مؤكدة أن الإصلاحات الاقتصادية جاءت تماشياً مع أحوال الدولة الاقتصادية ومنعاً للانهيار الاقتصادي مع ضرورة الاهتمام بالشرائح الضعيفة. ع أ