نظم مركز دراسات المجتمع (مدا) بالتعاون مع وزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية مؤخرا ورشة عمل حول دور المنظمات الوطنية فى درء اثار السيول والأمطار (رؤية مستقبلية). وقالت الاستاذ أميرة الفاضل مديرة مركز دراسات المجتمع إن الورشة تهدف للوقوف على الجهود التى بذلتها المنظمات فى خريف هذا العام وكيفية معالجة القصور والاستفادة من الايجابيات وتفعيلها لمجابهة الخريف القادم.وأضافت أان الاستعدادات للخريف دائما ماتبدأ متأخرة أو بعد أن تحدث كارثة فلابد من الاستعداد المبكر للخريف كل عام لتجنب المفاجآت. وقدم الدكتور خالد محمد مصطفى عضو معهد الكوارث واللاجئين ورقة علمية اوضح فيها تعرض السودان على مر العصور الى عدد من الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والتصحر ، السيول والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية أو تلك التي من صنع الإنسان أو يشترك فيها الإثنان معاً. وان هذه الكوارث دائماً تقود الى آثار سالبة منها الإقتصادية، الإجتماعية، الصحية والبيئية. وبالرغم من تكرار هذه الكوارث دورياً خاصة السيول والفيضانات إلا أن آثارها المدمرة صارت تتفاقم في كل عام نتيجة عدم الجدية في التعامل معها بوضع الخطط والإستراتيجيات خلال مرحلة ما قبل الكارثة أو ما يعرف بالإستعداد والتجهيز والتي من شأنها دراسة التجارب السابقة وإخضاعها للتقويم ومن ثم تلافي أوجه القصور ووضع الإحتياطات اللازمة لمواجهة هذه الكوارث بأحدث الوسائل وأنجعها وحشد الموارد المادية والبشرية لدرءها وتخفيف آثارها السالبة ما أمكن ذلك. وابانت الورقة ان الأمطار الغزيرة والسيول تشكل إحدى المهددات التي تؤرق المواطنين في المناطق الطرفية من ولاية الخرطوم والتي تعاني من الهشاشة والضعف في كل ناحية سواء كان ضعف مادي أو تنظيمي.وان السكان في مناطق كثيرة من الولاية يعانون من هذه الكوارث والتي دائماً ما تلقي بظلالها السالبة على أمنهم وسلامتهم في سكنهم ومعاشهم وضياع ممتلكاتهم. وركزت الورقة على ضرورة معرفة الأخطار التي يمكن أن تحيق بالمجتمع أو المناطق التي تتعرض لهذا النوع من الكوارث، والسعي الى إخراجها من هذه الدائرة المدمرة بوضع الخطط التنموية الكفيلة بتعظيم نقاط القوة والحد من نقاط الضعف والتي من شأنها الوقاية والتخفيف من هذه الآثار السالبة وكذلك المساعدة في تلمس الإحتياجات الآنية والمستقبلية عند وضع خطط إعادة الإعمار أو البناء وإستمرار الجهود الرامية الى التنمية المستدامة في مناطق الهشاشة أو المناطق التي وسبق أن تعرضت لكوارث السيول بالولاية، سيما وأن مناطق كثيرة من الولاية تعاني من الضعف. واوضح الدكتور خالد فى ورقتة تعرض ولاية الخرطوم خلال موسم الخريف لهذا العام 2013م لموجة من السيول الجارفة والأمطار الغزيرة التي تسببت في حدوث خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والمرافق العامة، حيث بلغ عدد الأسر المتأثرة بالولاية حوالى 21,439 أسرة، أما المنازل فقد تعرض حوالي 16,506 منزل الى إنهيار كلي بينما إنهار جزئياً أو عانى من تصدعات حوالى 4,925 منزل، وقد كانت أغلب هذه الإنهيارات في القرى والمناطق الطرفية من الولاية والتي تقع في المناطق المنخفضة وفي مجاري الأودية والخيران وذلك في مناطق مرابيع الشريف، الكرياب، حي المصطفى، الزلماب ، أمعشوش، حى النصر، حى الهدى بمحلية شرق النيل. وقد خلفت هذه السيول والأمطار إنهيار حوالي (52) ألف مرحاض مما ساعد في تكاثر جيوش جرارة من الذباب والباعوض، وعددت الورقة مساهمات حكومات الدول الصديقة التى تم إستقبالها والتى كانت عدد (10) طائرات من المملكة المغربية حمولتها (164) طن من الأدوية ، الأغذية، معدات الإيواء،معدات الإصحاح البيئى. عدد (8) طائرات من دولة قطر حمولتها (47) طن من الأدوية والخيام والبطاطين والمشمعات وطلمبات سحب، ومولدات. وعدد (1) طائرة من أثيوبيا حمولتها (74) طن من الخيام وعدد (4) طائرات من جمهورية مصر حمولتها (46) طن من الخيام والبطاطين والفوط والملايات وعدد (2) طائرة من جمهورية الجزائر حمولتها (48) طن من السكر والزيت والأرز ولبن البودرة ، الخيام وعدد (6) طائرات من دولة الكويت حمولتها (10) طن تحتوي على بطاطين، مشمعات، طلمبات سحب ومولدات.وعدد (17) طائرة من ليبيا حمولتها (37) طن من الأدوية، مواد غذائية، الخيام ، البطاطين، المراتب، مضخات مياه، طلمبات سحب. وابانت الورقة الجهود قامت المنظمات و الشركات والجمعيات داخل وخارج ولاية الخرطوم مثل مجموعة الكشافة البحرية - الخرطوم ، شركة MTN ، مؤسسة حجار الخيرية، مجموعة شركات سوداتل، شركة زين للإتصالات، منظمة مجددون ، شركة كنانة، شركة النيل للبترول، بنك الخرطوم ، بنك ابوظبي الوطني فرع السودان اضافة الى تنظيم الإتحاد الوطنى لشباب ولاية الخرطوم حملة كبرى للإصحاح البيئي وإزالة الأنقاض بالمناطق المتضررة بالسيول والأمطار بمحلية شرق النيل وذلك بمشاركة عدد (1250) شاب وشابة، بالتركيز على مجالات النظافة ، الصحة والإصحاح البيئي، الرش ومكافحة الباعوض والزباب وغيرها من الحشرات الناقلة للأمراض، إزالة الأنقاض ، توفير مياه الشرب النظيفة ، دفن المراحيض المنهارة وتزويد المنطقة بمراحيض وكذلك مساهمات جمعيات ومنظمات العمل الطوعي سالفة الذكر كانت فضاءات التطوع والعمل الخيري والإيماني مهيئة لإستقبال المزيد من الإسهامات والمبادرات النابعة من الإرث السوداني والمتشربة بالقيم الإسلامية التي تدعو الى التكافل وإغاثة الملهوف ونصرة ونجدة الضعيف، في هذا الإطار برزت الى حيز الوجود عدد من المبادرات أبرزها مبادرة نفير والتي قام على أمرها مجموعة من الشباب من مختلفى الأعمار والتخصصات لمواجهة الأخطار الناجمة عن السيول والأمطار بالمناطق المتأثرة بولاية الخرطوم، وذلك من الناحية الصحية والإجتماعية والنفسية وقد بدأت الفكرة في يوم 13/أغسطس 2013م بإطلاق إعلان نفير عبر المواقع الإليكترونية لإستلام البلاغات وكذلك المساعدات، وقد تبرعت منظمة جسر بإستضافة المبادرة بمبانيهاحيث بلغ عدد المتطوعين فى يوم إطلاق المبادرة 1000 متطوع. واوصت الورشة على ضرورة إستخدام إمكانيات هيئة الإرصاد الجوية في قياس كميات الأمطار والضغط الجوي والرياح، مع دعمها في إنشاء المزيد من محطات القياس وتحديث الموجود منها والعمل على تزويدها بوسائل التكنولوجيا الحديثة وإستخدام إجهزة الإتصال الجماهيرى مثل الراديو والتلفزيون لتحذير المواطنيين خاصة في المناطق البعيدة والنائية التي تفتقر الى خدمات أجهزة الإتصال الحديثة مثل التلفونات والشبكة العنكبوتية وتفعيل مشاركة المجتمعات المحلية واعداد المجتمع وتهيئته للتعامل مع حالات الطوارئ تعتبر من النقاط الجوهرية في الإستعداد المبكر لكوارث الفيضانات والسيول إذ أن المجتمع الذي يعي دوره وماذا يفعل عند حدوث الكارثة تكون الخسائر فيه أقل من المجتمع الذي يفتقر للتنظيم والوعي. والعمل على إقامة المشاريع الرامية الى الإستفادة من مياه السيول قبل وصولها الى الأماكن السكنية ( مشاريع حصاد المياه) مثل إقامة السدود والخزانات ، الحفائر، إقامة المشاريع الزراعية وتقوية قنوات الري بها ، إقامة الآبار الإرتوازية في مناطق تجمعات المياه لزيادة المخزون الجوفي من المياه وإستخدامه وقت الحاجة إليه. واكدت الورقة ضرورة التنسيق بين الجهات المختصة وذات الصلة ( الري ، الإرصاد الجوية،الدفاع المدني، بتفعيل غرف العمليات المركزية والولائية ودعمها بالكادر البشري المؤهل والأجهزة اللازمة. واهمية مراجعة القوانين المتعلقة بإدارة وإجراءات الحماية خاصة في ما يتعلق بالسكن في مجاري السيول وحرم الأنهار والخيران وذلك لتلافي أوجه القصور والثغرات ويمكن أن تسهم في وضع خطط الطوارئ المستقبلية.