نظم مركز راشد دياب أمس الأول منتدى " مقاصد النوايا ".ودفة التوجيه ومفتاح تأكيد القيم الحقيقية للهوية السودانية وصفات إنسانه النادرة . وكان التقاء المنتدى ومنظمة "كلنا قيم" برعاية شركة زين للاتصالات علامة فارقة في منظومة الأخلاق الراقية والقيم النبيلة "كلنا قيم" احتفلت أمس الأول بالنداء الإنساني رقم 200 . ذلك الذي نبعت فكرته من شباب حي وعبر صفحات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) نضجت الفكرة فكانت الفكرة الأولى مبادرة معالجة المرضى المتعففين ثم أعقبته بقية الأفكار مشروع الطبيب الإنسان ، مشروع المتبرعين ، مبادرة رمضان ، زكاتي لمن يستحقها وأخيرا مبادرة من باب لباب . وجاءت الكلمات في المنتدى الذي أداره الأستاذ أيمن عبد الله معبرة عن مقاصد النوايا وقيم الخير في الإسلام والأدب والشعر وارتباط القيم بالحداثة ، فأبتدر المفكر الإسلامي ابوبكر عبد الرازق المنتدى واصفا الحديث عن القيم بانه حديث عن الثقافة والثقافة هي الأسلوب الذي يشكل حياة الناس ، مؤكدا أن الثقافة لا جملة من التعابير المختلفة التي تؤثر في سلوك الناس أما القيم فهي التي جاء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ليتممها لنا لذلك فهو قدمها في قوالب راقية وجذابة . وأضاف عبد الرازق بأن المجتمع السوداني هو مجتمع السماح ، له القدرة على اصطحاب الآخرين معه في تصالح تام وهو مجتمع ممتد عرف بقيمة التعاون والإنفاق في سبيل الله وبالتالي في سبيل الآخرين وأهم سماته الكرم الذي يعتبره عقيدة راسخة . لذلك توجه هؤلاء الشباب نحو مقاصد الخير بتلك القيم التي ورثوها من أجدادهم وآبائهم في شكل منتظم فكانت هذه المنظمة( كلنا قيم ) لتقدم لنا أنموذجا راقيا في فعل الخير والبذل دون من أو أذى . الأديب وأستاذ النقد مجذوب عيدروس ذكر أن هذه القيم عبر عنها الأدباء والفنانين بشتى السبل ويقال إن لكل شيء نصيبا من اسمه ، وهذا دافع لمعرفة العلاقة بين الآداب والأدب كقيمة خلقية ، معرفا الآداب بأنها ثروة الأمم الفكرية والحضارية التي تصنع مجتمعًا بشريّا تسوده قيم الخلق والأدب والخير والحق ؛ لذا سطر الشعراء في تناولهم للقيمة الحقيقية للأخلاق في حياتنا مثل احمد شوقي عندما كتب. فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا وأضاف عيدروس بأن الأدب السوداني تناول هذه القيم منذ مئات السنين وعبر عنها خصوصا قيم أخلاق الفروسية والشجاعة والكرم . الشاعر محمد طه القد ال أوضح أن العمل الطوعي موجود في كل الدنيا وأضاف بأن في اوروبا تجاوز الناس أساسيات الحياة مثل العلاج والتعليم ولفت الي أن المنظمات في السودان تعمل في مجال الأساسيات وهو دليل عجز في توفير الأساسيات ، نافيا وجود رمز للقيم في السودان بقوله " لا نملك رموزا للصدق والأمانة والالتزام بالوقت" . وعبر عن تخوفه من وجود هوة بين دعاوي القيم والقيم نفسها هذه الهوة سيكون ضحيتها الإنسان . الشاعر أزهري محمد على أكد أن القيم ينتجها المجتمع وهو الذي يصححها ومضي في حديثه قائلا "نحن عشنا في مجتمع كانت المرأة تحضر للحفلة " مبلمة " تجلس متجهة نحو الحائط فكان المجتمع متصالح مع هذه القيمة ونفس هذا المجتمع كان يحضر رقص العروس و"قطع الرحط" وأيضا المجتمع كان في حالة تصالح إلا أن هاتين العادتين تغيرت كما تغيرت الكثير من العادات وأيضا تصالح المجتمع مع هذه المتغيرات ، نافيا وجود مؤسسات ترعى هذه القيم وتحافظ عليها ، وقال أزهري أن المجتمع الغربي متمسك بقيمه أكثر منا مشيرا لقوانين الطفل والمعوقين والتي لا يهادن في تطبيقها". الأستاذ احمد الحاج ناشط في منظمات المجتمع المدني أشار الي أن هناك حلم جماعي وإرادة موحدة يعيشها الشباب الآن جعلتهم يتوحدون تحت مظلة منظمات المجتمع المدني ليقوموا بأعمال إنسانية يعبروا فيها عن ذاتهم وبما أن الإحصائيات تقول بأن عام 2020م ستكون نسبة الشباب 80% من سكان السودان إذا سيكون هناك حراك في كل مناحي الحياة ينتهي بدولة جديدة وميلاد إنسان آخر. وختم المهندس محمد الأمين فضول رئيس منظمة "كلنا قيم" الحديث قائلا بأن ميلاد المنظمة كان عفوا دون ترتيب مسبق ، أنجبته حاجة مريض متعفف كانت كل قيمتها 400 جنيه فقط وزاد في حديثه "نحن نقول أننا الآن كلنا قيم جسم مبرأ تماما من أي انتماء سياسي أو عرقي أو طائفي .. هذا هو مبدأنا ولن نتخلى عنه نحن خرجنا من كل بيت من كل حارة من كل مدينة جمعنا الفيس بوك ثم كانت رسالتنا ونداءاتنا التي وصلت النداء رقم 200 وهو يعني بأن هناك 200عملية جراحية أجريت كانت تكلفتها مليار وستمائة جنيه سوداني ساهم فيها أناس لم نلاقيهم ولم نعرفهم ولا حتى أسمائهم رفضوا أن يعطونا لها ، سودانيين في كل بقاع الأرض كان لهم القدح المعلى في ما أنجز" . وهكذا كان "مقاصد النوايا" منتدى حمل هوية السودان وتفاصيل إنسانه الثابت على قيم الخير مهما حدث من ظروف . ب ع