- ما ان يحل الخريف إلا وتجد ولاية نهر النيل تتصدر قائمة الولايات المتأثرة به بسبب السيول المباغتة أو الفيضانات أو الأمطار المصحوبة برياح ، فمساكن الولاية وبخاصة القرى والأرياف التي تستخدم ( الجالوص ) في بناء مساكنها دائماً ما تكون أكثر المناطق تأثراً، الا أن العام المنصرم كان الخريف أشد وأعنف من حيث حجم الأضرار التي خلفها والرعب الذي سببه للمواطن ففقدت الولاية عدد من الأرواح وآلاف من المنازل والأفدنة الزراعية بالإضافة إلى تأثر الطرق وخطوط السكك الحديدية وتوقف حركة الحياة بشكل كامل في بعض مناطق الولاية. التحدي الكبير الذي أدركته حكومة الولاية واضعة في اعتبارها التحولات المناخية الكبيرة هو ضرورة تخطيط قرى جديدة للمناطق المتأثرة تتكامل فيها الخدمات وبمناطق آمنة بعيدة عن مهددات السيول والفيضانات وجاءت الاستجابة من رئاسة الجمهورية ممثلة في الأستاذ حسبو محمد عبد الرحمن الذي زار الولاية ووقف على حجم الأضرار الناتجة عن السيول والأمطار وذلك بإقامة صندوق لإعادة توطين مواطني المناطق المتضررة بالسيول والأمطار ووجه بالتخطيط الفوري لتلك القرى معلناً عن تبرعه بمبلغ عشرين مليون جنيه لصندوق إعادة التوطين بالولاية. كانت حكومة الولاية قد سبقت نائب الرئيس بتخصيص ميزانية طوارئ اسعافية لدرء الآثار السالبة للخريف وأعلنت عن مساعي لإنشاء عدد 10 سدود للاستفادة من مياه الأمطار ضمن مشروع حصاد المياه وللتأمين من مخاطر السيول منها 6 سدود بتمويل اتحادي و 4 سدود بتمويل ولائي. مؤخراً قام الفريق ركن الهادي عبد الله والي الولاية بزيارة لوزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة وهي الوزارة المعنية بالتخطيط والعمل على تأمين المواطنين من السيول والفيضانات بالتنسيق مع الجهات المختصة بالدفاع المدني حيث بحث الوالي مع الوزير حمزة محمد عثمان الفاضلابي وإدارات الوزارة سبل الاستعدادات للخريف المقبل وموقف برنامج إعادة التوطين للقرى التي تضررت إبان الخريف الماضي واطمأن سيادته على جهود الوزارة في هذا الشأن. وكشف المهندس حمزة محمد عثمان الفاضلابي وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة لوكالة السودان للأنباء ( سونا ) عن تخطيط عدد ( 8 ) قرى ، قريتين لكل من محليات بربر، الدامر، شندي والمتمة مشيراً إلى اكتمال عمليات حفر الآبار الخاصة بمياه الشرب ويجري تركيب الصهاريج وقال ان الخدمات ستكون جاهزة بتلك القرى بنهاية الشهر الجاري باستثناء توصيل الكهرباء مؤكداً أن الولاية وضعت التقديرات اللازمة وباعتمادات مالية جاهزة لتنفيذ التوصيلات لتلك القرى مضيفاً ان اتصالاتهم مع الشركة السودانية للكهرباء تستمر في هذا الصدد وأوضح الفاضلابي أن الولاية رفعت تصورات لعدد من المنظمات للمساهمة في تشييد المساجد ومنازل الأسر الضعيفة وتوقع تجاوباً كبيراً من قبل بعض المنظمات. وقال الفاضلابي ان جهود الولاية متواصلة لإنشاء عدد من السدود والحمايات وتشييد المصارف والعبارات والمزلقانات لحماية الطرق وعدد من المدن والمشاريع الزراعية وللاستفادة من مياه الأمطار والسيول وكشف عن اعتماد مالي في حدود العشرة مليون لهذه المشاريع معلناً عن طرح العطاءات لتنفيذ عدد اثنين من السدود فيما تتواصل جهود الولاية في تنفيذ السدود المقترحة وقال ان وزارته وضعت خطة للأعوام الثلاثة القادمة لترحيل العديد من القرى الواقعة بمناطق الهشاشة. من جهته أوضح الأستاذ أبو بكر محمد الأمين ، الأمين العام لصندوق الاعمار والطوارئ بالولاية لوكالة السودان للأنباء ( سونا ) أن الصندوق يتوقع اكتمال العمل في برنامج إعادة التوطين والاعمار قبل يونيو المقبل مشيراً إلى طرح عطائين وفرزهما لبناء سد وادي سلبو ( 8 ) كيلو بالمتمة ومصرف شندي ( 3 ) كيلو وإنشاء مزلقانات بمحلية المتمة وعمل عبارات وصيانة بطريق سيدون بمحلية الدامر بمقدار كيلو ونصف وصيانة مقدار نصف كيلو من الطريق بمنطقة العيسياب بمحلية بربر وأوضح ان عمليات توصيل المياه تتم بصورة مطمئنة لعدد ثمان قرى فضلاً عن بناء مدرسة ومركز صحي لكل من قريتي الدبورة بمحلية الدامر والعيسياب بمحلية بربر بجانب توصيل كهرباء الضغط المتوسط لهما ضمن العطاء. وكشف الأمين عن اتصالات تتم مع وزارة الكهرباء لتخفيض المبلغ الخاص بتوصيل الكهرباء للثمان قرى المخططة وأشار إلى جهود تبذل من قبل اللجنة العليا لإعادة الاعمار والتي يرأسها دكتور نافع علي نافع القيادي بالمؤتمر الوطني مع عدد من الجهات موضحاً ان اللجنة عقدت أربعة لقاءات مع عدد من الشركات للمساهمة في مشروع إعادة التوطين وقال ان عدد من الشركات طالبت بإعداد قوائم بالمشروعات الخدمية المطلوبة من منازل ومساجد ومرافق خدمية فيما طالبت الأخرى بفرصة طرح الأمر على مجالس الإدارات وقطع الأمين بأن الاستجابة ستكون كبيرة من قبل تلك الجهات. مراقبون أكدوا ( لسونا ) أهمية تشجيع الجهد الشعبي ومواطني الولاية وتنظيم ( نفرات ) لاستكمال عمليات تشييد المنازل لبعض الأسر الضعيفة بتلك القرى المخططة قبل حلول الخريف المقبل فيما نادي آخرون بتحديد مناطق الهشاشة والمناطق المهددة بالسيول بكل الولاية لتتم المعالجة بصورة كلية ونهائية. جهود جدية تمضي لمعالجة آثار خريف العام الماضي بالولاية بينما يتوقع المواطن المزيد لتأمين ممتلكاته خاصة أن بعض المدن بالولاية تتوقف فيها الحركة تماماً في بعض أيام الخريف بسبب عدم المصارف وانخفاض الشوارع الداخلية.