- تستضيف العاصمة الفرنسية باريس غداً الملتقى الاقتصادي السوداني الفرنسي بمشاركة وفد وفد وزاري سوداني وممثلين لوزارات القطاع الاقتصادي واتحاد أصحاب العمل ومؤسسات وشركات سودانية ، بجانب مشاركة الجانب الفرنسي من شركات وبنوك ورجال أعمال . السفير نصر الدين والي سفير السودان لدى فرنسا ذكر في تصريح (لسونا) أن الملتقى ينعقد بالتعاون مع حركة أرباب العمل الفرنسية العالمية ذلك لبحث فرص الاستثمار المتوفرة في السودان والتي يمكن أن يدخل الجانب الفرنسي كشريك فيها . وبنظرة لمسيرة العلاقات السودانية الفرنسية نجد أنها قديمة نشأت عقب نيل السودان استقلاله في العام 1956 ، حيث كانت فرنسا من أوائل الدول التي اعترفت بالسودان وأقامت علاقات معه . تطورت العلاقات بين البلدين في سبعينيات القرن الماضي خلال فترة حكم الرئيس السابق جعفر محمد نميري ، حيث ازداد العون الفرنسي للسودان وشمل الجوانب الثقافية بتوفير العديد من المنح الدراسية للدراسات العليا فيما شهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية منذ نهاية التسعينيات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية ، وقد ساهمت الزيارات واللقاءات المتبادلة في تدعيم تلك العلاقات . شهدت السنوات الماضية زيارات لعدد من المسؤولين السودانيين لفرنسا منها زيارة الدكتور نافع علي نافع والسيد موسى محمد احمد ووالاستاذ علي كرتي ووفود من المؤتمر الوطني ، فيما زار الخرطوم عدد من المسؤلين الفرنسيين في فترات مختلفة من بينهم وزير الخارجية ووزيرة الدولة لحقوق الانسان بالخارجية الفرنسية ، وغيرهم من المسؤولين . كما تمت لقاءات على مستوى القمة بين رئيسي البلدين وعلى سبيل المثال اللقاء على هامش قمة كان في فبراير 2007 ، كذلك على هامش قمة أوربا وأفريقيا بلشبونة ديسمبر 2007 ،واللقاء على هامش القمة الدولية لتمويل التنمية بالدوحة نوفمبر 2008 . سياسياً تعتبر لجنة التشاور السياسي بين السودان وفرنسا آلية فاعلة لتطوير العلاقات بين البلدين وتحسينها وتبادل الرأي حول المسائل ذات الاهتمام المشترك على المستويين الاقليمي والدولي ، حيث بدأ انعقاد اللجنة في العام 2006 بباريس ، ثم في العام 2010م في باريس أيضاً ، والاجتماع الثالث بالخرطوم في العام 2012، وعقت اللجنة آخر اجتماعاتها بباريس في فبراير 2014م ، التي بحثت المسائل ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في السودان ، وتم الاتفاق على تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين وزيادة المنح الدراسية المقدمة للسودان في مجال الدراسات العليا ، ووعدت فرنسا بالتحرك في نادي باريس لمعالجة ديون السودان . بالنسبة للعلاقات الاقتصادية يعتبر السودان الشريك التجاري الثاني لفرنسا في شرق أفريقيا بعد كينيا ، حيث تعمل شركات فرنسية في السودان في قطاعات البترول ، التعدين ، الإسمنت ، التوليد الكهربائي ، الزراعة وقطاع الصمغ العربي،وهناك زيارات متبادلة لوزارات القطاع الاقتصادي في البلدين فضلاً عن مشاركة الشركات الفرنسية في دورات معرض الخرطوم الدولي . في مجال التعاون الثقافي والعلمي تولى فرنسا اهتماماً خاصاً بالثقافة والفن ويأتي اهتمامها بالسودان ثقافياً نظراً للتنوع الثقافي وتباين الأعراق والثقافات فيه ، ولفرنسا بعثات أثرية مستمرة في السودان منذ السبعينيات وهناك تعاون بين الهيئات التي تعنى بالآثار في البلدين ، وقد ساهمت هذه البعثات الأثرية في العديد من الاكتشافات التاريخية في السودان ، كما تعمل على ترميم بعض اهرامات البجراوية ، ووقعت جامعة الخرطوم في العام 2011م عدداً من الاتفاقيات مع بعض الجامعات الفرنسية لزيادة المنح الدراسية في الدراسات العليا في المجالات العلمية . على خلفية هذه المسيرة في علاقات البلدين من المؤمل أن يفضي الملتقى الاقتصادي السوداني الفرنسي الى نتائج ايجابية تسهم في دفع وتعزيز العلاقات الى آفاق أرحب . ط . ف