-يعد السياج الافريقي الكبير من الاستراتيجيات البيئية المهمة التي تقي الدول الافريقية موجات الجفاف حيث اختتمت في العاصمة الموريتانية نواكشوط القمة الثالثة لرؤساء دول السور الأخضر التي ناقشت قضايا التصحر والتغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي وعلاقته بالنشاط الاقتصادي. وحضر القمة التي دامت يوما واحدا رؤساء السودان ومالي وبوركينا فاسو وممثلين عن قادة السنغالوتشاد ونيجيريا واثيوبيا والنيجر، اضافة إلى الأمين التنفيذي للوكالة الافريقية للسور وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي لوزراء دول الوكالة . وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إن تفاقم التحديات البيئية وحدة التغيرات المناخية تظهر الأهمية الكبيرة لمبادرة الدول الإفريقية بإنشاء السياج الأخضر الكبير، مشيرا الى ان الطريق لا يزال طويلا أمام تنفيذ هذا المشروع ، مما يستدعي إشراك السكان المحليين وكافة الفاعلين في تنفيذ هذا المشروع المهم. وعلى مستوى السودان فقد حصل على 20 مليون دولار من البنك الدولي ضمن دعم البنك للسياج الاخضر الكبير في ست ولايات هي كسلا، الجزيرة، النيل الابيض، نهر النيل ، الشمالية وشمال كردفان خلال الدورة الحالية التي انعقدت بموريتانيا . وقال وزير البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية دكتور حسن عبد القادر هلال ل "سونا" ان القمة وجدت اكبر دعم من البنك الدولي لصالح مشروع السياج الاخضر الكبير. وان السودان استلم مبلغ 8،3 مليون دولار من المبلغ المخصص لتنفيذ المشروع في الولايات المذكورة فيما سيصل بقية المبلغ لتنفيذ المشروع في ست ولايات اخري. ويعد السودان اكبر دولة ممر للسياج الاخضر الكبير بمساحة 1520 كلم بعرض 25 كلم و يمر بشمال خط عرض 14 ومعروف أن هذه منطقة جفاف وتصحر معتبرا السياج الاخضر انجازا كبيرا وتاريخيا مبتكرا ويمثل منظومة حياة متكاملة من سبل كسب العيش والمدارس والتنوع الاحيائي. و يساعد السياج على تغيير المناخ وله انعكاسات جيدة على السودان لان السودان يحتل اكبر مساحة من المشروع وهذا السياج سوف يعيد الحياة إلى طبيعتها الأولى بأمر الله تعالى وسوف يساعد على تغيير المناخ ويساعد على الحياة البرية والبيئية ، ونتوقع أن يعمل كمصدات للرياح تساعد لتوفير الأخشاب والرعي . والسياج الاخضر مشروع ترعاه الوكالة الافريقية للسياج الاخضر ومقرها دولة تشاد ويضم 11 دولة افريقية ومن شأن استراتيجية السياج الأخضر أن تقي الدول موجات الجفاف ،و سيسهم كثيراً في إيجاد التنوع الإحيائي ومكافحة الفقر ومحاربة البطالة لخلق مشاريع صغيرة تستوعب أيدي عاملة ويقدر طوله الاجمالي أكثر من 7 آلاف كيلومتر ويمتد من العاصمة السنغالية داكار غرب القارة الأفريقية إلى جيبوتي شرقاً ، و بدأ المشروع فعليا في مارس 2013م . ومن اهم الأشجار التي سيتم غرسها اشجار مثمرة لمحاصيل تغذية ذات قيمة اقتصادية كشجر الهشاب والسيال والقضيم والنيم وعدد من أشجار الظل. و من فوائد هذا الحزام انه يوازي حزام الصمغ العربي وهو أهم حزام في السودان وهذا السياج سيكون بمثابة حماية لحزام الصمغ العربي من التصحر، بجانب زيادة الرقعة المزروعة من التشجير في السودان والاستفادة من حصاد المياه لان هذا المشروع به تقنيات حديثة من بينها حصاد المياه وحماية الغابات وحماية المراعي وزراعة الأحزمة الشجرية بالمشاريع المروية والمطرية وذلك ضمن خطة حماية تدهور التربة وكذلك حماية المناطق المحمية للحياة البرية. ويتم تمويله تقريبا بمبلغ 108 مليون دولار للسياج الأخضر للدول الأعضاء بالإضافة إلى الدول التي انتقاها البنك الدولي لتدخل في هذا السياج ، نصيب السودان من هذا الدعم حوالي 8.350.000 دولار يتم في ثلاثة محاور لحماية مناطق تدهور التربة وتلك المناطق نستزرعها بالغابات أما التنوع الحيوي حوالي 3.680.000 دولار لحماية المحميات والتشجير وحصاد المياه. ومبادرة السياج تظهر لها أهمية كبيرة في القارة الافريقية لانها تعمل على التعبئة الشاملة للشركاء الدوليين من أجل مساعدة الوكالة في تحمل أعبائها، والتخطيط لإنشاء السور الأخضر الكبير كان ثمرة شراكة واسعة بين المجتمع العلمي وشركاء التنمية الأفارقة، وهو ضرورة لاستكمال الخطوات المتبقية والبدء بشكل فعلي في تنفيذ المشروع كما انه ضربة استباقية لمواجهة التحديات البيئية والتغيرات المناخية التي تهدد المجتمعات الإفريقية وتضعف من أدائها الاقتصادي. ويعمل المشروع على تحقيق الأمن الغذائي وحماية الثروات الريفية وتوفير العيش الكريم لسكان القارة من خلال السعي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الأساسية.