تقرير/علوية الخليفة - أصبحت الأسمدة الكيماوية من أهم المدخلات الزراعية لزيادة الانناج والانتاجية خاصة في الدول النامية التي تعاني من تدني الانتاجية والفجوات الغذائية وتعرف الاسمدة بانها مواد يقصد من إستخدامها مد الحاصلات الزراعية أو بيئة النمو بالعناصر المغذية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وذلك بغرض تحسين النمو وزيادة الإنتاج وتحسين جودة المنتج. وتنقسم الأسمدة من حيث المصدر لنوعين أسمدة عضوية وأسمدة كيميائية وهذه الاخيرة تنقسم الي احادية تحتوي علي عنصر غذائي واحد فقط كالنتروجين والفسفور والبوتاسيوم وأخرى مركبة تحتوي علي عنصرين من العناصر المغذية للنبات ويتم ذلك عن طريق دمجها او خلطها كيمائيا او فيزيائيا مع بعضها وتأتي اهمية الاسمدة في انها تنتج مالايزيد عن 25%من الطاقة الانتاجية الكامنة في المحاصيل الزراعية وفقا للتركيبة الوراثية للنبات ويعود ذلك لعدة اسباب اهمها النقص في العناصر الغذائية المتاحة للنبات حيث ان الاسمدة المصنعة توفر 50%من احتياجات النبات الغذائية في الدول الاوربية وكل كيلو جرام من الاسمدة يضاف للتربة يحقق زيادة في الانتاجية تقدر ب 5 كيلوجرام ويعتبر السودان من الدول النامية التي يعتمد اقتصادها بصورة كاملة علي الزراعة وتعتبر الزراعة الأساس فى الإقتصاد القومى له وهى رأس الرمح للتنمية الإجتماعية فى البلاد وتمثل 45% من الإنتاج المحلي لتوفير المادة الخام والغذاء مايعادل 95 % من الصادرات الغير بترولية. تقدر مساحة الأراضى الواسعة الصالحة للزراعة بحوالى 200 مليون فدان يزرع منها 40مليون فدان فقط اي ما يعادل نسبة 20% فقط من الاراض الصالحة للزراعة . وكان السودان يعتمد اعتماد كلي علي الاسمدة العضوية التي تنتج من (روث الحيوانات)ومنذ أواخر الأربعينات بدأ السودان في الاستخدام التجاري للاسمدة الكيماوية عندما استخدم الاسمدة النتروجنية في محصول القطن بمشروع الجزيرة . ورشة عمل ( الاحتياجات الفعلية للأسمدة للتربة السودانية ) التي نظمتها اللجنة الفنية للاسمدة بالهيئة السودانية للمواصفات بقاعة الهيئة مؤخرا تحت شعار (معا نحو مواصفات وإستخدام للاسمدة في السودان ) بحضور وزير الزراعة والغابات بروفسير ابراهيم الدخيري ، أكد المشاركون فيها علي اهمية الاستخدام الامثل للاسمدة لزيادة الانتاج والانتاجية للمحاصيل السودانية وطالبوا بتحديد الكميات المستوردة حسب الحاجة مع ضرورة وضع تاريخ الإنتاج وإنتهاء الصلاحية في الاعتبار. وأكدوا ضرورة توفير الدولة الدعم المطلوب لهيئة البحوث والأدارة العامة لنقل التقانة والأرشاد والأسمدة الحديثة لعمل التجارب والإلتزام بتوفير تكلفة الحقول الأيضاحية ومستلزماتها المالية والفنية.مراعاة لزيادة الحاجة للغذاء بجانب التوسع الأفقي فى إستزراع أراضى جديدة عادة تكون أقل خصوبة وأقل إنتاجية من الأراضي المستعملة حالياً أو عن طريق التوسع الرأسي وذلك بزيادة الإنتاج بإستخدام التكنلوجيا الحديثة في إعداد للأرض ، إتباع دورات زراعية علمية ، طرق الري الحديثة ، إستخدام الأسمدة والمخصبات والتقاوي المحسنة وغيرها كحزمة تقنيه متكامل . ودعا المشاركون الى تشجيع القطاع الخاص المحلي والأجنبي للإستثمار في مجال تصنيع الأسمدة بالبلاد والإلتزام بدورات الزراعية الموصي بها للمشاريع المختلفة، مع العمل على سرعة إدخال الحيوان فى الدورة الزراعية للتوسع فى إستخدام الأسمدة العضوية، و تكثيف الإرشاد الزراعي مع التوسع فى تنفيذ الحقول الإرشادية للمزارعين مع وضع خطة لتصنيف الأراضي بالسودان وتحديد إحتياجاتها الفعلية من الأسمدة. وناشد المشاركون الى ضرورة رفع قدرات العاملين في مجال تصنيع إستخدام وتداول الأسمدة بأنواعها المختلفة (باحثين وإداريين و فنيين ومزارعين) خاصة العاملين في مجال البيوت المحمية لبرنامج النفرة الزراعية و تنظيم المعلومات والإحصاءات والبيانات الخاصة بالأسمدة ، الى جانب تكملة إجراءات قيام المجلس القومي للأسمدة وتفعيل قانون الأسمدة الزراعية القومي للعام2010و إنشاء المجلس الخاص بتسجيل الأسمدة . البروفيسور إبراهيم آدم أحمد الدخيري وزير الزراعة والغابات الإتحادي قال لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لأهمية الإستخدام الأمثل للأسمدة في الإنتاج الزراعي لزيادة الانتاج الزراعي إن وزارته تسعى لتكوين مجلس قومي للأسمدة وتفعيل قانون الاسمدة السوداني حماية للمستهلك . من جهته اكد د.عوض سكراب مدير الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس ضرورة الالتزام بالمواصفات الوطنية لإستيراد الأسمدة مشيرا الي أن الهيئة وقعت عددا من الإتفاقيات مع نظائرها في عدد من دول المنشأ للواردات السودانية لتحديد المطابقة النهائية للسلع مع المواصفة السودانية قبل تصديرها بما فيها السمدة للحد من السلع غير المطابقة مشيدا بعمل اللجنة الفنية للأسمدة التي وضعت أكثر من 30 مواصفة وطنية في مجال الأسمدة . وفي ذات السياق قال بروفيسور الأمين عبد الماجد أستاذ كلية الزراعة جامعة الخرطوم رئيس اللجنة الفنية للأسمدة ومحسنات التربة بالهيئة السودانية للمواصفات ، قال إن الورشة تهدف الى الالتزام بالاستخدام الامثل للأسمدة في المحاصيل السودانية بجانب العمل علي نشر الوعي والارشاد بين المزارعين واصحاب الشركات المستوردة للأسمدة وكيفية طرق الاستيراد والضوابط مشيرا الي ان السودان لا يتجاوز استخدامه للأسمدة 10 % من الاحتياجات مؤكدا اهمية تفعيل دور المرشد الزراعي في الحقول الزراعية لتوعية المزارعين بالاستخدام الامثل للأسمدة . وحذر الامين كافة جهات الإختصاص من إستيراد كميات كبيرة من الأسمدة تفوق حاجة الإستخدام الفعلي حتى لاتفقد خاصيتها عند تخزينها لفترات طويلة مؤكدا على ضرورة اعادة تحليلها مرة ثانية قبل استخدامها وفي حالة فقدان خاصيتها يجب التخلص منها فورا مطالبا بتوفير محارق لإبادة الاسمدة .