- شهدت أروقة قاعة التعليم العالى والبحث العلمى بالخرطوم فعاليات المؤتمر العلمي العالمي الثالث حول (تأصيل المناهج الجامعية ، مناهج جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم_ أنموذجا ) الذي نظمته الجامعة ممثلة في مركز تأصيل العلوم بالتعاون مع إدارة تأصيل المعرفة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مؤخرا بالخرطوم . وناقش المؤتمر في جلساته عدد من الاوراق العلمية بمشاركة علماء وخبراء وباحثين من داخل وخارج البلاد تتضمن ورقة عمل حول (مقترح منهج تدريس النحو التاصيلى فى الجامعات ) قدمها دكتور عادل صغيرون تيراب وورقة عن (اسس بناء الكتاب التعليمي الجامعي ومواصفاته ) قدمها البروفيسور محمد البشير محمدعبد الهادي ، كما قدم الدكتور العطري بن عزوز ورقة حول ( مواصفات الكتاب الجامعي المؤصل وسبل تفعيل دوره بالتقنيات الحديثة ) أما ورقة (التميز فى تاليف الكتاب الجامعى ومرجعات ومقترحات) إستعرضها البروفيسور ابراهيم القادري بوتشيش . من جانبه إستعرض الدكتور وليد خضر الزند ورقة (الكتاب المنهجي بين معضلة الحداثة وضروريات التاصيل) وقدم الاستاذ خالد عبد المنعم ورقة ( حول تاصيل الكتاب الجامعي والمستحدثات التكنلوجية ) بينما قدم دكتور محمد الامين بلة ورقة حول ( اشكاليات المنهج المؤصل في الجامعات السودانية والحلول المقترحة ) وقدم دكتور محمد خليفة صديق ورقة حول ( تجربة جامعة افريقيا العالمية في التاصيل المناهج الجامعية) بينما استعرض دكتور محمد عبد الله سليمان ورقة تجربة (تاصيل مناهج الادب العربي -جامعة القران الكريم وتاصيل العلوم (انموزجا ) . و اكد المشاركون فى المؤتمر على اهمية تاصيل الانتماء الحضاري للامة الإسلامية وتاكيد هويتها وجعل القران الكريم محورا للعلم والحياة بدراسته ودراسة علومه وعلوم اللغة العربية والعلوم الاخرى والمساهمة الفاعلة فى التعليم المستمر ونشر الوعي الاسلامي وتنمية المجتمع ، وأمنوا على انطلاقة العلم من كتاب الله لبناء جيل تأصيلي . وقال البروفيسور محمود مهدي شريف مدير جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم لدى مخاطبته فعاليات المؤتمر ان رؤية الجامعة ان تصبح مؤسسة قيادية فكرية إسلامية ثقافية تعمل لإنتاج المعرفة على هدى القرآن الكريم وتعزيز البحث العلمي لتأصيل العلوم بجانب الاستجابة لمتغيرات العصر توجيهاً وإصلاحاً و المشاركة في تنمية المجتمع السوداني والمساهمة في استمرار العطاء الحضاري للأمة الإسلامية ومبلغة لرسالة القيم والمباديء التي تعبر عن هوية الأمة في المجتمع الإسلامي . واكد مدير الجامعة ان المؤتمر يهدف لبناء المناهج الجامعية ارتكازاّ علي مصادرها من الوحي المقروء والكون المنظور وتطويرها علي اسس علمية ومنهجية سليمة وحديثة والاستفادة من أراء الخبراء وتجارب الجامعات في بناء المناهج الجامعية وتطويرها بجانب توظيف مخرجات البحث العلمي وابراز دور دور الجامعة الريادي في تأصيل المناهج الجامعية وتنقيتها من النظريات والفلسفات المنحرفة والالحادية والمساهمة في بناء جيل محصن بالقيم الاسلامية واشار مدير جامعة القران وتاصيل العلوم الى رسالة الجامعة التى تتمثل في تأكيد هوية الأمة وتأصيلها وتدريس القرآن الكريم وعلومه والسنة النبوية وعلومها واللغة العربية وآدابها وسائر علوم الدين والمجتمع ودراسة التراث الإسلامي وإثراء الحياة السودانية بمقومات الحضارة الإسلامية والإنسانية وتوظيفها لخدمة المجتمعات بجانب الاهتمام بالبحث العلمي في قضايا المجتمع من خلال المرتكزات الفكرية الإسلامية المستوعبة لقضايا العصر. واضاف ان الجامعة تضطلع الى تأكيد هوية الأمة من خلال المناهج التي تقرها الجامعة وتدريس القرآن الكريم والسنة النبوية، وعلومهما واللغة العربيّة وعلومها وآدابها وسائر العلوم الإسلامية واللغات وتأصيل الاقتصاد لتقديم النموذج الإسلامي الذي يعالج الأزمة الاقتصادية العالمية بجانب دراسة مقومات الحضارة العربية الإسلامية وتوظيفها لخدمة الأمة الإسلامية عامة والمجتمع السوداني بصفه خاصة ورعاية حركة نشر وإحياء العلوم الإسلامية في السودان وسائر المجتمع العالمي خاصة البلاد الإفريقية وإقامة الروابط العلمية مع مختلف المؤسسات العلمية في السودان وخارجه، خدمة لأغراض الجامعة والمجتمع و التعاون مع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بما يحقق أهداف الجامعة . وتحدث مدير الجامعة عن محاور المؤتمر التى تتمثل في محور أسس وموجهات بناء المنهج الجامعي المتأصل ومحور الأستاذ المتأصل ومواصفاته والبحث العلمي المتأصل ودوره في تطوير المنهج ومحور الكتاب الجامعي المتأصل ومواصفاته وتجارب الجامعات في تأصيل المناهج ، مشيرا إلى أن عدد المشاركين في المؤتمر على المستوى الداخلي والخارجي بلغ 400 مشارك يمثلون باحثين وخبراء ومهتمين . واكدت رئاسة الجمهورية خلال المؤتمر متمثلة في نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن دعمها لعلوم التأصيل باعتبارها توجها إستراتيجيا لثورة الانقاذ يهدف الى المحافظة على الإسلام الوسطي المعتدل البعيد عن الغلو والتطرف مشيرا الى أن الإسلام مستهدف ومحارب في العالم ويتعرض الى حملات تشويهية منظمة من قبل المجتمع الغربي . وطالب حسبو علماء الإسلام بالعمل بصورة جادة لتصحيح النظرة السالبة للإسلام في العالم مناديا بضرورة نشر ثقافة الإسلام الوسطي . وقال إن حكومة الانقاذ ستتبنى توصيات المؤتمر ومخرجاته دعما لمشروع التأصيل ليكون منهجا للحياة في البلدان الاسلامية معربا عن وقوف الدولة خلف جامعة القرآن الكريم ومشاريعها المتعلقة بعلوم القرآن والتأصيل مشيرا الى إطلاق الحكومة لثورة التعليم العالي منذ وقت مبكر واصفا ذاك التوجه ب(الانجاز العظيم ) وأن أهم ثمراته تتمثل في رعاية وتبني المراكز والمعاهد التي تعنى بعلوم التأصيل . وتشير ( سونا) ان فكرة انشاء جامعة القران الكريم وتاصيل العلوم اتساقا مع حاجة الانسان في التعليم والتطوروالنماء واستجابة لمتطلبات المرحلة ومواكبة للامم الناهضة بالعلم حيث جاءت ثورة التعليم العالي وقامت فلسفتها علي توسيع مواعين الاستيعاب لطلاب العلم في هذا البلد من هنا اتت فكرة انشاء جامعة القران الكريم وتاصيل العلوم بولاية الجزيرة اضافة حقيقية لهذا التطور الكمي والنوعي فى التعليم العالى بالسودان . يذكر أن الجامعة بدأت بفرع من جامعة امدرمان الاسلامية ممثلة في معهد القران الكريم منذ العام 1412ه الموافق 1991م ، حيث تم إنشاء كلية تتبع للجامعة بامدرمان ثم انتشرت وتوسعت بكلياتها واقسامها فى ودمدني وبعض مدن ولاية الجزيرة وفي العام 2007م اعلن رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير عن قيام جامعة القران الكريم وتاصيل العلوم ، وتضم الجامعة كليات القران الكريم والشريعة والتربية واللغة العربية والاقتصاد والعلوم الادارية والدراسات العليا والبحث العلمى وكلية المجتمع واللغات بجانب اربعة عمادات وثلاثة مراكز ومعهد واحد .