- احتفالات الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية بالذكرى السنوية للامامين الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى وابنه الشيخ ابراهيم والتي تختتم مساء اليوم حظيت بمشاركة مقدرة من ابناء الطريقة من بقاع السودان المختلفة ومن دول العالم حيث شاركت وفود من دول اوربا تحديدا من المانيا وسويسرا وايطاليا والدنمارك والسويد وفرنسا اضافة الى كندا وامريكا وباكستان والهند واندونسيا والدول العربية وبعض الدول الافريقية. الحضور المميز لتلك الوفود يؤكد ان للتصوف أرضية صلبة وله اصالته وقدرته على البقاء والتغيير في كل المجتمعات باعتبار أن التصوف ليس مجرد ظاهرة دينية أوتربوية فحسب، وإنما باعتباره أيضا أسلوبا أو طريقة للحياة، وثقافة متكاملة ومتفردة بذاتها. قالت حميدة دسوقي من كاليفورنيا تعمل في مجال الصحة العامة إنها أسلمت منذ اربعين عاما ودخلت الاسلام عبر الطريقة البرهانية وقالت إنها تحرص سنويا وهي وابنائها علي الحضور الي السودان والمشاركة في الاحتفال بهذه الذكرى تقديرا وعرفانا للشيخين لانهم تسببوا في هدايتها الى نور الاسلام ووصفت حضورها للسودان بانها رحلة روحية تجدد ايمانها وتتذوق أثر البعد الروحي في العبادة فهي تشعر بحالة من الاطمئنان لا تتأتي عن طريق الإشباع المادي . واضافت انها من اسرة كاثوليكية متدينة وانها منذ صغرها كانت مولعة بالرياضيات وعلم الجبر ولكنها كانت تستغرب كيف ان المسيحية تعبد الها واحدا ويؤمنون بالثالوث فقالت سألت القسيس ذات يوم من هو الاله الواحد هل هو الله ام الابن ام الروح القدس لانها تعلم ان حسبة واحد زائدا واحد زائدا واحد هي ثلاثة قالت فاستدعي امي واخبرها انني محمدية رغم انني لم اسمع حينها شيئا عن الاسلام وفي السنوات الاولي في الجامعة التقيت بأحد الاخوان البرهانية وكان يملك مكتبة اسلامية فتعرفت علي الاسلام ونطقت الشهادة وانضممت للطريقة البرهانية وأضافت انها التقت بالشيخ ابراهيم وتعلمت العبادات والكثير عن سماحة الاسلام وتعاليمه وزارت كثيرا من المناطق معه واصبحت مرشدة في ولايتها وقالت بحمدالله دخل كثير من الامريكيين الاسلام بفضل الطريقة واسلوبها . وتقول سكينة بوكدينا فرنسية من اصول جزائرية كاتبة انهم كمسلمين مهاجرين ظلوا يعانون كثيرا لان الاعلام يظهر الاسلام في صورة مشوهة وهم لايستطيعون الدفاع عنه خاصة بعد الاحداث الاخيرة وظهور الحركات والتيارات المتطرفة والتي تحتل صورها شاشات الاعلام وقالت انها ولدت في فرنسا واسرتها مسلمة واخذت الطريقة من احدى صديقاتها الفرنسيات وأنها زرات مشيخة الطريقة في شنيدة بالمانيا في العام 1997 و بعدها زارت السودان ولم تنقطع سنويا حيث تحضر واسرتها الاحتفال بذكرى الاماميين . وابانت انهم الآن يحتاجون اكثر ما يكون للارتباط بالطريقة وتعاليمها لانها تعكس الوجه الحقيقي للاسلام المعتدل والمتسامح والذي يدعو لقيم الاخاء والسلام والامن وقالت "اصبحنا نعاني الان من الدعوات التي تجذب شباب المسلمين وهي ليست من الاسلام فلاسلام لايحلل قتل الانسان دون جريمة " وقالت ان الطريقة والتصوف هو الحل لشبابنا وللاّخرين الذين لايعرفون سوى ما يرونه عبر الاعلام. وقالت ان الطريقة والتصوف عموما مقبول عند الفرنسيين مبينة ان فى فرنسا زاوية تقام فيها الدروس والحضرة (حلقة الذكر )كل سبت وقالت يزورنا كثير من الفرنسيين غير المسلمين ودخل منهم عدد كبير الي الاسلام والطريقة . مريم ناقلر المانية تدرس فنون وثقافة قالت إن اسرتها مسلمة ودخلوا الاسلام بواسطة الطريقة البرهانية و ظلوا منذ صغرهم يأتون الي السودان كل حولية لانها تمثل لهم فرصة يفتقدونها خاصة في الوقت الحالي اذ اصبحوا يضيقون علي المسلمين كثيرا واصبحنا نتخوف من ان نعلن اننا مسلمين ولكن الحضورالي السودان لحولية الاماميين وحلقات الذكر والانشاد تريح قلوبنا وتزيدنا تمسكا بالاسلام . داودسيرلو متقاعد من نيويورك سألناه كيف دخل الاسلام وما الذي جذبه الي الطريقة البرهانية قال ان اسرته مسيحية متدينة وكان في صغره يتمنى ان يصبح قسيسا وفي طريقه الي منزله ذات يوم وجد مجموعة تتحدث عن الاسلام والمسيح وسمع حديثا عن النبي الكريم وانه النبي الخاتم وتأثر كثيرا وبعدها دخل الاسلام وطيلة السبع سنوات الاولي لاسلامه كن يصلي ولكن كانت روحه تتوق لشيء اكثر ودعاه احد الاخوان البرهانية لحضور ذكر بمقر الزاوية وسمع قصائد الامام فخرالدين والمديح فأخذ الطريقة في حينه وعندها فقط عرف ان محبة الرسول هي الحياة وزار السودان ولم ينقطع هو واسرته سنويا لحضور هذه الذكرى والمولد النبوى ويشعر انها ايام عيد حقيقي فالمكان يعج بكل السحنات وكل الاجناس همهم واحد هو ذكر الله وحب النبي وهي راحة واطمئنان وسعادة لاتوصف . وقال ان لدينا زاويتين في نيويورك ونيوجرسي نحتفل فيها بالاعياد وتقام دروس والمحاضرات وحلقات الذكر وقال "اننا مقبولون وسط مجتمعنا ومعارفنا وهم يحضرون الي الزاوية يشاركوننا افراحنا حتي غير المسلمين ودارنا مفتوحة وقلوبنا كذلك" مضيفا انه يقود حافلة اسماها حافلة محبة النبي ودخل كثير من الامريكان الي الاسلام من خلال الطريقة . الحاج ياسين خضير اسماعيل وزوجته نوال من مدينة ديالا من العراق اتوا للسودان للمشاركة في االاحتفاء بالشيخين الجليلين حدثونا ان اجراءات السفر الي السودان كانت صعبة في ظل الظروف التي يمر بها العراق ولكنهم آثروا الحضور والمشاركة في الحولية عرفانا منهم وتقديرا لدور الشيخين فى دخولهم الطريقة وقال ان التصوف في العراق ليس بالجديد بل هو صمام الامان والحل الامثل لمشاكل بلده حسبما يري وقال ان رجال الصوفية كانوا قدوة حسنة وحية في حياتهم الخاصة والعامة دعوتهم دوما الي التحلي بالأخلاق الفاضلة وحسن المعاملة والإخلاص والوفاء، كما كانوا يهتمون بتربية الناس على الطباع الحسنة والسلوك المستقيم الذي يدعو إليه ديننا الحنيف وقال إن الطائفية اضرت بالعراق ودمرت الحرب مقدراته ولكن التصوف يمثل الوسطية بين كافة التيارات ويجلب الامان الذي افتقدوه كثيرا . اكد الاستطلاع للوفود ان الصوفية تقدم لهم حلا وسطا بين التيارات والمذاهب الفكرية الإسلامية ، تلجأ إليه العقول المتدينة الحريصة على التوفيق بين الدين ومستلزماته الخلقية من جهة، ومعطيات العلم الناجمة عن الاختيار المادي من جهة أخرى اذن لابد من الخروج بالإنسانية عبر بوابة التصوف إلي رحاب الدين كما بدا.