- - اتسمت فترة الحكم التركي بشح في المصادر التي تؤرخ لهذه الفترة في المقتنيات المحفوظة بدار الوثائق القومية في الوقت الراهن وربما كان ذلك بسبب السياسة التي أتبعتها الإدارة التركية في إدارة المستندات الرسمية الخاصة بالمناطق التي سيطرت عليها حيث كانت تنقل هذه المستندات إلى مصر والى الباب العالي في تركيا إضافة إلى عامل اللغة التي كتبت بها هذه الوثائق والمستندات التي اعتمدت على اللغة العثمانية القديمة . ومن أهم المصادر المتوفرة عن فترة الحكم التركي في السودان كتاب ( طبقات ود ضيف الله ) ومخطوطة كاتب الشونة إلى جانب كتب الرحالة الذين زاروا السودان في هذه الفترة . فقد تناول دكتور مكي الشبيكة في كتابه (السودان عبر القرون) هذا الفصل من تاريخ السودان وعدد الأسباب التي دعت محمد علي باشا لفتح السودان وفي مقدمتها الحصول على الأموال من الذهب الموجود بالسودان والمقاتلين الذين يحتاجهم لتقوية جيوشه لتحقيق حلمه لتكوين إمبراطورية كما كان يطمع في اكتشاف منابع النيل . وتحتوي وثائق فترة الحكم التركي في السودان كما كان الحال في مملكة الفونج وثائق تمليك الأراضي ووثائق قانونية منها وثيقة تولية قضاء في العهد التركي ، فرمان تعيين جعفر باشا مظهر حكمداراً على السودان عام 1882م إضافة إلى مجموعة وثائق نقلت بخط اليد من أصول محفوظة بمصر وتحتوي هذه المطبوعة خطابات إلى عمر آغا بتاريخ 22 محرم 1280ه بجانب كتاب رحلات بالسودان باللغة العثمانية ورحلات مولاي محمد إلى السودان وقصيدة شعر ورثاء الشيخ محمد بشير عمدة الخندق. وتعتبر أغلب وثائق فترة الإدارة التركية التي وجدت بالسودان وثائق خاصة وليست عامة ولهذا فإن أغلبية الوثائق الخاصة بالأسر عن هذه الفترة تتداخل تاريخياً مع فترة الفونج والمهدية ويمكن الإشارة هنا إلى وثائق عبد الله بك حمزة التي وجدت إهتماماً وعناية من الباحثين السودانيين والأجانب والتي تعتبر من الوثائق التجارية المتفردة من نوعها في إفريقيا والشرق الأوسط . بيد أن الفضل في جمع هذه الوثائق ودراستها دراسة عميقة يرجع إلى البروفسور أوفاهي ودكتور أندرس من جامعة بيرجن في النرويج وتصنف أوراق وثائق عبد الله بك حمزة إلى عقودات بيع اراضي ووثائق ذات علاقة بالأرض وعقودات شراكة وفض شراكات وأوراق المعاملات المالية ومراسلاته مع الزبير باشا إضافة إلى خطابات خاصة وعامة في مجال الأعمال والتجارة ووثائق متنوعة ومنها الفرمان الذي أصدره الخديوي توفيق ومنح بموجبه عبد الله بك حمزة رتبة البكاوية . إلا انه وفي إطار التعاون الذي تأسس بين دار الوثائق القومية والإدارة العامة لدور الوثائق التركية منذ العام 1999م شرعت الأخيرة في تزويد الدار بمجموعات مختارة من وثائق السودان في الأرشيف العثماني في اسطنبول كما أصدر مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية التابع لمنظمة التعاون الإسلامي وبالتنسيق مع دور الوثائق التركية كتاب (السودان في العهد العثماني من وثائق العهد العثماني ) في العام 2007م ويضم هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة كبيرة من وثائق العهد التركي في السودان مترجمة إلى اللغة العربية . وتوجد مجموعة كبيرة من الوثائق الخاصة بالعهد التركي في السودان في دار الوثائق القومية المصرية ولا تخلوا دور وثائق العديد من الدول التي خضعت للخلافة الإسلامية في تركيا من وثائق خاصة بالسودان في هذه الفترة .