شهدت قاعة الشارقة في الأسبوع الأخير من سبتمبر الماضي فعاليات الندوة الدولية حول السودان في العهد العثماني والتي تم عقدها في إطار استكمال جهود المسئولين في الدولة لتوثيق وأرشفة التطور التاريخي بالبلاد وعلي رأسهم السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه. وهدفت الندوة التي نظمتها دار الوثائق القومية السودانية ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باسطنبول هدفت للوقوف علي الإستراتيجية العثمانية نحو العالم العربي والأفريقي والحكم والإدارة العثمانية في السودان في القرن التاسع عشر الميلادي وأثرها في السودان من خلال الوثائق والآثار واللغة والرحلات والموقف العثماني من الأطماع الاستعمارية واستخلاص النتائج والعبر والدروس المستفادة من الفترة العثمانية بالسودان . وقد شارك في الورشة وإعداد أوراقها عدد من المختصين السودانيين والأتراك وتناولت الندوة من خلال جلساتها ثمانية عشر ورقة عمل أبرز موضوعاتها العهد العثماني وتفاعله مع التطورات المحلية والإقليمية والدولية والسياسة العثمانية تجاه السودان ، ملابسات وأسباب دخول محمد علي باشا السودان الأثر الإداري للأتراك والعثمانيين ، السودان في وثائق الأرشيف العثماني، الآثار العثمانية في السودان، أثر المفردات والألفاظ التركية في القاموس السوداني ، رؤية عثمانية لبلاد النوبة ودولة الفونج والصراع العثماني البريطاني حول السودان . وكان أبرز ما في مخاطبات الندوة دعوة أطلقها السيد علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية بإطلاق حملة لجمع الأرشيف القومي من وثائق وملفات يشارك فيها الجميع ويتم تنقيحها بواسطة الجهات المختصة وذلك إيمانا منه بدور التاريخ في فهم الحاضر وبناء المستقبل ،وكان أبرز ما تم في الجلسة دعوته للقائمين علي المناهج والتربية للعمل علي رفع مهارات الطلاب في التدوين والتوثيق وهي دعوة لها مردوداتها الإيجابية على الحياة الاجتماعية والسياسية في إطار التدوين والتوثيق . وخلصت الندوة لتوصيات من شأنها الإسهام في قيم الماضي ومعرفة موقفنا في الوقت الحالي ووضع لبنات قومية للانطلاق نحو المستقبل ، وكان أبرزها التوصية بتعزيز وتثمين دور دار الوثائق القومية ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون الإسلامية باسطنبول في نشر الكتب والوثائق العثمانية الخاصة بالمنطقة العربية والاستفادة منها . قراءة الأحداث التاريخية بشفافية وحياد مع الاهتمام بخصوصية وثقافة المواقع التاريخية المعنية و مراعاة النظرة الموضوعية والمحايدة عند التعامل مع العهد العثماني وكتابة وتوثيق التاريخ اعتمادا علي الوثائق المعتمدة علي المرجعيات الصحيحة لتجاوز الرؤية الأوروبية في كتابة التاريخ خاصة أنها تفسر الظواهر التاريخية وفق المصالح الأوروبية وإعادة النظر في كتب التاريخ خاصة التي أعدها المستشرقين بصورة غير موضوعية . حصر ومراجعة وتضيف كل الوثائق التاريخية الخاصة بالعهد العثماني والمتوفرة بتركيا والسودان للاستفادة منها وتسهيل مهام الباحثين بالبلدين، الاتفاق علي المصطلحات التاريخية لتفادي أي لبس في تفسيرها والعمل علي تنفيذ بروتوكول التعاون بين البلدين ، دعم الاهتمام بالوثائق الأوروبية الخاصة بالعلاقة بين الخلافة العثمانية وأوروبا.وخاصة ما يعرف (بالسياسة الشرقية ) لدول أوروبا لأهميتها في دراسة علاقات السودان مع الشرق والغرب. ام/ام