- لعبت الدبلوماسية السودانية دورا كبيرا في نطاق المجتمع الدولي ، اذ أنها عكست الحراك السياسي الداخلي الذي يشهد تطورا ملحوظا في تحقيق الديمقراطية ، والسودان ليس بمعزل من دول القارة الأفريقية السمراء وليس بعيدا من محيطه العربي ، كما انه عضو فاعل في المجتمع الدولي تمشيا مع قوانين العلاقات الدولية التي تعمل على تطبيع العلاقات السياسية والدبلوماسية وفق المصالح المشتركة المنبثقة من متون المعاهدات الدولية . عمل السودان منذ استقلاله في العام 1956 م على تطبيع علاقاته الدبلوماسية مع كآفة دول العالم ، بصفة عامة ودول النطاق الافريقي والعربي بصفة خاصة انطلاقا من مبدأ الاعراف الدولية المتبعة في اطار العلاقات الدولية . انتهج السودان سياسة خارجية منفتحة تقوم على الاحترام المتبادل ، دبلوماسية تعمل ومازالت على ترسيخ السلام والامن الدوليين، لأنها تؤمن بان السلام والأمن من اولوياتها ، وبذلت الدبلوماسية السودانية جهودا مقدرة بل لعبت دورا رائدا في تعميق العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم أجمع ، وهذا يعكس النشاط والحراك لدى اصطاف وزارة الخارجية بقيادة حادي الركب الاخ بروفيسور/ ابراهيم أحمد غندور ، والتي نجحت نجاحا باهرا في تحقيق الدبلوماسية الماكوكية رغم التحديات المعقدة من قبل بعض الدوائر التي سعت وما زالت تسعى في عمل دؤوب تهدف من خلاله الى عزل السودان من الاطار العالمي والأقليمي،هذا لم يثن حراك الدبلوماسية السودانية والتعاطي مع تلك التحديات الماثلة التي أفرزها نظام القطب الآحادي وما صحبه من متغيرات طرأت على ميزان العلاقات الدولية، لم تستكن الدبلوماسية السودانية لتلك التحديات بل قابلتها بكل قوة وصلابة وبكل اصرار وعزيمة ، وازدادت من حراكها المتواصل قوة ومنعة وحققت نجاحا من أجل الاتصال بالآخرين عبر الوسائل الدبلوماسية لأنها تمثل الطريق الأمثل في تطوير علاقات الشعوب مع بعضها البعض وفق معايير ذات تبادل وتعاون يقومان على الاحترام ، وعدم الدخول في شؤون الآخرين . المتابع للأحداث السياسية والدبلوماسية يجد ان السودان له وزن في اطاره الافريقي والعربي وليس بمعزل من الاطار الدولي وهذا يعزى الى موقعه الجغرافي المميز والمتفرد حيث يمثل حلقة وصل بين الشعوب الافريقية والعربية ، مما حدا به ان يكتسب هذه الميزة في نطاق المجتمع الدولي . وكما نعلم في العرف الدبلوماسي وعقيدته ان العلاقات الدولية هي الوسيلة التي تلعب الدور المهم في ترقية علاقات الشعوب مع بعضها البعض ، ومن المعروف في عرف الدبلوماسية انه دائما تطبع العلاقات الدبلوماسية والسياسية لتحقيق المصالح والمنافع وتبادلها وفق الاسس والأطر التي اقرها القانون الدولي الذي ينظم ويرعى تلك العلاقات بهدف الوصول الى الأهداف المنشودة تعتمد على المعاهدات التي توقع وتجاز من قبل الأطراف اصحاب المصلحة والمنفعة. والحكومة السودانية من الحكومات التي كانت وما زالت حريصة كل الحرص على قيام علاقات دبلوماسية جيدة بل ممتازة مع جيرانها في المحيط الافريقي والعربي، هذا الحراك المستمر والنجاح الموفق مرده الى تحركات وزارة الخارجية بقيادة البروفيسور / ابراهيم غندور الذي بذل جهودا منذ توليه هذا المنصب مواصلا جهود الاخ / علي أحمد كرتي الذي ايضا وضع الأرضية للانطلاق وجهود الخارجية الآن وآضحة وجبارة حيث تمكن الوزير الحالي اقتحام الصعاب والشدائد وهذا يعزى بحكم ممارسته للعمل النقابي الشبيه بالعمل الدبلوماسي في الاتحاد العام لعمال السودان ، تحدت الخارجية الصعاب التي كانت تعترض مسارها، ولكن برغم هذه التحديات استطاعت ان تتخطى التحديات عبر الجهود المضنية والاقتحام سعيا منها ان تعكس صورة السودان في رحاب العالم الخارجي . استطاعت ايضا ان تدحض المعلومات المغلوطة التي روج لها الاعلام الغربي بهدف تشويه صورة السودان وسمعته في المحافل الاقليمية والدولية... لكن هيهات ان الدبلوماسية السودانية المقتدرة وقفت أمامها بكل قوة وصلابة والتعاطي الدبلوماسي القوي المسنود بالحجة والبراهين داحضة تلك الاتهامات السافرة في حق الوطن من قبل تلك الدوائر التي تختلق الاكاذيب ساعية ولاهثة من أجل تشويه سمعته وعزله من محيط المجتمع الدولي والاقليمي جراء تلك الاتهامات الذليلة التي لا تستند الى ادنى دليل ، لكن استطاعت الخارجية السودانية عبر مناضليها الذين وضعوا تراب هذا الوطن نصب أعينهم أن يكسروا الحواجز بكل اصرار وعزيمة وأرسلوا رسالة وآضحة عبر بعثاتهم الدبلوماسية المنتشرة في عدد مقدر من دول العالم الى اصحاب الاغراض بأن الخرطوم لا تلين لها عزيمة وصامدة بصمود شعب السودان الأبي الذي يرفض الذل والهوان والأنصياع لتلك الدوائر التي تجهل من هم أفراد الشعب السوداني ز والمتابع لجهود الدبلوماسية السودانية يكتشف أنها حققت نجاحات باهرة أهمها انعقاد المنتدى العربي- الروسي الذي يرسل رسالة وآضحة بأن الدبلوماسية السودانية قادرة على التعاطي مع التحديات ، وباستطاعتها ان تكسب أصدقاء بل ربما يكونوا حلفاء ولم يقتصر جهودها بل كثير من المنتديات واللقاءات التي تخص دول القارة الأفريقية والعالم العربي شاركت فيها في المحيط الاقليمي والداخلي، هذه الأحداث نتاج جهود الدبلوماسية السودانية التي لم تتوان في تقريب وجهات النظر بين جيرانها ، مهما كان حجم المعضلة والمسئولية لأنها تدرس الأمور بتأني ومن ثم البت فيها بكل اطمئنان كل هذا يدل على ان السودان قطر يتمتع باستراتيجية مؤثرة في محيطه الافريقي والعربي . ساهمت الدبلوماسية السودانية مساهمة فاعلة ولعبت دورا كبيرا في بناء جسور التواصل مع شعوب العالم المختلفة من أجل تبادل المصالح والمنافع المشتركة، وهي ما زالت تلعب هذا الدور من خلال دبلوماسية متزنة ووآضحة ، لانها تعلم بأن عملية الاتصال الدولي مهمة في حياة الأنسان، وترقيته عبر المنافع والمصالح، كما لا يفوتها ايضا بأن هنالك تحدي كبير يواجه ميزان العلاقات الدولية يتمثل في الصراعات والحروب بين دول العالم أجمع التي لا تخلو من هذه الظاهرة خاصة مشاكل الحدود التي دائما تقود الى التوتر والفتور الذان يؤثران على مسار العلاقات الدولية في الاتجاهات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية .وتعلم الدبلوماسية السودانية من منطلق تجاربها الطويلة بأن الوضع السياسي العالمي الراهن يواجه تحديات معقدة أثرت بشكل كبير ووآضح على مسار علاقات الدول مع بعضها البعض ، مما نتج عن ذلك نشوب الحروب والدمار التي قضت على البنى التحتية في كثير من دول العالم بصفة عامة ودول العالم الثالث النامي بصفة خاصة الذي عانى من هذه الظاهرة الخطيرة ، والسبب الرئيسي في تأجيج تلك الحروب هو الأطماع الدولية التي تعتبر موضة جديدة للاستعمار الحديث من قبل بعض الدوائر التي ما زالت تراوضها نزعة الاستعمار القديم . الدبلوماسية السودانية لها مواقف وآضحة تجاه الهيمنة الاستعمارية وتعمل مع المجتمع الدولي على كبح جماحها وتقويضها من خلال الاحترام المتبادل والأيمان الصادق بالمواثيق والأعراف الدولية التي تمنع ذلك . وتعلم الدبلوماسية السودانية علم اليقين بأن العلاقات الدولية هي الوسيلة الوحيدة التي تلعب دورا مهما في ترقية علاقات الشعوب مع بعضها البعض، بشرط أن تقوم على الاحترام المتبادل وعدم الدخول في شؤون الآخرين ، هذا هو هدف الدبلوماسية التي تنطلق من الخرطوم عبر بعثاتها الدبلوماسية في ارجاء هذه المعمورة .