المعرفة فى عالمنا قوة والتعليم مفتاح التمكين وهو ركن اساسى من اركان تحقيق التنمية , كما للتعليم قيمة كبيرة لا تقتصر على الجانب الاقتصادى فقط بل تشمل دعم الانسان لرسم معالم مستقبله وهذا ما يجعل توفير فرص التعليم امر ضرورى لتعزيز التنمية البشرية . عقدت منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم واللجنة القومية لليونسكو ومنظمة " اليونسيف" ورشة بعنوان ( موائمة المؤشرات العالمية للهدف الرابع للتنمية المستدامة مع المؤشرات الوطنية فى استراتيجيات قطاع التعليم فى السودان ) , فى الفترة ما بين 4-6 اكتوبر الجارى بفندق كورينسيا بالخرطوم , شاركت فيها عدد من الوزرات ذات الصلة ومختصين وخبراء من داخل وخارج السودان . السيدة يايوى سيجى المتخصصة فى البرمجة بقطاع التعليم فى مكتب اليونكسو الاقليمى للتربية فى الدول العربية قالت فى حديث لها مع وكالة السودان للانباء ان مشاركتها فى الورشة جاءت فى اطار تقديم الدعم للسودان لتطبيق المعايير الدولية لتحقيق الهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة فى مجال التعليم خاصة وان السودان يتجه نحو الالتزام الكامل نحو تطبيق كل المؤشرات لهذه الاستراتجية الدولية . وأضافت بالقول " ان تقُيم واقع التعليم فى الدول العربية يختلف من بلد لاخر. فنجد ان هناك صعوبات كبيرة تواجه قطاع التعليم فى بعض الدول التى تعانى من صراعات مسلحة مثل اليمن وسوريا وليبيا ونحن هنا نتحدث عن مئات الطلاب النازحين من قراهم ومدارس قد تهدمت ومعلمين يعيشون فى خوف على حياتهم لذلك تعيد الدولة ترتيب الاوليات لتوفر الامن والخدمات الضرورية ولا يكون التعليم جزء منها. و دول اخرى تعانى من قلة الموارد المالية التى تخصص لقطاع التعليم مما لا يمكن الدولة او المواطنيبن من توفير المتطلبات التى تحتاجها العملية التعليمية. " الحصول على التعليم حق اساسى للاطفال والشباب , نوعية التعليم والمحتويات الدراسية , ما نتعلمه هل هو مفيد لحياتنا ولمجال العمل وايضا كفاءة المعلم ومستوى مهاراته بالاضافة الى معرفة الموارد التى تصرف على ذلك وليس فقط توجيه الموارد المالية نحو مرتبات المعلمين وتوظيفهم , كل هذا من الركائز الاساسية لتطوير التعليم" تقول السيدة يايوى وتمضى بقولها الاهم من ذلك هو توفير البنيات الاساسية الضرورية للعملية التعليمية من فصول مريحة للبنات والاولاد وجعل البيئة المدرسية جاذبة لاستقبال المزيد من الطلاب. وعن جهود اليونسكو لتطوير التعليم فى السودان , قالت السيدة يايوى , اليونسكو " منظمة فنية" تعمل ضمن وكالات وجمعيات منظمة الاممالمتحدة ولا تعمل وحدها بل بالتعاون مع المنظمات الاخرى والنظيرة. "فى هذه الورشة نحن نتعاون مع منظمة اليونسيف , وزارة التربية والتعليم واللجنة القومية لليونكسو فى هذة الورشة لتقوية الموارد القومية والبشرية من اجل تطوير العملية التعليمية فى السودان ويمكن القول ان هدف اليونسكو هو تقوية نظام التعليم القومى فى البلدان وبناء القدرات وتحليل المعلومات البيانية حول مسيرة النعليم و تقديم مقترحات حلول فى المسائل والقضايا التعليمية وهناك الكثير مما يقدم فى مجالات الدعم الفنى لتطوير التعليم". اوضحت السيدة يايوى " كما نسعى الى توسيع القاعدة التعليمية فقد تنظر منظمة الى قطاع الاطفال فقط مثلا, ولكننا فى اليونسكو لا نكتفى بالتعليم الاساسى فى قطاع الاطفال فقط بل نهدف الى توفير التعليم واكتساب المهارات لجميع الفئات العمرية وان يكون " التعليم متاح للجميع مدى الحياة" ونعمل كذلك عبر منظمومة TEVT) ) Technical education and vocational training) وهو توفير التعليم التقنى و التدريب المهنى للشباب." قالت السيدة يايوى واشارت الى أن السودان فيه نسبة كبيرة من الشباب و جيد ان يتلقوا التعليم الاساسى لكن من المهم ان يستمروا فى تلقى المزيد من التعليم". وابدت اعجابها الشديد بمستوى النقاش الهادف الذى تمييزت به الورشة من جانب المشاركين , مؤكدة ان التعليم سلسلة متواصلة الحلقات ولا نستطع القول " ان ما بداءناه اليوم سينتهى غدا " ولكن عندما يتحقق تقدما ملحوظا تكون الدولة متعاونة وداعمة للجهود القومية من اجل ترقية التعليم والسودان يسير فى الطريق الصحيح بفضل حرص الدولة للتعاون مع كل الجهات ذات الصلة من اجل " ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع".