كتب- سعيد الطيب حينما دعوت سيدى الرئيس بنى السودان فى مطلع العام 2014م ان تعالوا نتشاور ونتحاور من اجل الوطن الشامخ , وكانت مبادرتك وثبة سياسية عاقلة تستهدف اعمال تغيير واصلاح معا , فى حزبك اولا وفى التعاطى السياسى ثانيا , وفى الدولة ثالثا , ثم اوضحت سيدى الرئيس اكثر من ذلك فى ابريل من ذات العام لما دعوت الطيف السياسى كله بقاعة الصداقة وحددت محاور ومرتكزات ست شملت السياسة والاقتصاد والعلاقات والحكم والقوانين والحريات وقلت هذه رؤيتنا للخروج من نفق التردى والتأخير والظلام الى بر الامان والسلام والمعاش والعلاقات المثلى وهاتوا ما عندكم لان نصف رأيك عند اخيك . سيدى الرئيس لم يخيب بنو السودان ظنك وجاءوك ممثلين لاحزابهم اكثر من سبعين , وممثلين لحركاتهم المسلحة اكثر من ثلاثين , وبعضهم شخصيات قومية متفق على وطنيتها , واخرون موفقون لخبرتهم ودرايتهم الا قليل ممن تمانع واستحسن ان يكون مراقبا , ثم توزع الجميع على ست لجان فى مؤتمر للحوار انفق عاما كاملا مذ العاشر من اكتوبر الماضى وحتى ذات التاريخ اليوم . سيدى الرئيس دخل المتحاورون سمحين وقيافة يرتدون الجلابية والعمة والقفطان (العباءة) والسروال والقميص البلدى والسديرى والسفارى والبدلة قاعة الصداقة , نخل وقمح وبصل وطنبور ودلوكة وكأن معهم االمك نمر وزغرودة مهيرة وخليل فرح يداعب عازة الوطن الجميل ويلاطف اسماعيل حسن (ديل اهلى) ودخل القاعة وتشرفت بهم اهل الدخن والفول والطلح والهشاب والنقارة وكأن من بينهم المهدى والتعايشى ودينار وام بلينة السنوسى واحساس ودخل من بعدهم ناس القطن والقمح والذرة يتقدمهم ود حبوبة والقرشى والهندى والترابى . وجاءوك سيدى الرئيس من ارض السمسم والعسل والذرة وعبادالشمس يعذفون الوازا تقدمهم عمارة دنقس وحسن نجيلة بينما دخل القاعة عثمان دقنة يوزع موزا جميلا على الحاضرين يقول لهم من الشرق اتيت لاشارك فى الحوار ورافقته الواح الشيخ على بيتاى وجلسوا كلهم واخرجوا هواءا ساخنا هو نقد وتصويب موضوعى لجملة من الاخطاء حدثت منذ الاستقلال ستون عاما مضت وحتى اليوم لم يجتمع ابناء السودان هكذا يتحاورون الا فى حالات استثنائية كانت جزئية او قل ثنائية بين الحكومة مع بعض من عارضها ورفع السلاح فى وجهها مثلا فى مشاكوس وابوجا والدوحة والقاهرة واسمرا وجيبوتى ونجحت تلك التحاورات واسفرت عن اتفاقيات , ولكن منذ عام جاء ابناء السودان كليا وليس جزئيا ثم عرضوا وقدموا وطرحوا الافكار والرؤى ثم اتفقوا ووضعوها توصيات (لابد من ,لابد من ونحن نرى , ونحن نرى ) جمعت كلها تحت مسمى (الوثيقة الوطنية) نتاج جهد وعصف ذهنى خلاق لابناء السودان .سيدى الرئيس تعلم ان الكمال لله وحده ولئن اخطأت الانقاذ فى عشر تقديرات الا انها حاولت الاجتهاد فيها فستكون الوثيقة الوطنية التى تواضع عليها ابناء السودان الحسنة التى ستمحو تلك الخطايا باتفاق واجماع المعارضة والمجتمع الدولى الذى دعم وثمن وساند الحوار الوطنى وما تمخض منه من توصيات صارت وثيقة وطنية , ولكن سيدى الرئيس كلمة اخيرة لاترفع الدعم عن السلع الاساسية وتحررها وتزيد المواهى وصدقنى روشتات الصندوق الدولى ما افادت امة على الاطلاق ومبروك للشعب السودانى الصابر المصادم القوى على ما انجز .