تعمل منظمة الجمارك العالمية في مجال الإجراءت الجمركية بغرض تسهيل وتيسير التجارة بين الدول، ويهدف عمل المنظمة إلي رفع كفاءة عمل الإدارات الجمركية في جميع أنحاء العالم، ومساعدة الإدارات الجمركية بالدور المنوط بها. وظل المجتمع الدولي الجمركي يحتفل سنوياً باليوم العالمي للجمارك محدداً ورافعاً شعاراً لكل عام، وقد رفع الشعار لهذا العام 2017م والذي يأتي تحت عنوان ( تحليل البيانات من أجل إدارة فاعلة للحدود) والجمارك السودانية ليس بمعزل من موضوع المنظمة لهذا العام تحليل البيانات من أجل إدارة فاعلة للحدود فقد إهتمت بتطبيق المعايير الدولية ورفع كفاءة العمل وتجويده وذلك بتطبيق عدة تقانات تتمثل فى نظام الأسكودا العالمي وهو نظام تقني متطور يهدف إلى تقليل زمن التخليص وسرعة الإجراءات ، وتطبيق نظام إدارة المخاطر ( القائمة الذهبية) ، والربط الإلكتروني بين الإدارات الجمركية بالمركز والولايات بجانب الدفع الإلكتروني للرسوم الجمركية عبر البنوك كما قامت بدراسة زمن التخليص ودراسة حول تحديث إدارة المحطات الجمركية الحدودية.اضافة الى الربط البرمجي حسب طبيعة الإدارات ذات الصلة (- وزارة الإستثمار - وزارة المالية - وزارة المعادن - وزارة الخارجية - وزارة الداخلية ( السجل المدني والمرور ) - وزارة التجارة - بنك السودان المغتربين، ديوان الضرائب) اضافة الى التتبع الإلكتروني للعربات والشاحنات مستقبلاً ، والبريد الإلكتروني للهيئة. مع تطور العمل الجمركي فقد تغير مفهوم الحدود مؤخراً وماعاد يشمل الحد الفاصل للسيادة بين دولتين مجاورتين، وعلي البحر ليشمل المياه الاقليمية، فالمطارات ومحطات للسكه حديد والمواني النهرية علي طرق المياه الدولية محطات حدودية، وفي ظل ثورة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا التي يشهدها العالم والتبادل الواسع للسلع والخدمات والمنتجات،ورؤوس الأموال تعدت أدوار الجمارك من العمل التقليدي الى تحديات جديدة وأدوار متعاظمة إذ أصبحت الجمارك تواجه بجريمة عابرة للحدود وجرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب والإتجار بالبشر وحماية حقوق الملكية الفكرية والازدياد في حجم التجارة الدولية، وذلك باعتبارها البوابة التي تلج من خلالها التجارة الدولية التي نمت وتدفقت بصورة مذهلة. وللتصدي لهذه التحديات كان لابد من تحديث وتأهيل وتطوير المحطات الحدودية للقيام بالمهام المنوطة بها، وذلك لحماية اقتصاد البلاد واخلاق وقيم افراد المجتمع، ولتوفير هذه المطالب لابد من اتخاذ تدابير حدودية لتنسيق الإجراءات للتوفيق بين تسهيل التجارة والرقابة الفاعلة والتي أحد أهم المرتكزات الأساسية لها هو توفر البيانات وبناء قاعدة معلوماتية سليمة. ان عملية إدارة الحدود تعني إدارة الإجراءات التي يتم تطبيقها علي الأشخاص والأشياء والبضائع التي تعبر الحدود تتم وفق القوانين المنظمة لكل منهم، وأن تمتلك السلطات التي علي الحدود أدوات منظمة وبيئة مهيأة حول إدارة الحدود بالإضافة الي أنها تعني كيف يتم تصميم إدارة البيانات الأساسية المادية التي تشغلها هذه السلطات وهذا يؤدي لضمان أن يتم عبور الأشخاص والأشياء وفقاً للقوانين واللوائح والإجراءات الخاصة بالدولة ،ويتم تشجيع مستخدمي الحدود علي الالتزام بالضوابط وفي مقابل ذلك تقدم لهم تسهيلات لالتزامهم. وفي الجانب الأخر يتم تحديد الأشخاص المخالفين منهم وتوقيفهم وللقيام بهذه المهام بدون تعطيل التجارة المشروعة أو التسبب في التأخير علي الحدود والازدحام علي الطرق المؤديه الي الدول المجاورة أو داخل الدولة نفسها . وقد وجه الأمين العام للمنظمة في كلمته حول موضوع يوم الجمارك العالمي تحليل البيانات من آجل إدارة فاعلة للحدود الإدارات الجمركية علي اغتنام الفرصة لتعزيز الإتصالات وآليات تبادل المعلومات داخل إداراتها ودوائرها المختلفة مع الوزارات والجهات الحكومية ذات الصلة وأيضا مع القطاع التجاري. وحث الدول علي ابتكار أساليب جديدة من أجل ترقية وتطوير العمل الجمركي وفق المعايير الجمركية الدولية الحديثة التي تبنتها في مجال الالتزام والتسهيل المتمثل في النافذة الواحدة ، النقطة الحدودية الموحدة، نظام إدارة المخاطر، نظام المراجعة اللاحقة، تطبيق قوانين الملكية الفكرية، الاهتمام بجانب البحوث، تحسين قياس الأداء ، الربط الشبكي، تعزيز دراسة زمن التخليص بالمحطات الحدودية وأبان سعادته أن تبني هذه البرامج والمشاريع التي تتمثل في جمع وتحليل البيانات أصبح عنصر أساسي في عملية تحديث العمل الجمركي واستخدامها بكفاءة وفاعلية يدفع الجمارك لمستويات جديدة من النجاح وأيضا تحليل البيانات يدعم الأهداف الجمركية الأساسية في تحصيل الإيرادات وجمع الإحصاءات التجارية وتسهيل التجارة، وأوصي الإدارات الجمركية أن تضع تحليل البيانات في أولوياتها الاستراتيجية ويجب أن تحصل علي أحدث التقنيات وأن تضع آليات مناسبة تعين الخبراء علي تحصيل وتحليل البيانات. يذكر ان منظمة الجمارك العالمية أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية وذلك في العام 1952 تحت مسمي (مجلس التعاون الجمركي) وفي بداية التسعينات من القرن الماضي تم تغيير هذا المسمي إلي (منظمة الجمارك العالمية) ليكون أكثر شمولية. بدأ تأسيس وإنشاء المنظمة بعضوية (17) دولة وأصبح هذا العدد يتنامي الى أن وصل (178) دولة عضو ويعد السودان من أوائل الدول التي أنضمت للمنظمة وكان ذلك في 8/ يونيو/ 1960م.