- أختتمت مؤخرا فعالية منتدى الحزام والطريق بالعاصمة الصينيةبكين بمشاركة زعماء 30 دولة فضلا عن ممثلين لحكومات اكثر من 100 دولة واكثر من 70 منظمة دولية 4000 صحفي وفدو لتغطية الحدث الذي وصف بانه مشروع القرن. مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة إقتصادية تم طرحها من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام 2013 أثناء زيارته لكازخستان، يهدف المشروع لإحياء طريق الحرير القديم الذي كان يمثل طريقا للتبادل التجاري بين الصين وبقية دول العالم، فطريق الحرير لم يكن طريقا تجاريا فقط بل كان طريقا لتبادل العلوم والمعارف والثقافة ايضا وهذا ما اكده الرئيس شي في كلمة الافتتاح وقوله ان هذا الطريق لم يكن طريقا للتجارة فقط بل طريق للعلوم والمعرفة أيضا فمن خلال هذا الطريق وصلت العلوم الاسلامية ومعارفها الى الصين. وقال شي اننا امام تحد كبير وهناك هوة كبيرة بين الاغنياء والفقراء يجب ان تنحسر هذه الهوة من خلال المبادرة التي اصبحت واقعا معاشا، واضاف في معرض حديثه أثناء حفل الإفتتاح للمؤتمر ان الصين ستلعب دورا مهما مع دول المبادرة من اجل تطوير وتسهيل العمل التجاري وان اصعب المراحل في المشاريع الكبيرة هي الخطوة الاولى الذي تخطيناه بنجاح وبدأنا بالفعل . ويعتبر اكبر التحديات التي تواجه المشروع الواقع الامنى الذي لم يكن غائبا عن كلمة الرئيس وقد قال ان اكبر تلك التحديات لبناء وانجاح هذا المشروع هو تحقيق السلام فمن خلال نجاح المشروع سيتوفر فرصة لتعزيز عمليات السلام .وان نجاح المبادرة ستوفر فرص إستثمار أكبر، كما أن رأس المال يعتبر شريان الحياة في الاقتصاد المعاصر فان الصين استثمرت منذ العام 2013 ما قيمته 60 مليار دولار وسيبلغ اجمالي الاستثمارات الصينية في الخارج ما بين 120 الى 130 مليار دولار سنويا على مدى 5 اعوام مقبلة . وعد شي بالدعم اللوجستي لقطاع الاتصالات خصوصا الانترنت الذي يلعب دورا مهما فيما يتعلق بعمليات التجارة الالكترونية وغيرها وستركز هذا الدعم للدول التي انضمت للمبادرة وطالب بالانفتاح اكثر على بعض وأعلن عن ترحيبه بالحكومات والدول الداعمة للمبادرة وتعمل بجد من اجل المنظومة الدولية في رابطة المصير المشترك ونادى بإعطاء الفرصة للشباب عن طريق دعم المقترحات التي يتقدمون بها وتطويرها والمشاركة في عملية البناء وان الصين جاهزة لمشاركة تنميتها مع الدول الاخرى. المنتدى بجانب المنحى الاقتصادي يشتمل على نواحى ثقافية تهدف لزيادة عملية التبادل الثقافي والحضاري بين مختلف الأمم والشعوب. الرئيس الروسي فلادمير بوتن ذكر في كلمة الافتتاح اننا لا نستطيع مواجهة التحديات الماثلة امامنا عن طريق استخدام نفس المنهج القديم وقال نريد افكارا جديدة ونتخلى عن تلك الصور النمطية علينا ان نضع قاعدة نموذجبة للمجتمع الدولي يتاسس على العمل معا بناء على المساواة والسيادة الوطنية بالاستناد على القانون الدولي ومبادئ الاممالمتحدة ولا شك ان نجاح مثل هذه المبادرة سيعيد ترتيب العالم على اساس اقتصادي قوي ويتحقق منها الكثير من المكاسب للدول النامية. الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لم يغب من المشهد المهم وقال في كلمته للمؤتمرين ان تركيا من خلال موقعه الجغرافي يمكن لها ان تلعب دورا اكبر في المبادرة عن طريق ربط الشرق الاوسط مع الصين خلال اسيا الوسطى وان حجم التجارة بين الصين واروبا وصلت الى 600 مليون دولار يجعلنا نتفق ان هذه المبادرة مهمة. واشاد الامين العام للمبادرة انطونيو غوتيريش ان المبادرة ستوفر امكانيات هائلة ويمكنها ان توجد فرص استثمارات اكبر، وهي مهمة لتاكيد الربط بين المبادرة واهداف التنمية المستدامة وتوفر فرص استثمارات ضخمة للبنى التحتية. ومن بين أشياء أخرى، صدر عن اجتماع المائدة المستديرة بيان جاء فيه "نؤكد مجددا على تمسكنا المشترك ببناء اقتصاد مفتوح، وضمان تجارة حرة وشاملة ومعارضة كافة أشكال الحمائية." مضيفا "نحن نسعى إلى تعزيز نظام تجاري عالمي ومفتوح وغير تمييزي ومنصف، ويقوم على قواعد محددة، حيث تمثل منظمة التجارة العالمية القلب منه." وقال شي إن الارتباط تمثل النقطة المركزية خلال المستقبل، مضيفا أنه سوف يتم الربط بين المزيد من الموانيء البرية والبحرية لتشكيل شبكة واسعة للنقل عبر القارات. وأوضح شي أن البلدان سوف تبدأ بتنفيذ نوع من برامج الارتباط الناعم لتتمكن من التوفيق بين القواعد والمعايير الخاصة بالجمارك ومراقبة الجودة وإنفاذ القانون. وسيتم بناء مشروعات التعاون في مجال القدرة، كما سوف يتم دعم الشركات التي تستخدم مصادر الطاقة منخفضة الكربون، والتجارة الإلكترونية والبيانات الضخمة والمدن الذكية. وقبل يوم، أعلن شي عن دعم مالي ضخم لكل هذه المشروعات، حيث تم تخصيص 100 مليار يوان (نحو 14.5 مليار دولار أمريكي) لدعم صندوق طريق الحرير. وتم تخصيص ما يساوي 380 مليار يوان على هيئة قروض، لمشروعات البنية التحتية والتنمية من بنوك السياسة الصينية، علاوة على تخصيص 300 مليار يوان لتنفيذ الأعمال عبر البحار التي يتم تمويلها باليوان الصيني. وكذا تم تخصيص 60 مليار يوان كمساعدة لتطوير البلدان النامية والمنظمات الدولية. وبالنظر الى هذه المبادرة وما يمكن ان تحققه من نهضة تنموية للدول الواقعة على طول الطريق فان السودان اخذ موقعه للاستفادة من المبادرة بقدر الامكان نتيجة لموقعه الجغرافي المميز ومشاريع التنمية التي انتظمته بعد رفع العقوبات الامريكية.